أدان الحقل الثقافى محاولة تفجير الحرم المكى التى تم إحباطها من قبل وزارة الداخلية السعودية مساء أمس الجمعة، مشيرين إلى أن هذا الحادث يثبت أن الإرهاب يستهدف الجميع ولا يراعى قدسية أماكن العبادات.
قال الكاتب والنائب البرلمانى يوسف القعيد، إن محاولة استهداف الحرم المكى درس يثبت للعالم والوطن العربى أن الإرهاب يستهدف الجميع، وأن التطرف ينال كل مكان حتى الأماكن المقدسة.
وأوضح الكاتب الكبير يوسف القعيد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه حتى تنتهى التحقيقات فى المملكة العربية السعودية يجب أن يتكاتف الجميع حول نداء الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الأخيرة، بأنه على العالم أن يواجه الإرهاب، باعتباره قضية تخص جمع الدول، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن هؤلاء المتطرفين يتحدثون باسم الإرهاب إلا أنهم يقصد محفل الإسلام وهو الحرم المكى.
"لم يعد أمام الإرهاب شيء مقدس وكل عقائد البشر وما يؤمنون به هو تحت سلطة التكفير وتحت الاستباحة يكفى أن يأمر الأمير بتنفيذ الفعل ليكون المقدس المحرم، وما يقدسه البشر وموضع إيمانهم عبر مئات السنين مهددًا بالفناء".. هكذا بدأ القاص الكبير سعيد الكفراوى كلامه معقبًا على محاولة استهداف الحرم المكى، الذى اسفر عن إصابة مجموعة من أفراد الأمن السعوديين.
وأضاف سعيد الكفراوى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قائلاً: لم أقرأ طوال عمرى حالة للأمة مثلما يحدث الآن، تبدو تصفية قديمة للتواريخ، حيث اختلط كل شىء بكل شىء، وأصبح كل ما يتم موضع تساؤل من أين تحصل الجماعات على إمكانية ارتكاب فعل الموت والتخريب؟، ومن وراء كل هذا وما جدث فى سوريا والعراق وليبيا ومصر والسعودية؟، كله بيد عربية تمارس الإرهاب والتخريب.
وأشار سعيد الكفراوى إلى أن الحرم المكى مكان مقدس يؤمن بقداسته وحرمته أكثر من مليار شخص يأتون له كل عام ليتطهروا، معتبرين إياه الباب تجاه الله، فيأتى الصبية بتعليمات من أمرائهم الجهلاء العملاء بأنظمة تحركهم، ويلقون على المكان القنابل، يستنكر كل صاحب عقيدة فى كل دين ما يحدث الآن والصراع سيظل قائمًا ما دامت تغيب عن سمائنا قيم الدولة المدنية وشروط الحرية وسيادة القانون.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن إحباط محاولة تفجير الحرم المكى ليست الأولى، وهى أيضًا تنتمى إلى نفس الدائرة الكريهة التى تستهدف أماكن العبادة المتنوعة وتقتل الأبرياء، كما أنها دليل قاطع على أن الإرهاب الذى يخفى تحت أقنعة دينية لا يتورع عن العدوان على الرموز الدينية.
وأوضح الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن هذه المحاولات كلها ليست أكثر من ترجمة عملية لأفكار سوداء، تعمل بدأب على بث الكراهية بين أبناء الديانات المختلفة، وعلى إشعال الفتن بين أبناء الفرق المتعددة داخل الديانة الواحدة، وكلها فى النهاية تسعى إلى ألا يعيش أبناء هذه الأمة فى سلام ومحبة، وهذا كله يستدعى التفكير ليس فى مفارقة وإحباط هذه المحاولات الإرهابية فقط، وإنما أيضًا فى آليات مقاومة أفكار ونوازع المتربصين الذين يختفون وراءها.