لم يعلم "محمد حامد" ابن منطقة بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة، أنه سيأتى اليوم ويذكره التاريخ البريطانى بأنه صاحب أقدم محل بيع للأسماك فى بريطانيا، ذلك المحل الذى يبلغ من العمر 150 عاماً.
ترك محمد حامد بلده وهاجر إلى إنجلترا فى أواخر ستينيات القرن الماضى حاملاً أماله وأحلامه على عاتقه، فعمل صياداً يقوم بتوريد الأسماك إلى الفنادق الكبرى فى ذلك الوقت، ومع مرور السنين وتقدم العمر، أجر محمد ذلك المحل الصغير من هيئة مترو الأنفاق حيث كان مملوك لها فى الأصل، واشترطت عليه عدم تغير أى معلم فيه وإلا سيتعرض للمسألة، والسبب هو أن هذا المحل "أثر من أهم الأماكن الأثرية فى لندن".
بمنتهى البساطة والاعتزاز بالأصل بدء المهاجر المصرى كلامه معنا فقال: "أنا محمد حامد مصرى ومن بولاق" ثم تناول حديثه"هذا المحل منذ 150 عاماً بنى على الطراز الإنجليزى القديم يقدر ثمنه بالمليارات، فالرخام المستخدم فى المحل من النوع النادر وغالى الثمن حيث تقدر القطعة الرخامية التى تعرض عليها الأسماك بـ"ربع مليون جنيه إسترلينى"، والصور المرسومه على الحوائط رسمها كبار الفنانين فى ذلك الوقت فهى تحف نادرة تقدر ثمن الواحدة منها بـأكثر من "50 ألف جنيه إسترلينى"، أما الخشب المستخدم فى المحل سواء كان جدران أو أبواب أو مكاتب فإنه من النوع النادر غالى الثمن، حيث إنه لا يشرب المياه مطلقاً.
لقد اشترى "محمد حامد " تحفة فنية رائعة يتهافت عليها من يعشق عبق التاريخ، فيقول: "بيجى ليا كل يوم أكثر من 15 واحد يتفرج على المحل وصوره النادرة، وهذا وهبنى معرفة أكثر بالناس وتعرفت على جنسيات مختلفة، وأصبحت أكثر شهرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة