نشرت صحيفة "الباييس" الإسبانية مقابلة مع الرئيس الفرنسى الجديد إيمانويل ماكرون، الذى يرى أن انتخابه يشكل "بداية لنهضة فرنسية"، آملا أن تكون هذه النهضة أوروبية أيضا، مضيفا أنه يريد القضاء على التطرف والغوغائية، معترفا بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يشكل مصدر قلق للعالم بأسره.
ودعا ماكرون إلى ميزانية مشتركة فى منطقة اليورو، كما دعا إلى الدفاع عن حقوق اللاجئين، وبناء أوروبا محمية.
وأكد ماكرون أن "فرنسا لديها قيادة أوروبية جديدة، ونقطة البداية هى مواجهة الأزمة التى تواجه الديمقراطيات الغربية التى بنيت فى القرن الثامن عشر، ووجود توازن غير مسبوف بين حماية الحريات الفردية والديمقراطية اسياسية وخلق اقتصادات السوق، فانتخابى بداية لنهضة فرنسية".
وردا على سؤال عن أسباب عدم الاستقرار فى العالم، قال ماكرون للباييس إن"لا يوجد سبب واحد، ولكن تتعدد الأسباب من أزمة المناخ، النظام العالمى وانتشار الإرهاب، ولكن يجب علينا أن ندافع عن مصلحتنا المشتركة من الحرية والديمقراطية، وقدرة الأفراد والمجتمعات على أن تصبح حرة ومستقلة لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية كوكبنا من خلال المناخ، فعلينا أن نواجه هذا التحدى كما علينا أن ننتصر فى هذه المعركة فى أوروبا، وأضاف "أوروبا هى المكان الوحيد فى العالم حيث يوجد الحريات الفردية، وروح الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".
وحول مشروعه حول ميزانية لمنطقة اليورو، وكيفية اقناع الألمان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بهذا المشروع، قال ماكرون "السؤال هو كيفية تحقيق استعادة ديناميكية والقدرة على الإقناع، ويجب أن نكون قادرين على إقناع الحكومة والشعب، ولذلك فلابد من الشروع فى الإصلاحات الأساسية التى لا غنى عنها لفرنسا، فلدينا مصداقية وفعالية وقوتنا هى التى على المحك، وأملى أن نتمكن من بناء قوة مشتركة للزوجين الفرنسى الألمانى، وأتمنى أن نعود إلى روح التعاون إلى كانت قائمة بين فرانسوا ميتران وهيلموت كول، ولا نريد أن نضيع الوقت من خلال أن نطلب من الآخرين أن يكون المحكمون من خلافاتنا".
وشدد ماكرون "علينا أن نخلق أوروبا بسياسية حقيقية للدفاع والأمن، ليكون أكثر فعالية ضد الهجرات الكبيرة لإصلاح عميق فى نظام لحماية حدودنا وسياسة الهجرة واللجوء، فالنظام الحالى ليس قوى بما يكفى لمقاومة الهجرة القادمة، واعتقد فى أوروبا التى يتم توفيرها مع وسائل لحماية حدودها الخارجية، لضمان السلامة من خلال الشرطة والتعاون القضائى فى مجال مكافحة الإرهاب، وإنشاء منظمة مشتركة فى مجال اللجوء والهجرة، وهذه هى المرحلة الأولى".
وأضاف "أما المرحلة الثانية فلابد من تحقيق المزيد من التكامل فى منطقة اليورو، والدفاع بقوة عن فكرة الميزانية فى منطقة اليورو، فهذه هى الطريقة الوحيدة لإعادة إنشاء حركة التقارب بين اقتصاداتنا وبلدنا، وإن لم نفعل ذلك فإننا نضعف منطقة اليورو، ويحب علينا أن نكون قادرين على التعبير عن التضامن، وانطباعى أن المانيا فى النهاية ستوافق على هذا المشروع، فأوروبا ليست سوبر ماركت، أوروبا هى مصير مشترك".
وردا على سؤال عن كيفية معالجة الخطر الذى يشكله دونالد ترامب للاستقرار الأوروبى، قال ماكرون للصحيفة الإسبانية"تم انتخاب دونالد ترامب من قبل الشعب الأمريكى ولكن المشكلة هى أنه لم يطور الإطار المفاهيمى للسياسته الدولية، لذلك فإن سياسته لا يمكن التنبؤ بها، فهو يشكل خطرا على العالم بأسره".
وحول الأزمة فى سوريا، قال ماكرون" الأسلحة الكيميائية ووصول المساعدات الإنسانية أهم المشاكل الكبيرة التى تواجها سوريا، فهى تمثل خطوط حمراء، فاستخدام الأسلحة الكيماوية سيؤدى إلى هزات ارتدادية، وهو ما تتفق فرنسا مع الولايات المتحدة الامريكية عليه، من الاستقرار السورى على المدى المتوسط، واحترام الأقليات، والعثور على السبل والوسائل لمبادرات دبلوماسية تحترم هذه المبادئ".
وشدد ماكرون " يجب علينا أن نعزز التنسيق بين جميع خدماتنا لمكافحة التهديد الإرهابى، وإنشاءتنسيق وطنى لمكافحة الإرهاب من خلال البحث، وخلق مركز وطنى لمكافحة الإرهاب، وهذا يعنى أنه لابد من وجود سياسة دولية متماسكة قادرة على التحدث مع جميع الأطراف، فقد تحدثت 5 مرات مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ومرتان مع الرئيس الإيرانى روحانى، وتلقيت فلاديمير بوتين، فعلينا اكتشاف سبل للتماسك والقوة السياسية الدولية لإعادة الأمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة