«ابن الوز عوام»، هذا المثل ينطبق على الفنانة حنان مطاوع، ابنة الفنان الكبير الراحل كرم مطاوع، التى أثبتت موهبتها الفنية بجدارة هذا العام، من خلال مشاركتها فى 3 أعمال دفعة واحدة فى موسم واحد، وجذبت الجمهور إليها بتقمص كل شخصية جسدتها فى الأعمال الثلاثة «حلاوة الدنيا»، و«هذا المساء»، و«طاقة نور». وفى حوارها لـ«اليوم السابع» تتحدث عن التحدى الذى قبلته لتثبت للمنتجين والمخرجين شيئًا ما، كما تكشف سر قبولها العمل فى ثلاثة أعمال رمضانية، وكيف ترى والدها الفنان الراحل كرم مطاوع.
ما سبب موافقتك على سيناريو «هذا المساء»؟
- سبب موافقتى على «هذا المساء» هو تامر محسن المخرج العبقرى، فقد التقينا سويًا وحكى لى الحدوتة بشكل عام، وأعجبت بشخصية «عبلة»، وعادة الشخصيات التى تعبر عن المشاعر لا تقدم لها نصائح إطلاقًا، لأن الإحساس يكون أقوى بكثير من أى كلام أو نصيحة يقولها أى مخرج قبل التصوير، وشخصية «عبلة» شخصية حنونة ورومانسية، فالتركيبة أهم بكثير من الملامح الخارجية، وتحول التركيبة من لحم ودم إلى مشاعر وأحاسيس هذا الأمر يكون صعبًا على الممثل، لأننا فى نهاية الأمر نعبر عن بشر.
البعض وصف العمل بأنه شكل جديد من الدراما الاجتماعية، هل كان هذا رأيك خلال قراءتك للنص؟
- بالطبع يعتبر شكلًا جديدًا وصريحًا وناضجًا، وهذا أكثر ما أعجبنى، كما أنه لا بد من مناقشة العديد من القضايا التى من الممكن أن تكون من وجهة نظر البعض بسيطة، لكنها فى الحقيقة فى غاية الأهمية، ففى رأيى أن هناك نقاطًا صغيرة عندما تتراكم تتسبب فى مشاكل كبيرة لا يستطيع أحد السيطرة عليها.
هل ترين أن البطولة النسائية باتت منتشرة بكثافة على عكس الأعوام الماضية؟
- سعيدة بذلك، ولكن بالعكس، أرى أن هناك مساواة بين البطولات النسائية والرجال، فهناك هند صبرى وياسمين عبدالعزيز ودنيا سمير غانم، وأمامهن الزعيم عادل إمام، الذى يعتبر بالطبع خارج أى منافسة، ومحمد إمام، وأحمد السقا، وعمرو يوسف، وأرى أنه بدأ الاهتمام بالبطولات النسائية التى كانت قليلة من قبل وكنا نفتقدها، وهذا يعنى أن مجتمعنا أصبح أكثر وعيًا ويشاهد العمل الجيد دون النظر إلى بطل العمل، سواء كان رجلًا أو امرأة، ويعطيها حقوقها أكثر من قبل.
ما ردك على إشادة أصالة بدور «عبلة» فى «هذا المساء»؟
- أصالة أنا من أشد المعجبين بها، وجميع ألبوماتها موجودة عندى فى البيت، وشرف كبير لى أن أصالة تشيد بى، وإذا كانت معجبة بى فأنا معجبة بشخصيتها وصوتها، وأقول لها «أنا بموت فيكى وبحبك من زمااااان أوى».
هل وصلت لمرحلة النضج الفنى بعد مشاركتك فى 3 أعمال دفعة واحدة بموسم واحد؟
- كل خطوة نخطوها فى حياتنا لابد أن تكون أعلى من الخطوة التى قبلها، وسُنة الحياة التطور، لأننا نكبر وشكلنا يكبر، وعلينا أن نراجع أنفسنا عن الأسوأ أو الأصلح، ولماذا وصلنا إليه، لكى نتعلم ونعرف كيف نطور من هذا، وكل وجع يعيشه الإنسان لابد أن يضيف له ويؤثر عليه، فهذا يكون تطورًا، وكل بهجة يعيشها الفنان فى أى عمل فنى تضيف له، لأن الفنان بطبيعته مخزون إنسانى.
من يشاركك فى اختيار أدوارك، والدتك أم زوجك؟ وهل تسمعين لنصائحهما؟
- رأيى أنا الأول والأخير، ومن الممكن أن أستشير والدتى أو زوجى، ولكن ما أشعر به هو الذى أقدمه، وممكن أن أستشير منتجين أو مخرجين مقربين لى، لكن فى النهاية أقرر بما أشعر به وهل أنا مستمتعة بالشخصية أم لا، وإذا كانت مرتبطة بالإحساس لابد أن يكون الرأى الأول والأخير لى.
هل شاركت فى عمل ثم ندمت عليه فيما بعد؟
- الأخطاء كبيرة جدًا، وحدثت معى بالفعل، وعلى سبيل المثال قد يكون الدور مناسبًا لى ومعجبة به جدًا، ولكن المخرج يقدمه بشكل غير مناسب، أو عكس ما كنت أتمنى، وأيضًا من الممكن أن يكون هناك مخرج رائع وموهوب ولكن السيناريو «نص نص»، فهذا الأمر حدث معى كثيرًا، أن أكون عاشقة للدور الذى أقدمه وبعد الـ10 حلقات الأولى الشكل يكون أقل أو الأداء أو الإخراج، فلابد فى أى عمل أن تكون العناصر مكتملة.
ما أقرب أعمال والدك الفنان كرم مطاوع إلى قلبك؟
- والدى يعتبر من أهم وأعظم المخرجين المسرحيين فى مصر، أحبه أكثر فى الإخراج المسرحى، وأرى أنه صنع طفرة مسرحية فى جيله، ومعظم الأكاديميين قالوا إن المسرح قبل كرم مطاوع شىء وبعده شىء آخر، فوالدى كان لديه خيال واسع، وخلق انتعاشة مسرحية غير عادية، وأحب أن أشاهد له المسرحيات التى تعرض على قناة النيل الثقافية بالأبيض والأسود، وهذه الأعمال لا يوجد مثلها فى الوقت الحالى، ومرحلة التطور كانت زمان فى الستينيات والثمانينيات.
دورك كصديقة مخلصة فى مسلسل «حلاوة الدنيا»، هل هذا النوع من الأصدقاء موجود بالفعل؟
- «بحمد ربنا إنى أنا عندى أمينة وسارة فى الحقيقة من أيام المدرسة، وصحاب من واحنا أطفال»، والحقيقة تجسيد شخصية «سارة» فى «حلاوة الدنيا» كان سهلًا علىّ جدًا، لأننى لا أستطيع أن أعيش من غير صديقاتى، والحب والصداقة مستمران فى الحياة حتى لو كانا نادرين، إلا أنهما سيظلان موجودين فى حياتنا الشخصية، وأؤمن بالعائلة والأصدقاء ولا أشعر بالسعادة إلا معهم.
حدثينى عن تعاونك مع هند صبرى فى «حلاوة الدنيا»؟
- أعتقد أن جزءًا كبيرًا من نجاح «سارة» فى «حلاوة الدنيا» هو حبى للفنانة هند صبرى خارج المسلسل، وهناك حالة بيننا من المودة والألفة، وكذلك بينى وبين الفنانة أنوشكا، والفنانة رجاء الجداوى، خاصة أن «مدام رجاء حبيبة الكل فى اللوكيشن»، وأيضا ظافر العابدين هناك حالة سلاسة فى المعاملة، لذلك أنا سعيدة جدًا بأننى شاركت فى هذا العمل.
ما سبب موافقتك على مسلسل «طاقة نور»؟
- «التوليفة على بعضها».. المخرج والسيناريو وهانى سلامة أكيد السبب، وكان من المفترض أن أشارك فى مسلسل «نصيبى وقسمتك» مع هانى، إلا أن تصوير مسلسل «ونوس» للنجم يحيى الفخرانى منعنى من المشاركة، فاعتذرت عن العمل، وتركيبة «ليلى» فى «طاقة نور» حرشة وحنينة وغلاوية فى الوقت ذاته، وهذا النوع من الشخصيات لم أقدمه من قبل، لذلك قبلت الدور على الفور.
هل شعرت بالقلق لظهورك فى رمضان بـ3 أعمال دفعة واحدة؟
- هى مغامرة، لكن كنت فى حاجة لأن أخوضها، لأثبت للمخرجين والمنتجين شيئًا معينًا، والحمد لله أثبته، وهو أننى أستطيع الظهور بأكثر من شخصية فى وقت واحد، وهذه الأدوار أخذت منى مجهودًا كبيرًا، ذهنيًا وعصبيًا، وأرهقتنى كثيرًا، لأن كل شخصية بروح مختلفة، وسبب خوضى هذه المغامرة أيضًا حتى لا يقال إن حنان مطاوع «بتاعت الأدوار الثابتة فقط»، والممثل الشاطر يقدم أى شىء، وأعلم أنها مغامرة قاسية جدًا، ودفعت ثمنها من أعصابى وتفكيرى، ولكن توكلت على الله، وذاكرت واجتهدت إلى أن جاء التوفيق من الله تعالى.
هل ستكررين هذه المغامرة مرة أخرى؟
- لا أبدًا.. أنا كنت أحتاج أن أغير اعتقاد المخرجين والمنتجين عنى، والحمد لله لن أحتاج إلى هذه المغامرة مرة أخرى بعد نجاحى هذا العام، وبشهادة النقاد والجمهور.
عدد الردود 0
بواسطة:
نيهال
رائعة
رائعة متألقة عفويه كنتي فوق الممتاز في هذا المساء