تشهد أسواق النفط العالمية صدمة فى أسعار الخام ، فبعد انخفاضه إلى 45.13 دولار للبرميل، وهو السعر الأقل لخام برنت منذ أكثر من عشرة أشهر، فإن التوقعات تشير إلى أن ارتفاعه لن يتجاوز 52 دولارا للبرميل بنهاية العام الحالى و56 دولار للبرميل خلال العام المقبل.
كانت أسعار خام القياس العالمى خام برنت قد وصلت قبل اجتماع منتجى النفط من دول الاوبك والمنتجين المستقلين فى النمسا خلال الأسبوع الأخير من شهر مايو إلى نحو 54 دولار للبرميل، وهو اليوم الذى بدأت فيه أسعار النفط فى الهبوط السريع، لتثار الشكوك حول قدرة أوبك على ضبط السوق للوصول إلى سعر يحقق طموح المنتجين عند حاجز 55- 60 دولار للبرميل.
وسجلت أسعار خام القياس العالمى برنت منذ بداية الأسبوع الحالى نحو ارتفاعا طفيفا من نحو 45.13 إلى 45.66 دولار للبرميل
اتفاق أوبك تمديد وحده لا يكفى
مددت دول أوبك بقيادة السعودية بالاتفاق مع منتجين مستقلين بقيادة روسيا، اتفاق نوفمبر 2016 لخفض الإنتاج النفطى لينتهى بنهاية مارس 2018 بدلا من نهاية الشهر الجارى، إلا أن التمديد وحده لم يكن كافيا لإشعار السوق بقوة أوبك على ضبط السوق، الذى يعانى من ارتفاع فى المخزونات العالمية من النفط.
وبدأت دول الأوبك المنتجة للنفط بقيادة السعودية، بالتعاون مع المنتجين المستقلين بقيادة روسيا تخفيض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير الماضى، وهو التخفيض الذى لم ينجح حتى الآن فى تقليص المخزونات العالمية من النفط، ولذلك كان يجب على الاوبك خلال اجتماع نهاية مايو الماضى التوصل إلى قرار يعمق هذا التخفيض إلى ما هو أبعد من 1.8مليون برميل يوميا لكبح انخفاض الأسعار الذى تشهده الأسواق حاليا.
كانت أسعار النفط قد انخفضت من نحو 120 دولاراً للبرميل فى 2014 إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل فى العام الماضى، وسعت أوبك وروسيا إلى تحقيق استقرار الأسعار عند 50-60 دولاراً للبرميل عبر تخفيضات الإنتاج.
الالتزام من دول أوبك لم يصل لـ100%
التزام دول أوبك بقرار التخفيض لم يصل بعد إلى 100%، على الرغم من مرور نحو 6 أشهر كاملة على بدء قرار التخفيض، فالعراق بحسب بيانات تتبع الناقلات أرسل نحو 9 ناقلات نفط إلى الولايات المتحدة خلال أول أسبوعين من شهر يونيو الجارى تحمل 14 مليون برميل، مقارنة بنحو 11 ناقلة الشهر الماضى نقلت 19 مليون برميل.
وبحسب وزير الطاقة السعودى خالد الفالح، فإن مستويات الالتزام تخبطت كثيراً فى النصف الأول من العام،وتوقع أن ترتفع نسب الالتزام فى النصف الثانى.
الالتزام بقرار التخفيض لا يشمل دولتى أوبك، ليبيا ونيجيريا، التى قررت المنظمة إعفائهما من قيود الاتفاق بسبب ظروفهما السياسية، وهو ما يؤثر على قرار تخفيض الانتاج، خاصة مع الزيادة الكبيرة فى انتاج البلدين التى تتجاوز 700 ألف برميل على الأقل يوميا
فحينما شرعت "الأوبك" فى اتخذ خطواتها الأولى نحو إقرار تخفيض إنتاج النفط، كان إنتاج ليبيا لا يتعدى 500 ألف برميل يوميا خلال أكتوبر – نوفمبر 2016، فقررت استثناء ليبيا من قيود اتفاق التخفيض، فتزايد الإنتاج الليبى بشكل تدريجى ليصل إلى نحو 800 ألف برميل يوميا منتصف الشهر الحالى بحسب ما أعلنته المؤسسة الوطنية الليبية للنفط.
وعلى نفس المنوال تسير نيجيريا التى تم إعفاؤها هى الأخرى من قيود الاتفاق، حيث بلغ حجم إنتاجها نفطى خلال شهر أكتوبر الماضى نحو 1.5 مليون برميل يوميا، إلا أن معدلات الإنتاج الحالية تقترب من الوصول إلى 1.9 برميل يوميا.
عدم دخول الولايات المتحدة طرفا فى الاتفاق
الولايات المتحدة ليست طرفاً في اتفاق خفض الإنتاج، وهو ما يظهر من الانتاج المتزايد للنفط الامريكى، والتى تتوقع له إدارة معلومات الطاقة أن يصل إلى 10 مليون برميل يومياً العام المقبل، وهو أعلى مستوى منذ عام 1970.
52 دولار أقصى التوقعات لأسعار النفط
وعلى الرغم من الجهود التى تقوم بها أوبك والعديد من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا للوصول إلى سعر نفط يحقق أمال المنتجين والمستثمرين بقطاع النفط ما بين 50 – 60 دولار للبرميل، إلا أن الواقع والتوقعات المستقبلية تأتى على عكس ذلك تماما حيث خفض بنك باركليز لأبحاث الأسهم توقعاته لمتوسط سعر خام برنت لعام 2017 إلى 52 دولاراً للبرميل من 56 دولاراً للبرميل.
وخفض توقعات السعر لعام 2018 إلى 57 دولاراً للبرميل من 67 دولاراً. وقال إن متوسط توقعات خام برنت لعام 2019 ظل دون تغيير عند 60 دولاراً للبرميل.
كما لا تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية لأسعار النفط أن ترتفع فوق 56 دولاراً هذا العام والعام المقبل، وقالت أن كل ما تحتاجه أوبك وحلفاؤها الآن هو الالتزام بجدية أكثر بالتخفيضات وتمديد الاتفاق لأطول وقت ممكن، حتى يظهر حل آخر فى الأفق، أو يصل الإنتاج خارج «أوبك» إلى ذروته بعد سنتين من الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة