تكثر فى شهر رمضان الكريم المادة الإعلانية بشكل كبير، والتى تسيطر على المسلسلات والبرامج، وتقريبا نجد مدة الحلقات لا تتعدى الثلث ساعة مقارنة بالمادة التسويقية التى تتجاوز الـ45 دقيقة.
لكن هناك شيء ما دائما مختلف هو أن أكثر هذه الإعلانات تكون مناشدة للتبرع لصالح مرضى السرطان وبنك الطعام والكبد والقلب، مع تعاطف الناس بتلك المادة نظرا لما تحملها من لمسة إنسانية جميلة عندما ترى الأطفال يبتسمون رغم آلامهم.
الإعلانات من هذا النوع لا أعترض عليها، على العكس، أؤيدها بكل شدة لأنها تحث الناس على التبرع، ومن جهة أخرى تشعر الناس بوجع الآخرين، والملفت للنظر أن الذين يقدمون الحملة عدد من النجوم يتبرعون بوقتهم لمشاركة هؤلاء المرضى لحظاتهم ويقدمون محاولة لجعلهم سعداء.
فى بعض الإعلانات نجد عددا هائل من النجوم مثل الفنانة أصالة التى تبرعت بأغنية للأطفال تحفز من خلالها الناس على التبرع، لتأتى معها فى الإعلان نفسه الفنانة الكبيرة يسرا وكندا علوش ورمضان صبحى والكابتن أحمد حسام ميدو والفنانة منى زكى والفنان محمد رمضان، ونجد فى إعلان آخر الفنانة سميرة سعيد توجه الرسالة نفسها فى مادة منفصلة، ويأتى أيضا الفنان أحمد حلمى ودنيا سمير غانم للمشاركة ورسم البسمة على وجوه الأطفال والمجتمع، يثبتون أن الأمل موجود فى الشفاء ولكن بالتعاون والمساعدة، لتقف بخيالك للحظة واحدة وهى كيف يصنع الإنسان الابتسامة على وجوه البشر، لتجد أن صناعة البسمة حرفه.
كل واحد يختار أسلوبه وطريقته التى تسعد كل فرد، فهناك من يشارك المرضى لحظاتهم ويبذل مجهودا للتخفيف عنهم، وهناك من يسلك طريق التجريح فى الغير أو الاستفزاز فى كل شىء وخير مثال على ذلك هو الفنان رامز جلال من خلال برنامجه الذى يعتمد على المقالب "رامز تحت الأرض"، فهو يظن أنه يسعد الناس من خلال سماع التطاول والاستهزاء على ضيوفة الذين من المفترض أن يكونوا من أصدقائه، فكيف يكون قدوة وهو يسخر من الآخرين وبالتالى يقلده كل الأطفال التى تشاهده فيغيب الاحترام بين الأجيال.
ولم يتوقف الأمر على ذلك ولكن يستمر فى تحقيق متعته عندما يكشف شخصيته للضيوف وبالتالى يكون رد فعل النجم هو رميه بأقبح الألفاظ لتظل باقى الحلقة عبارة عن "تييييييييييييييييييت"، وهذه هى الرسالة التى يختارها رامز جلال وهى رمى والده ووالدته بألفاظ فبيحة تصدر بصورة طبيعية من الضيف نتيجة ما حدث به، ولكن يتلقها رامز بكل سرور.
لماذا لا يفكر الفنان رامز جلال بالتبرع بالمبالغ التى يتقاضها النجوم لصالح مستشفيات السرطان والكبد والقلب التى تحتاج لكل مليم لإنفاذ حياة عيله، وهنا سيكون رسم الابتسامة على وجوه المرضى أفضل وأنقى من رسمها عن طريق استفزاز الناس وإعارة أسماعهم لرميهم بأبشع الألفاظ، وبالتالى ستعود لإنسانيتك، ويذكرك محبيك بكل الود وليس بالتفاهة.