مفارقة غريبة، تلك التى أقدم عليها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، الذى طرح عبر المركز الإعلامى الخاص به والكائن فى لندن، مبادرة اسمها "رأب الصدع"، بين قطر والدول العربية، متناسيًا أنه سبب رئيسى فى الأزمة الحالية بين قطر ودول المنطقة، وأن سبب قطع دول عربية علاقاتها مع الدوحة هو تمويل واستضافة عناصر إخوانية، فى الوقت الذى وصف خبراء تلك المبادرة بالمراوغة، مؤكدين أن المسئولين القطريين بدأت تحشد جميع فروع الجماعة لتوجيه سهام التحريض ضد الدول العربية.
وفقًا للبيان الذى طرحته الإخوان، عبر المركز الإعلامى للتنظيم الدولى وحمل عنوان "نداء من الإخوان لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف"، قالت فيه: "تابعت جماعة الإخوان المسلمون - بكل أسف - التطورات الأخيرة على الساحة الخليجية والعربية، من قطع للعلاقات مع دولة قطر وما ترتب عليه من تمزيق أواصر الأخوة بين شعوب المنطقة.
وأضاف البيان الصادر باسم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للإخوان: "نثمن التحركات السريعة التى بادرت بها دولة الكويت وتركيا وعدد من الدول العربية للعمل على إعادة العلاقات بين الأشقاء داخل البيت العربى والخليجى إلى سابق عهدها، وتدعو جميع العقلاء وأصحاب الرأى إلى ضم جهودهم إلى تلك الجهود سعيًا للجلوس على مائدة حوار وحل كافة الخلافات، زاعمة أن تلك الأزمة ستضطر بجميع الدول العربية وتضعهم أمام أزمات كثيرة، وستؤدى لحالة غير مسبوقة من العداء وتفتح الطريق لكارثة كبيرة ستحل على المنطقة - وفق زعمهم.
بيان التنظيم الدولى للإخوان، جاء بعد الأزمة الاقتصادية التى حلت على الدوحة، بعد قرار عدد من الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، حيث أصبحت قطر منعزلة تمامًا عن المنطقة، وحدثت أزمة سيولة كارثية، بعدما كشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية، أن أمير الفتنة والإرهاب، تميم بن حمد، سيدمر الاقتصاد القطرى، وسيبدد أموال القطريين والودائع التى وضعوها فى البنوك، وذلك فى محاولة منه لمواجهة أزمة السيولة الكارثية التى تمر بها الدوحة عقب بدء البنوك السعودية والإماراتية والبحرينية بسحب أموالها من إمارة الإرهاب.
كما أن هذا البيان جاء بعد بيان سابق صدر من الإخوان هاجمت فيه الدول العربية بعد قرار مقاطعتها لقطر، وأعلنت فيه دعمها الكامل للدوحة، وهددت بالتصعيد ضد الدول العربية.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن بيانات التنظيم الدولى حول أزمة قطر مزدوجة، فتارة تذهب إلى التحريض ضد الدول العربية، وتارة أخرى تستعطفهم لحل الأزمة القطرية، مؤكدًا أن قطر بدأت تضع بديلاً تستعين به بكل فروع الإخوان فى المنطقة العربية وعلى رأسهم راشد الغنوشى، الذى بدأت لهجته تختلف تماما وبدأ يهاجم الدول العربية التى قطعت علاقتها بقطر.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان تراوغ فى هذا البيان، وفى الوقت الذى جعلت فيه قطر تستعين بخدمات إيران وتركيا، تسعى الإخوان لاستعطاف الدول العربية لإعادة علاقتها مع قطر، بعد أن فشل الدعم الإيرانى التركى فى مساعدة قطر، موضحًا أن الإخوان دائمًا تسعى لأن تصور ما يحدث لقطر بأنه حصار وليس مقاطعة، كما أن عمليات تأديب قطر من جانب الدول العربية سيكون لها توابع عديدة، فالفترة المقبلة ستزداد العقوبات على الدوحة، وهو ما تخشى منه الإخوان.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الجماعة هى جزء من مشكلة قطر مع الدول العربيةـ والتالى لا يمكن أن تكون جزءًا من الحل، بل لأن الدول العربية تشترط على قطر أن تطرد عناصر الإخوان كخطوة أولى للاستجابة لشروطهم، وبالتالى فإن بيان الإخوان لا قيمة له.
وفى الإطار نفسه، قالت داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، إن بيان الإخوان ومبادرتهم مشهد هزلى آخر من مشاهد الأزمة الخليجية، فالمقاطعة العربية لقطر هى تهديد مباشر للإخوان، ولذلك يحاولون إعادة اسم قطر على الأجندة الدولية من جديد، لكن الطريف هنا أن الإخوان كجماعة غير رسمية وغير شرعية تصبح هى الوسيط لدى الدول وتتحدث باسم دولة بعينها، وليس العكس، هذا وإن دل على شىء فإنما يدل على أن قطر يحكمها الإخوان، وأن تميم وأسرته ليس لهم أى سيادة حقيقية على بلدهم التى يعبث فيها الإخوان منذ عقود.
وأضافت منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان جماعة محظورة لدى أغلب الدول التى قامت بمقاطعة قطر، بأى عين الآن تقوم الإخوان بدور المصلح الدبلوماسى!، فلو أن الإخوان حقاً يهمهم أمن قطر ويريدون إنقاذها فليخرجوا منها ويسلموا أنفسهم للإنتربول، لكن هذا لن يحدث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة