ارتبط تناول المخدرات بالأعياد والمناسبات، واعتبرها البعض "تفاريح" أى يتم تناولها فى المناسبات فقط، والبعض الآخر يتناولها بشكل يومى باعتبارها إدمان، وفى مصر تنتشر أنواع مختلفة من المخدرات، ولكن الأكثر انتشارًا على الإطلاق هو الترامادول الذى يمثل 40% من المواد المخدرة التى يدمنها المصريون، وتعتبر الدراما والمسلسلات أحد العوامل المهمة التى أدت إلى انتشار المخدرات والتدخين وخصوصًا بين الشباب، ويعتبر العيد من المناسبات التى يقبل الشباب فيها على المخدرات ولذلك تنتشر المخدرات المضروبة فى الأسواق خلال أيام العيد ما يزيد حالات التسمم ودخول المستشفيات نتيجة زيادة الجرعات عن المعتاد فى الأيام العادية.
فى هذا التحقيق ننشر أهم الإحصائيات والأرقام عن المخدرات، والبدائل التى يمكن أن يتناولها الشخص للحصول على السعادة والاستمتاع بالعيد بدلاً من المخدرات.
وأكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، أن البعض يربط تعاطى المخدرات بالاحتفالات بالأعياد، وتعتبر لغة حوار بين الأصدقاء، والدراما ساهمت فى هذه المفاهيم لأنها هى التى ربطت بين المخدرات والاحتفال بالأعياد، وربطها بالحصول على السعادة والبهجة، موضحًا أن 11% من الدراما بها مشاهد تروج للمخدرات.
احم المتعافين ودخلهم المستشفى فى العيد
وقال الدكتور عمرو عثمان فى العيد هناك عدد كبير من المتعافين من الإدمان نقوم بإدخالهم المستشفيات لحمايتهم من المخدرات فى العيد، وذلك للمدمنين الذين تم شفاؤهم ويتم إدخالهم ضمن برنامج "حماية"، مؤكدًا أن آخر بحث أجراه صندوق مكافحة الإدمان أظهر أن 28% من الشباب يرى أن المخدرات نوع من الاحتفال فى المناسبات، والأعياد، وهذه العادة موجودة فى العديد من الدول العربية.
الترامادول الأكثر انتشارًا
وأضاف أن أكثر أنواع المخدرات انتشارًا فى مصر هى الترامادول حيث يمثل بين المدنين حوالى 40% ثم يأتى بعده مخدر الحشيش والهيروين، مؤكدًا أن إدمان المخدرات أدى إلى انتشار ظواهر أخرى عديدة مثل التحرش بكل أنواعه والعنف بكل أشكاله، وانتشارهما بشكل كبير فى الشارع المصرى.
نسبة تعاطى المخدرات 10% و2% الإدمان
وقال إن نسبة تعاطى المخدرات يمثل 10%، ونسبة الإدمان 2%، وفى بعض الفئات منتشر بشكل كبير بين بعض الفئات مثل السائقين والذى يمثل 24% والحرفيين حوالى 19%.
%76 من الجرائم تمت تحت تأثير المخدرات
وآخر بحث أجراه صندوق مكافحة الإدمان فى عام 2015 – 2016 فى أحد السجون أكد أن 79% من الجرائم التى تمت كانت تحت تأثير المخدرات، والعام الماضى 2016 وصل إلى صندوق مكافحة الإدمان 82 ألف مريض إدمان يرغبون فى العلاج، وكان 60% يعيشون مع الأب والأم.
19 مركزًا لعلاج الإدمان وإنشاء مركزين آخرين
وأوضح أنه يوجد 19 مركزًا لعلاج الإدمان منتشرة فى 11 محافظة والفترة المقبلة سيتم افتتاح مركز جديد بمحافظة الدقهلية ومحافظة الشرقية، خلال العام الجارى.
ويتم علاجهم على نفقة الدولة، موضحًا أن عددًا كبيرًا يتم شفاؤه ويعودون إلى المجتمع بشكل طبيعى، وهناك قروض يتم منحها للمتعافين، وتم تسليم قروض للمتعافين بقيمة 120 ألف جنيه الأربعاء الماضى، ولدينا برامج للتدريب المهنى للمتعافين لتدريبهم على بعض الحرف للاندماج فى المجتمع وإيجاد وظائف لهم.
خلى الطبيعى يشتغل
من جانبه قال الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، إن العيد دائمًا ما يرتبط بالمخدرات، فأى إنسان غير مدمن أو مدمن لديه بالمخ جهاز يسمى المكافأة وجهاز المكافأة فى الطبيعى بدون مخدرات يفرز مادة الدوبامين والأفيونات الطبيعية عند حدوث إنجاز أو نجاح أو فرح، وهذا الجهاز مسئول عن الشعور بالسعادة، موضحًا أن العيد من الأوقات التى يشعر فيها الإنسان بالسعادة، وهى من طبيعة الأعياد، لأن جهاز المكافأة يعمل.
وأكد أن الشخص المدمن يتعاطى المخدرات التى تعمل على تقليل إفراز هذه المواد وإيقافها من جهاز المكافأة بالمخ وذلك نتيجة تعاطيه هذه المواد من خارج الجسم وبالتالى فلن يستطيع أن يشعر بأى نوع من أنواع السعادة بدون تناول المخدرات.
المدمن لا يشعر بالسعادة إلا بالمخدرات
وأشار إلى أن الشخص المدمن عطل جهاز المكافأة بالمخدرات، ويضطر أن يأخذ المخدرات من الخارج حتى يحصل على نفس الشعور بالسعادة، وغالبًا ما يقوم المدمن بتناول كميات أكبر من المعتاد عليها، وذلك حتى يشعر بقدر أعلى من السعادة، حيث إن المعدل الذى اعتاد عليه قد لا يكفى بالشعور بالسعادة المطلوبة وذلك لإدمانه المخدرات، وبالتالي يشرب كميات أكبر من المخدرات من أجل السعادة، ولكن بعض الأشخاص يستخدمون المخدرات فى المناسبات مثل الأعياد للشعور بالسعادة، لذلك تزداد المخدرات فى العيد، وبالتالى يدخل كثير من المتعاطين فى حالة تسمم بالمخدرات بالذات فى فترات الأعياد، مؤكدًا أنه تزداد حالات التشنج والإغماء والحوادث فى فترة الأعياد وكثير من الأحيان قد تؤدى إلى الوفاة، وذلك لتوقف الجهاز التنفسى عن وظيفته، أو حدوث هبوط بالقلب نتيجة استخدام الجرعات الزائدة بهدف الحصول على السعادة.
المخدرات أنواع.. تعرف عليها
وقال إن المخدرات تنقسم حسب تأثيرها إلى 4 مجموعات:
أولها: المهدئات، ومنها المنومات، وتعتبر الكحوليات والحشيش والبانجو من المهدئات، وكثيرًا ما يتعاطى هذه المهدئات أشخاص غالبًا ما يتصفون بالتوتر، والعصبية، لذا يلجأون لهذه المهدئات حتى يستطيعوا السيطرة على أنفسهم والشعور بالراحة وهى جميعها مهدئات.
ثانيًا: المجموعة الثانية، هى المسكنات وتشمل الميورفين، والأفيون، والترامادول والهيروين، وكل هذه المواد تعمل على التخلص من الألم وعدم الشعور به نهائيًا، وغالبًا ما يستخدمها العمال والسائقون حتى لا يشعروا بالتعب أثناء عملهم، ويساعدهم على الأداء الجسدى أكثر من الطبيعى، إلا أن التوقف عن هذه المواد يؤدى إلى الشعور بألم كبير فى كل أعضاء الجسم لا يمكن تحمله.
ثالثًا: المجموعة الثالثة وهى المنبهات وتأثيرهذه المواد هو عدم النوم، واليقظة وهى تسمى أقراص الانفيتامين، ومنها أقراص الأبيض أوالكبتاجون، وهى أقراص تعمل على اليقظة لفترة طويلة قد تمتد إلى يومين إلى 3 أيام، كما أنها تساعد فى فقدان الشهية للأكل، وتستخدم فى التخسيس إلا أن خطورة هذه الأقراص أنها تؤدى إلى حدوث نوع من أنواع الاضطرابات الذهانية شبيهة بالجنون المؤقت.
رابعًا: المجموعة الرابعة وهى المهلوسات وهى مجموعة من الأقراص تشمل مادة الكاتامين و"LSD" ويشعر متعاطى هذه المواد بهلاوس سمعية وبصرية وكأنة يرى ألوان مختلفة غير موجودة وكأنة يطير فى السماء، ويسمع أصوات غريبة عديمة المصدر، وكأنه خرج من الواقع إلى عالم خيالى.
أشهر أنواع المخدرات فى مصر
وأضاف أن أشهر أنواع المخدرات فى مصر هما الحشيش والبانجو يليهما الترامادول ثم الهيروين.
وقال إنه اذا كان الشخص مدمنا ومتعودا على التعاطى لن يستطيع أى نوع من هذه الأنواع أن تجعلك تتمتع بالسعادة إلا باستخدام المخدرات، ولكن مع التوقف عن التعاطى يبدأ جهاز المكافأة فى العمل مرة أخرى.
تعرف على بدائل المخدرات
وأكد أن هناك بدائل كثيرة تغنيك عن تعاطى المخدرات أهمها ممارسة الرياضة والصلاة والممارسات الدينية والعلاقات الاجتماعية وممارسة الهوايات والألعاب والحب والزواج وهذا كله له تأثيره ويبدأ فى العمل بعد التوقف عن المخدرات.
نسبة الذين يجربون المخدرات من 5 إلى 6%
وأوضح الدكتور محمود الحبيبى أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، أن نسبة الأشخاص الذين يقومون بتجربة المخدرات تصل من 5 إلى 6%، وهى نسبة متوسطة، والمشكلة أن الناس تأخذ المخدرات فى العيد على سبيل التجربة والبعض الآخر الذين أدمنوا المخدرات ولا يمكن الاستغناء عنها بل تزيد الجرعات فى العيد.
ويقدم الدكتور محمود الحبيبى عددًا من النصائح لضمان عدم تناول أولادهم المخدرات أهمها:
أولاً: الأهالى والأمهات يوضحون أن فكرة تناول المخدرات فكرة مرفوضة للناس وأن لها عواقب سيئة
ثانيًا: القيام بنشاط فى مكان ما وليس فى الشارع لأن ذلك يقلل من تناول المخدرات.
ثالثًا: وضع برنامج محدد للعيد قبل البدء فيه، وإذا أرادوا الخروج أن يكونوا مع أصدقائهم، وأن يكون فى منزل أحدهم وليس فى الشارع، موضحًا أن الشارع مرتع للمخدرات والمشاكل، لأنه فى مصر أماكن الخروج قليلة، وبالتالى يلجأ الشباب للشارع وبالتالى يتعرضون لمشاكل كبيرة، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون هناك التزام عائلى، بحيث يرى الأهل أبنائهم فى اليوم التالى بحيث يلاحظون عليه إذا أخذ مخدرات أول يوم من عدمه.
إذا كنت مش مدمن متجربهاش فى العيد
وشدد على عدم تجربة المخدرات فى العيد لأنه قد يصاب الشخص بأعراض قد تسبب الوفاة، ولا يستطيع إنقاذ نفسه لأن الخدمات الصحية قليلة فى العيد، ولا يوجد سوى الطوارئ، وإذا أصيب بهلاوس مفاجئة من المخدرات أو نوبة فصامية قد لا يستطيع أحد إسعافه بسهولة وبالتالى لا ينصح باستعمال المخدرات لمن لم يقم بتناولها من قبل.
وقال الدكتور محمود الحبيبى إن المدمن الذى أقلع عن الإدمان فالعيد فيكون مناسبة من المناسبات عالية الخطورة، ولابد أن يكون فى بيئة محمية، وهذه البيئة قد تكون العائلة والتى تعلم حالته ومكان لعلاجه.
احذر.. المخدرات فى العيد مضروبة
ويخاطب الدكتور محمود الحبيبى أستاذ الطب النفسى الناس التى تأخذ المخدرات فى العيد ويقدم إليهم عددًا من النصائح:
أولاً: المخدرات فى العيد مضروبة، والكحول مغشوش، وهذا يؤدى إلى حدوث إصابات صحية جسيمة، فحاول أن تتجنبها فى العيد.
ثانيًا: الشخص إلى مجربش المخدرات مش لازم يجربها فى العيد.
ثالثا: لابد أن يكون أرقام تليفونات فى جيبك لأشخاص مهمين بالنسبة لك، ليتم الاتصال بهم فى حالة الطوارئ.
رابعًا: الامتناع عن قيادة السيارة أو عبور الشوارع، لأن نسبة حوادث القيادة ونسبة التسمم بسبب المخدرات من الجرعات العالية تزيد فى الأعياد، أو نتيجة انتشار الأنواع المضروبة فى العيد.
خامسًا: اذا كنت من الناس التى تقوم بالتجربة لأول مرة، فإن جسمك يمكن أن يصدر رد فعل غير صحى نتيجة انتشار المخدرات كلها، مثل أعراض الحساسية الشديدة، أو توقف الجهاز التنفسى، أو هبوط حاد فى الدورة كلها تزيد فى الأعياد، مؤكدًا أن الحالات التى يتم استقبالها فى أقسام الطوارئ تزيد بشكل واضح نتيجة تعرضها للسموم، وأيضًا الذى يتناول مخدرات لا يتناولها إلا عندما ولكن يضع جميع الاحتمالات حتى يمكن إسعافه إذا حدثت له مشكلة.
وقال إن بدائل المخدرات كثيرة، فيمكن الذهاب للحفلات والسينما، والمطاعم، مضيفًا أنه من أكثر العوامل المسببة للسعادة والبهجة هى الأنشطة الاجتماعية مثل الزيارات العائلية، والخروج مع الأصدقاء، وتدعيم فكرة اللعب مع الأصدقاء، حتى ولو "بلاى ستيشن" والطبخ المشترك، والأعمال المشتركة، مؤكدًا أن النشاط المشترك مسلٍ، وفى نفس الوقت يبعدك عن المخدرات والنشاط الذى يجمع الناس بدلاً من الانبساط المباشر، والمشاركة فى الأنشطة الاجتماعية.
التدخين البوابة الرئيسية للإدمان
من جانبه حذر الدكتور وائل صفوت استشارى الباطنة العامة، ورئيس اللجنة الدولية لعلاج إدمان التبغ، من التدخين باعتباره البوابة الرئيسية لإدمان المخدرات، موضحًا أن بعض المدخنين أقلعوا عن التدخين فى رمضان وننصحهم بالاستمرار للاستفادة من تحسن أعضاء الجسم، وخروج السموم منه موضحًا أن مادة أول أكسيد الكربون السامة والتى تخرج بعد 24 ساعة من التوقف عن التدخين، وهى موجودة فى السجاير، والشيشة بكثرة كما أن مادة النيكوتين تخرج من 3 أيام إلى أسبوع وبعده يستعيد الجسم خلايا النيكوتين الطبيعى الموجود بالجسم، والموجود بالجهاز العصبى.
وأوضح أن هناك مواد أخرى مثل القطران والزرنيخ والسيانيد والرصاص تخرج من الجسم تباعًا، ويعود الجسم طبيعى من شهر إلى 3 شهور بعد التوقف عن التدخين.
مارس الرياضة وابعد عن الكافيين
ننصح بممارسة الرياضة وتناول السوائل بكثرة والبعد عن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل بعض المشروبات الغازية والقهوة، والاستعاضة عنها بالشاى الأخضر، والكاموميل والعصائر الطبيعية الطازجة، موضحًا أن بعض الشباب يبدأ العيد بتدخين السجاير الإلكترونية، والشيشة، موضحًا بأنها ليست البديل الآمن بل على العكس قد تكون أكثر سوءًا وضررًا من التدخين، رغم رائحتها الجذابة والجلسات المصاحبة لها مؤكدًا أن الأبحاث أكدت أنها أكثر ضررًا.
11 سنة أصغر مدخن شيشة فى مصر
وأفادت دراسة حديثة قامت بها كل من جامعة عين شمس، بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، والجامعة الأمريكية ببيروت أن أغلب مدخنى الشيشة أى حوالى 81% ينفقون 10 % من دخلهم على الشيشة، رغم أن حالتهم المادية سيئة، وأن أقل سن لتدخين الشيشة هو 11 سنة.