أغلقت طائفة الروم الكاثوليك أمس الأول حقبة طويلة من الخلافات امتدت طوال السنوات الثلاثة الماضية، كادت أن تعصف بالكنيسة كلها، بعدما تمكنت الكنيسة من انتخاب المطران "جوزف العبسى" بطريركًا جديدًا لها خلفًا للبطريرك غورغوريوس لحام الذى تقدم باستقالته للفاتيكان حيث تعتبر كنيسة الروم الكاثوليك من الكنائس التابعة للفاتيكان.
البطريرك الجديد، بدأ اليوم أولى مهامه بدمشق بصلاة الشكر التي شاركه فيها كافة أساقفة الكنيسة بعدما عقدوا سينودس منذ الـ19 من يونيو الجارى من أجل اختيار البطريرك الذى حصد غالبية الأصوات، وذلك بعدما تقدم لحام باستقالته للفاتيكان فى مايو الماضى وتم قبولها من الكرسى الرسولى وقضت الكنيسة شهرين بلا بطريرك ثم نجحت فى انتخاب بطريرك جديد.
اثناء انتخاب البطريرك الجديد
وصلت الأزمة ذروتها العام الماضى، حين فشلت الكنيسة فى اكمال النصاب القانونى لعقد السينودس وهو الهيئة العليا بها التي تتم باجتماع المطارنة والأساقفة التابعين لها من أجل التصويت على قرارات تخصها وتخص الرعية، حيث قوبلت الدعوة لعقد السينودس بمقاطعة من غالبية المطارنة الذين طالبوا لحام بالاستقالة مما أدى إلى تدخل بابا الفاتيكان ودعا إلى عقد سينودس أخر.
يعود الخلاف مع لحام إلى عدد من التهم التى وجهها له المطارنة بعضها كنسى وبعضها الآخر سياسى، وهو ما قسم الكنيسة إلى فريقين الأول فريق لحام والثانى فريق المطارنة الذين انتفضوا ضده بقيادة راعى أبرشية بيروت وجبيل المطران كيرللس بسترس، الذين تبادلا المشاحنات التى وصلت إلى حدود الإتهامات بهدر أموال الطائفة، وبيع أراضيها، كل ذلك عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى مواقفه الداعمة لبشار الأسد والتى قد يتفق أو يختلف حولها المطارنة.
البطريرك المستقيل
ذروة الأزمة حدثت بعد اتهام لحام حاولة ببيع مبنى مدرسة البطريركيّة في زقاق البلاط فى بيروت، وأوقاف عقاريّة فى عبرا، دون الرجوع للمطارنة أعضاء السنودس، بالإضافة إلى المشاركة فى حالة الاستقطاب السياسى فى سوريا، "لحام" كان محسوبًا على بشار الأسد مما عرض كل أبناء طائفته لخطر الخلاف مع السوريين السنة والمعارضة.
أما البطريرك الجديد الذى بدأ أولى مهامه، جوزف العبسي هو من مواليد عام 1946 بدمشق تابع دراساته فى جمعية مرسلى القديس بولس (الآباء البولسيين) حيث عين كاهنا عام 1973 أثناء عهد البطريرك مكسيموس الخامس.
بعد توليه عدة وظائف رعوية والتعليم (لا سيما فى مجال الموسيقى الليتورجية) انتخب رئيسًا عامًا للجمعية عام 1999، وانتخب أسقفًا فى الدائرة البطريركية كنائب بطريركى ورئيس أساقفة طرسوس شرفًا من قِبل السينودس عام 2001، و نال السيامة الأسقفية من البطريرك غريغوريوس الثالث بمعاونة المطران يوحنا منصور والمتروبوليت جوزيف كلاّس فى كنيسة القديس بولس فى حريصا عام 2001 أيضًا، ثم عيّن نائبًا بطريركيًا فى دمشق عام 2006 .
الأب رفيق جريش كاهن كنيسة الروم الكاثوليك بالقاهرة، قال لليوم السابع أن البطريرك الجديد الذى حظى بغالبية أصوات المطارنة أعضاء السنوس يتسم بالتواضع والذكاء الشديد والحس المرهف حيث كان فنانًا درس الموسيقى الكنسية.
الاب رفيق
وأكد جريش، أن البطريرك عبسى سوف يستفيد من الأزمة التي حدثت لسلفه لحام مما يجعله يبعد الكنيسة عن الصراع السياسي في سوريا متمنيًا أن يتمتع البطريرك بالقيادة الرشيدة والمحبة المتناهية والعدالة والحكمة.
تعد طائفة الروم الملكيين الكاثوليك من أقدم الكنائس الشرقية ومقرها الرئيسى فى حارة الزيتون فى دمشق القديمة. يتجاوز عدد أتباعها فى لبنان وسوريا مليوناً و300 ألف نسمة، وأبرز عائلاتها السياسية اللبنانية سكاف وفرعون وفتوش والصحناوى.