عن دور أم كلثوم السياسى كفنانة وطبيعة علاقتها بالزعماء العرب والحكام العرب وعن دفاعها المستمر عن حرية المرأة بطريقة غير مباشرة من خلال أغانيها التى كانت تنتصر للمرأة يدور الفيلم الوثائقى "أم كلثوم صوت القاهرة" الذى تنتجه القناة الفرنسية الألمانية.
ام كلثوم مع الرئيس جمال عبد الناصر
الفيلم يظهر دور أم كلثوم الفاعل والمؤثر فى المجتمعات العربية وهو من إخراج كزافييه فيلتار وخلال الفيلم نرى أم كلثوم فى لقطات نادرة وهى فى الاستوديو تسجل أغانيها وأيضا لقطات لها، وهى يستقبلها الزعماء والحكام العرب فى زياراتها لبعض البلدان العربية.
ام كلثوم مع الملك الحسن الثاني اثناء زيارتها للمغرب
المخرج الفرنسى جمع كل ما يخص كوكب الشرق من قصاصات ومقالات وأخبار ولقاءات نادرة مصورة ووثق من خلالها دور أم كلثوم التي مر علي رحيلها 42 عاما، بعدما ملأ ومازال صدي صوتها يملأ العالم فهذا الفيلم يعيد سيرة كوكب الشرق بصياغة قيمة منذ فترة الاربعينيات وصولا إلي السبعينيات ويظهر الفيلم دورها في توحد العالم العربي حول صوتها الفريد الذي تمكن من مس مشاعر الجماهير في كل البلدان العربية، ويؤكد الفيلم علي الدور الحقيقى للفنان فى بناء وطنه و أن الانتصارات ليست بالسلاح فقط ولكن بالصوت والاحساس أيضا فلم تكتف القديرة أم كلثوم بالارتقاء بأفكار ومشاعر المصريين ولكن أخذت على عاتقها دعم الجيش بعد حرب «67» وطافت أنحاء العالم لتوفير الموارد المالية للمجهود الحربى وبذلت جهودًا جبارة فى توفير السلاح وبث روح الحماس فى الجمهور بأغانيها الوطنية ووصل الأمر إلى قيامها بعمل حفلات على جبهات القتال للمرة الأولى، مما جعل تراث أم كلثوم الغنائى يستخدم كوقود لثورة 25 يناير أيضا - فى الوقت الذى اقتصرت معانى الوطنية عند الكثير من الفنانين فى السنوات الأخيرة على النزول لميدان التحرير والتقاط الصور التذكارية.
ام كلثوم صوت مصر التي عبرت عن كل تاريخه عبر اغانيها
الفيلم يزخر بالكثير من القصص والحكايات التي توثق لمسيرة أم كلثوم السياسية فأم كلثوم فى معاركها السياسية تجاوزت حجم الفنانة أو المطربة في عصرها، فقد أدرك الجميع منذ النصف الثاني من ثلاثينيات القرن العشرين، أن هذا الصوت الخارق راح يحفر عميقاً فى وجدان المصريين والعرب، حاملا معه رسائل سياسية واجتماعية وثقافية، وقادراً على حمل رسائل أخري ومن هنا فقد وعى المتصارعون الكبار أثناء الحرب العالمية الثانية أهمية كسب أم كلثوم إلى معسكرهم واستغلال صوتها فى الدعاة ضد خصومهم، وذلك عن طريق بث دعاياتهم السياسية قبيل أو عقب بث أغانيه.
فبريطانيا التى كانت تحتل مصر في ذلك الوقت قد أشارت إلى رجال مخابراتها العسكرية بضرورة القبض على أم كلثوم ونقلها إلى لندن، خوفاً من أن تستغلها الدعاية الألمانية لحسابها ضد قوات الحلفاء فى الحرب وهذا ما ذكره سعيد لطفي مدير الإذاعة المصرية آنذاك، حين أبلغ أم كلثوم بأن محطة لندن عرضت عليه أن تذهب أم كلثوم إلى لندن لتسجيل قطعة غنائية على شريط مقابل مائة جنيه إلا أن أم كلثوم رفضت العرض لقلة المال المعروض عليها وفي مقابل ذلك أنشأت حكومة إيطاليا عام 1937 إذاعة لاسلكية تبث من محطة (باري) من أجل الدعاية المضادة لدول الحلفاء، وقد عرضت على أم كلثوم هى الأخرى بث حفلات خاصة بها وقد لاحظ رجال المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط أن وكلاء دول المحور راحوا يجمعون من الأسواق أسطوانات أم كلثوم وعبد الوهاب استعداداً لحرب الدعاية، فنشطوا هم كذلك في شراء الأسطوانات وقد بلغ الأمر بالحساسية البريطانية تجاه أم كلثوم وما يمكن أن تلعبه من دور، أن السلطات الإنجليزية في مصر، منعت الممثلة الشهيرة فيفيان لي من إحياء حفلة لصالح الجنود على مسرح الأزبكية، لأنه وافق موعدها الخميس الأول من كل شهر، وهو نفسه اليوم الذي تقيم فيه أم كلثوم حفلتها الشهرية وكان الهدف عدم إغضاب جماهير أم كلثوم العريضة الأمر الذي أثار فضولا كبيرا لدى فيفيان لي لرؤية أم كلثوم، فذهبت لحضور حفلتها وعندما خرجت قالت عنها: إنها معجزة من معجزات الدنيا!
كان لكوكب الشرق دورا سياسيا ومقابلات مع زعماء ورؤساء دول
الفيلم يعتبر ثانى عرض له بعدما عرض للمرة الأولى بمهرجان " FIPA - Festival International de Programmes Audiovisuels" ونال إشادات نقدية كبيرة وإعجاب كل من شاهدوه من جمهور المهرجان الفرنسي وها هو يعرض خلال أيام لجمهور جديد في التظاهرة السينمائية "مواسم السينما العربية" فى دورتها الثالثة وهي تظاهرة سينمائية تنطلق يوم 29 يونيو وتضم 18 فيلما وتنظمها الناقدة السينمائية هدى إبراهيم بمبادرة شخصية منها وتنظم جميع فعالياتها فى سينما "la clef" بباريس وتهدى دورتها للمخرج المصرى الكبير الراحل محمد خان.
فيلم فرنسي الماني يؤرخ لدور ام كلثوم السياسي
وأوضحت الناقدة السينمائية هدى إبراهيم لـ"اليوم السابع" أنه قد تم اختيار الأفلام الثمانية عشر التى تتضمنها التظاهرة لتلاقى جمهور باريس المتنوع، والذى يقبل باستمرار على السينما الأخرى وهذه الأفلام عينة لإعادة الاعتبار ولإعادة النظر في أفلام قد تبدو بعيدة عن جمهور باريس لنقدمها بحضور بعض صناعها، لتناقشها وتشجع بما تيسر، الجمهور الباريسى على ملامستها وتزخر الدورة الثالثة من "مواسم السينما العربية" في باريس بالكثير من الفعاليات والعروض السينمائية المختارة ما بين الروائي الطويل والقصير والوثائقي من مختلف البلدان العربية من مصر والمغرب وتونس وفلسطين والجزائر وفرنسا ولبنان والسودان ويعرض في إطارها مجموعة من الأفلام المصرية تصل لخمسة أفلام هي: (فيلم " مولانا " للنجم المصري عمرو سعد وإخراج مجدي أحمد علي عن رواية للكاتب ابراهيم عيسي تحمل نفس الاسم كما سيعرض فيلم " اشتباك " للمخرج محمد دياب وبطولة النجمة نيللي كريم وطارق عبدالعزيز ومن ضمن الافلا ايضا فيلم " اخر ايام المدينة " للمخرج تامر السعيد وسيعرض فيلم " فتاة المصنع " للمخرج محمد خان بحضور المنتج محمد سمير وآخر الافلام المصرية فيلم " هامش في تاريخ الباليه " للمخرج هشام عبدالخالق ) .
فيلم ام كلثوم صوت القاهرة انتاج القناة الفرنسية الالمانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة