ظهرت فكرة إنشاء قصور الثقافة عقب ثورة 52 وبدأت فى الانتشار فى حقبتى الستينات والسبعينيات، لتوفير مراكز ثقافية لكافة طبقات الشعب، ولكن تراجع دورها بشكل كبير فى الأعوام الماضية ليس فى دمياط فقط ولكن فى مصر، وتعرض مبنى قصر ثقافة دمياط للخطر بعد ظهور تصدعات وشروخ خطيرة تهدد بانهياره فى أى لحظة، الأمر الذى تسبب فى إغلاق المبنى واعتباره مخزن للكتب التى تم إهمالها الأمر الذى تسبب فى تحويل المنطقة المجاورة للقصر إلى موقف للسيارات وسوقا للباعة الجائلين.
واشتكى مثقفى دمياط وخاصة رواد قصر الثقافة بدمياط منذ تعيين أشرف إسماعيل ليقوم بأعمال مدير عام ثقافة دمياط وهو لا يترك فرصه إلا ليثبت عدم معرفته بالدور الواجب القيام به لتسهيل العمل الثقافى بل وعداؤه الواضح للثقافة والتنوير.
وسادت موجة من الغضب بين جموع المثقفين والأدباء ضده عقب تصريحاته للعاملين بقصر ثقافة دمياط قائلا: "إن الغناء والمسرح ده شغل متعهدى حفلات واقبال الجمهور علية مش مقياس لنجاح العمل الثقافى وأنه يستطيع أن يأتى براقصة تجيب جمهور أكبر واللى عايز يسمع ام كلثوم يسمعها فى الراديو واذا كنا مصرين على تقديم الغناء والمسرح والرقص الدرامى فلتكن مشهيات ومقبلات للعمل الثقافى إلا وهو المحاضرة والخطاب الانشائى فهو القادر على التأثير والتغير" وتسبب فى تلك التصريحات فى فتح ملف فساد قصور الثقافة والمكتبات المغلقة.
وتقدم 4 من الأدباء والمثقفين والكتاب فى دمياط بمذكرة إلى كلا من وزير الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة ومحافظ دمياط ضد أشرف إسماعيل مدير عام ثقافة دمياط تضم المخالفات الادارية والإهمال والفوضى التى أصابت قصور الثقافة وعددا من البيوت والمكتبات التابعة لهكما أنه لا يحضر للعمل إلا أربعة أيام فقط كل أسبوع ويتغيب أيام الخميس والجمعة والسبت ولا يحضر أغلب الفترات المسائية حنى أن العروض المسرحية التى تقدم لا يعلم شيئا عنها.
وطالب المثقفون باستبعاده من منصبه حيث أنه جاء لتيسير العمل وهو الأمر الذى تسبب فى انهيار قصور الثقافة فى مصر عموما وخاصة وان هناك 48 قيادة بوزارة الثقافة يقومون بتسيير الأعمال.
يقول صلاح مصباح الأديب وعضو مجلس الشورى الأسبق إن قصر ثقافة دمياط الذى وقف على مسرحه كتاب وفنانين ومفكرين كبار، يشهد هذه الأيام إهمالا جسيما، لم يسبق له مثيل، فهذا القصر الذى شهد حضور أكثر من وزير ثقافة، أولهم وزير الثقافة يوسف السباعى الذى افتتحه عام 1974، ثم وزير الثقافة أحمد هيكل، لافتتاح أحد المؤتمرات الأدبية، 1984 وفاروق حسنى حضر إلى القصر 3 مرات، والوزير عماد أبو غازى حضر إلى القصر بعد تركه للوزارة، أما من الشعراء، فقد وقف على مسرحه الشاعر طاهر ابو فاشا، وفاروق شوشة، وسيد حجاب، والأبنودى، وعبد العليم عيسى، وآلاف الشعراء من جميع أنحاء مصر، ومن الملحنين سيد مكاوى الذى غنى عليه أغنيته الشهيرة "على دمياط" ومحمد ثروت وأحمد إبراهيم، وسهير طه حسين، ومئات المطربين من جميع انحاء مصر، ومن الممثلين يوسف وهبى وأمينة رزق، مسرحية بيومى أفندى قبل افتتاحه عام 1973 وكان المسرح بدون كهرباء وقتها، وتم انارته بماكينة كهرباء، ومحمد صبحى وسعيد صالح، ومظهر أبو النجا ووحيد سيف وعايدة كامل وحسين الشربينى وأحمد حلاوة وعبد المنعم مدبولى وليلى جمال، ومن المخرجين سعد أردش، محمد توفيق، وحسن عبد السلام، وعباس أحمد، وعبد الحفيظ التطاوى وماهر عبد الحميد، وحافظ أحمد حافظ، وناصر عبد المنعم، ومئات المخرجين من جميع انحاء مصر، ومن الكتاب والمفكرين ورجال الدين، يسرى الجندى وبشير الديك وابو العلا السلامونى، وعمر سمير عاطف ومحمد الشربينى، وعبد الله أحمد عبد الله ميكى ماوس، وحضرالمؤتمرات السياسية الكبرى الدكتور رفعت المحجوب، والزعيم خالد محى الدين، والمهندس حسب الله الكفراوى، ومحمد عبد السلام الزيات، والشيخ عطية صقر، وسيد طنطاوى ومحمد على محجوب.
وتابع قائلا: هذا القصر طاله الإهمال الشديد، فى الوقت الحالى، حتى أصبح مخزنا للقمامة من الداخل، وبالتحديد فى نهاية الطرقة التى تؤدى إلى المسرح، داخل إدارة الفرع، والتى من الممكن أن تتسبب فى حريق لأى سبب، وزاد الإهمال فى عهد مدير عام الفرع الذى تم تعيينه فى 13 يوليو 2016 لتسيير أعمال الفرع.
ولخص مصباح مشكلة الثقافة فى مصر عامة ودمياط خاصة، أولها الروتين، وثانيها الميزانية المخصصة لقصور الثقافة والتى لا ترقى لمستوى المحافظة وتاريخها الثقافى، فالميزانية المخصصة لا تفى بالخطط والمعوق الثالث هو المشكلات الأخلاقية المرتبطة بالموظفين والإداريين والذين يعتبر بعضهم الفن حرام والثقافة "كفر" لذا فإنهم يعطلون أى تقدم للبلاد بسبب أفكارهم الرجعية "المتخلفة"، الأمر الذى يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة للقضاء على البيروقراطية التى تفشت فى الهيئة، وتوفير ميزانية تليق بالثقافة والمثقفين.
وحسب رواية العاملين فى الفرع، عندما رأى القصر ليس نظيفا بالدرجة الكافية، قام بتصوير القصر من الداخل، نكاية فى سلفه، وقام بإرسال الصور إلى هيئة قصور الثقافة فى القاهرة، ووعد العاملين بقصر ثقافة نظيف، خلال أسبوع، وإلى الآن، فان القصر ازداد إهمالا، سواء فى دورات المياه، التى تتسرب المياه داخلها ليل نهار، أو فى الطرقات داخل إدارة الفرع نفسه، وداخل قاعة المسرح، التى تجد الأوراق ملقاة على جانبها، والأتربة فى كل مكان، ولا يتم تنظيف قاعة المسرح إلا عندما يحضر المحافظ، وقبل تنظيم أى حفلة رسمية تابعة لأى جهة.
ويضيف شوقى بكر فنان مسرحى أن حال القصر لا يسر عدو ولا حبيب فكل شىء انهار ثقافيا وإداريا حيث أن بعض العاملين بالقصر والفرع لا يقومون بعملهم كما ينبغى بل ولا يتمون ساعات العمل الرسمية بعلم مدير عام الثقافة الذى أصدر تعليمات شفاهية لمديرة قصر دمياط الجديدة باعتماد مأموريات وهمية كل أسبوع لإحدى الموظفات المنتدبة من النيابة الإدارية نظير قيامها بإنهاء مشاكله وتحقيقاته فى النيابة الإدارية.
كما لم يتخذ التدابير الإدارية اللازمة لانتداب من يحل محل الموظفين المنتدبين فى مكتبة المحمدية بمركز كفر سعد اللذين انقضت مدتهما القانونية وقامت الهيئة بإلغاء ندبهما مما أدى إلى إغلاق المكتبة وتسليمها لحارس الأمن.
وتابع حتى المكتبات المنتشرة بالقرى أغلقت أبوابها بداية من مكتبة عزبة البرج ومكتبة الوسطانى لعدم وجود عاملين بهما بالإضافة إلى مكتبة كفر الغاب التى تعتبر مغلقة لأن الموظفة المسئولية عنها غير متواجدة وقامت باستئجار عاملة على نفقتها تقوم بالعمل بدلا منها فى سابقة تاريخية لم تحدث من قبل.
ويشير محمد عبد المنعم وكيل وزارة الثقافة ورئيس إقليم شرق الدلتا الأسبق أن دوامة المشكلات الادارية والروتينية التى يدير بها مدير عام الثقافة شئون الثقافة بالمحافظة أدخلت المثقفين والأدباء فى دوامة بعد أن أغلق باب القصر فى وجه رواده. وخاصة بعدما بدأ مدير عام الثقافة عمله فى المحافظة بإغلاق المدخل الرئيسى لقصر الثقافة بدمياط لمدة ثمانية أشهر كاملة ولتبرير الغلق أهدر 15 ألف جنيه من ميزانية الدولة لاستشارى هندسى بدون وجه حق غير مساندة قراره بالإغلاق بزعم الخطر الداهم دون أن يقوم بفحص الخرسانة وحديد التسليح بالطرق العلمية كما هو معروف مع العلم أنه كان يأمر بفتح باب القصر رغم الخطر الداهم فى المناسبات القومية بحضور القيادات التنفيذية ثم يعود لإغلاقه وكأنه بينه وبين الخطر الداهم اتفاق بتأجيل أى فعل خطر فى أيام فتح باب القصر أمام المسئولين.
كما ثبت فنيا عن طريق لجنة هندسية من مديرية الإسكان أن سقف قصر الثقافة سليم ولا خطر يذكر غير ترميمات بسيطة، ورغم ذلك لم يتم محاسبته لخطأ غلق الباب الرئيسى حتى بدا للجميع كأن المبنى خالى ومهجور وعطل الكثير من الأنشطة، كما لم يحاسب على ما أهدره من أموال بدون وجه حق سوى تأييد قراره بالغلق.
وأوضح عبد المنعم أن مدير عام الثقافة بدأ يثير العديد من الازمات التى أضرتنا كمثقفين بتقديم مذكرة ضده لوزير الثقافة ومحافظ دمياط وخاصة عقب قيامه بترويج فكرة وجود تهديدات بضياع الأرض المقام عليها مبنى قصر الثقافة مما آثار مخاوفنا من إحتمال وجود مؤامرة على الأرض المنقول حيازتها للهيئة منذ سنة 1997 من الورثة بموجب وصية الواقف الخيرى فضلا عن أنه دائم الصدام مع العاملين بالأخص الناشط منهم بإصدار قرارات متعددة بنقل الكثير منهم ولم يستطيع تنفيذ اغلبها حتى أن بعضهم قد أصدر له خلال فترة توليه المسئولية التى قاربت على التسعة أشهر حوالى 14 قرارا مختلفا بالنقل إلى أماكن مختلفة.
كما أنه خالف لائحة الهيئة فى تحصيل رسوم عن شغل مسرح القصر ومنحه مجاناً تارة ونسب الأنشطة لنفسه باعتباره راعيا لها رغم أن تلك الأنشطة تقدمها هيئات أخرى وتارة نظير رسوم غير معلنة وغير معروفة دون تقديم إيصالات لتلك الجهات كما أنه لا يحضر للعمل إلا أربعة أيام فقط كل أسبوع ويتغيب أيام الخميس والجمعة والسبت ولا يحضر أغلب الفترات المسائية حنى أن العروض المسرحية التى تقدم لا يعلم شيئا عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة