ولد الإمام أحمد بن على أبو بكر الرازى المعروف بالجصاص فى بغداد سنة خمس وثلاثمائة هجرية، وتوفى سنة 370 وهو إمام الحنفية فى عصره ومن المجتهدين المبرزين فى المذهب.
ومن كتبه "أحكام القرآن، وشرح مختصر الكرخى، وشرح مختصر الطحاوى، وشرح الجامع لمحمد بن الحسن، وشرح الأسماء الحسنى وكتاب فى أدب القضاء وآخر فى أصول الفقه هو بمثابة المقدمة لكتابه فى أحكام القرآن وله جوابات على مسائل وردت عليه".
امتاز كتابه "أحكام القرآن" بقوة استنباط مؤلفه من آيات الأحكام، مع ذكر اختلاف العلماء، ثم ينبسط فى ذكر الأدلة بتوسع من الكتاب والسنة واللغة العربية والنظر.
والكتاب يجمع المسائل أدلة الأحناف فيها، وناقش أدلة المخالفين وفندها، وبين وهنها مع ثبوت بعضها، والكتاب أبرز الفقه الحنفى من خلال كتابه، وسد ثغرة للأحناف فى هذا الباب.
وامتاز الكتاب بعدة مزايا، استيعابه لآيات الأحكام، حيث تعرض فى كتابه لهذه الآيات، فبين خلاف السلف فيها، يبين خلاف العلماء فى أحكام الآيات، ويذكر أدلة كل فريق، يذكر الأحاديث والآثار غالباً بالأسانيد، ويتكلم على بعضها.