تعرضت أنظمة الكمبيوتر فى جميع أنحاء العالم لهجوم واسع النطاق، مساء أمس وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم، مع ضحايا عدة من روسيا وأوكرانيا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والهند، واتضح أن البرمجيات الخبيثة ترتبط بفيروس Petya، الذى أغلق ملفات النظام وطالب بدفع أموال من أجل عودتها مرة أخرى.
وقال ريتشارد ألكس غوستيف، كبير خبراء الأمن فى "كاسبيرسكى لاب"، "لقد أكدت روسيا وأوكرانيا وإسبانيا وفرنسا تفشى فيروس "بيتيا رانسوموار"، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الهجمات أثرت على الشركات الكبيرة والبنوك وحتى المطارات.
وطالب الفيروس ما مجموعه 300 دولار بقيمة عملة البيتكوين يتم إرسالها مباشرة إلى المتسللين، وذكرت وكالة أنباء "تاس" الروسية أن أكبر منتج للنفط فى البلاد "روزنيفت" قال إنه يعانى من "هجوم قراصنة قوى" على خوادمه، وقال مسؤول، إن "هجوم القراصنة كان يمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة، ولكن بفضل التحول إلى نظام الإدارة الاحتياط لم يتوقف إنتاج النفط.
وكتب "كوستين رايو"، خبير فى كسيبرسكى لاب على الإنترنت، أن هجمات "رانسوموارى" الجديدة بدأت تنتشر فى جميع أنحاء العالم مع عدد كبير من البلدان المتضررة.
وفى المملكة المتحدة، كتبت شركة WPP للتسويق العالمى الرائدة، عبر حسابها على تويتر، "لقد تأثرت أنظمة تكنولوجيا المعلومات فى العديد أنظمة شركة WPP بشن هجوم إلكترونى مشتبه به، ونحن نتخذ التدابير المناسبة، وسيتم التحديث فى أسرع وقت ممكن.
وفى الوقت نفسه، قال متحدث باسم المركز الوطنى السيبرانى (NCSC)، وهو وكالة استخبارات مسئولة عن التحقيق فى الهجمات والاختراقات، "إننا ندرك وقوع حادث رانسوموارى عالمى ونراقب الوضع عن كثب".
وأبلغت المصارف الرئيسية عن تعرضها للهجوم، غير أنه ما زال من غير الواضح من أين يأتى، وأصدر البنك الوطنى الأوكرانى بياناً يؤكد إصابته بالفيروس، محذراً البنوك وغيرها من المشاركين فى السوق المالية من هجوم قراصنة خارجى على مواقع بعض البنوك الأوكرانية، وكذلك المؤسسات التجارية والعامة التى نفذت اليوم.
ونتيجة لهذه الهجمات الإلكترونية، تواجه البنوك صعوبة فى خدمة العملاء وأداء العمليات المصرفية، واتخذ جميع المشاركين فى السوق المالية خطوات لتشديد التدابير الأمنية لمواجهة هذه الهجمات من القراصنة.
كما أشارت التقارير إلى أن مؤسسات أخرى فى المنطقة، مثل سبيربانك، وأوكرسوتسبانك، وأوكرجاسبانك، ومكتب المدعى العام، وبريفات بنك أصيبت أيضاً. وكتبت شركة "ميرسك"، وهى شركة لوجستية دنماركية، أنها تعرضت للهجوم. وأعلن مصنع للشيكولاتة فى أستراليا أن الفيروس تسبب فى إغلاقه.
جدير بالذكر أنه فى مايو الماضى أثر تفشى آخر على مستوى العالم سببه رانسوموارى، أطلق عليه اسم "واناكرى"، وأصاب أكثر من 250،000 آلة فى 150 بلدا.
ووجد خبراء الأمن أن الهجوم السابق فى مايو الماضى كان مدعوماً من قبل اثنين من عمليات وكالة الأمن القومى التى تسربت، وظهرت التكهنات بسرعة تسأل عما إذا كان البديل الجديد اتخذ نهجاً مماثلاً أم لا.
وقال ماتيو سويش، الباحث الأمنى فى شركة كوماى تكنولوجيز فى الإمارات العربية المتحدة، إن تحقيقاً أولياً أشار إلى أن الأدوات التى استخدمتها الوكالة قد تكون سبباً فى الهجوم، وتأكدت التكهنات فيما بعد من قبل باحثين من شركة سيمانتيك.