قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريتش إن اليوم العالمى للاجئين هو تعبير عن التضامن مع الناس الذين اجتُثوا من ديارهم بسبب الحرب أو الاضطهاد.. وأوضح أن آخر الأرقام الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين تبين أن ما لا يقل عن 65.6 مليون شخص- أى واحد من كل 113 فردا من أفراد الأسرة البشرية- قد شردوا قسرا داخل بلدانهم أو عبر الحدود.
وأضاف جوتريتش فى رسالته بمناسبة اليوم العالمى للاجئى الذى يوافق 20 يونيه من كل عام أنه على الرغم من أن سوريا لا تزال أكبر مصدر للاجئين فى العالم فإن جنوب السودان يمثل حالة الطوارئ الجديدة الأكبر والأسرع تزايدا من حيث عدد المشردين إذ أن ثمة 410 آلاف لاجئ و1.9 مليون شخص مشرد داخليا ومعظمهم تحت سن الـ18 عاما- ويشكل ذلك ضربة أخرى لآفاق المستقبل فى الدولة الأصغر عمراً فى العالم.
وأشار امين عام الأمم المتحدة إلى أنه تكمن وراء هذه الأرقام الكبيرة قصص فردية تعبر عن المشقة والانفصال والضياع والرحلات المحفوفة بالخطر على الحياة بحثا عن السلامة والصراعات الهائلة لإعادة بناء الحياة فى ظروف صعبة.
وأضاف أنه من المفجع أن نرى الحدود مغلقة والناس يهلكون أثناء محاولتهم العبور وأن يشح العالم بوجهه عن اللاجئين والمهاجرين على حد سواء بشكل ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولى كما أن التكلفة البشرية الناجمة عن ذلك ضخمة تتمثل فى فقدان ملايين الوظائف وحرمان ملايين الأطفال من الذهاب إلى المدارس، والعيش فى ظل شعور بالاضطهاد بسبب الصدمات والتعصب.
ودعا جوتريتش إلى تعزيز دبلوماسية السلام من أجل منع نشوب نزاعات جديدة وتصاعدها وحل النزاعات التى أوقعت بالفعل أثرا كارثيا.. وناشد الدول الأعضاء أن تبذل جهدا أكبر بكثير من أجل حماية الناس الفارين لإنقاذ أرواحهم وتدعيم نظام الحماية الدولية وإيجاد الحلول لكى لا يظل الناس عرضة للتجاهل لسنوات لا تنتهى.
وقال الأمين العام أن إعلان نيويورك الذى اعتُمد قبل تسعة أشهر يحدد طريقة شاملة ومنصفة لمعالجة التحديات المتعلقة باللاجئين والهجرة استنادا إلى القوانين والممارسات الراسخة منذ عهد بعيد.. وتوفر حملة الأمم المتحدة ”معا“ منبرا للعمل على تعزيز احترام سلامة وكرامة اللاجئين والمهاجرين وتتيح- بصورة حاسمة الأهمية- تحصين التماسك الاجتماعى وتغيير الروايات السردية الزائفة والسلبية التى تؤدى إلى تفاقم التحديات التى يواجهها اللاجئون ومضيفوهم.
وأشار إلى أنه طوال التاريخ رحبت المجتمعات التى تعيش بالقرب من مناطق الأزمات وكذلك المجتمعات التى تعيش بعيدا عن الخطوط الأمامية، باللاجئين الذين اجتُثوا من ديارهم، ومنحتهم المأوى.. وفى المقابل رد اللاجئون الجميل لتلك المجتمعات.. واليوم تستضيف البلدان المنخفضة الدخل أو المتوسطة الدخل 84 فى المائة من اللاجئين فى العالم ولا يمكننا أن نقبل بأن يظل عدد صغير من البلدان- هى غالبا أفقر بلدان العالم- يتحمل هذا العبء وحده.
وقال أن الأمر لا يتعلق هنا بتقاسم العبء. بل أنه يتعلق بتقاسم المسئولية العالمية ليس فقط استنادا إلى إنسانيتنا المشتركة كمفهوم عام وإنما أيضا إلى الالتزامات المحددة بدقة فى القانون الدولى.
وحذر من أن جذور هذه المشكلة تكمن فى الحروب والكراهية لا فى الناس الذين يفرون، فاللاجئون هم من بين أول ضحايا الإرهاب.
وأوضح أنه قام بزيارة اللاجئين والمشردين فى أفغانستان والصومال وأماكن أخرى فى الأسابيع والأشهر الأخيرة .. وقال أنه حين جلس مع هؤلاء الرجال والنساء والأطفال غمره شعور بالإعجاب من قدرتهم على الصبر على الرغم من أن حياتهم قد انقلبت رأسا على عقب.
ودعا الأمين العام فى اليوم العالمى للاجئين الجميع إلى وضع أنفسهم فى مكان هؤلاء اللاجئين وأن يهبوا للدفاع عن حقوقهم وعن المستقبل المشترك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة