في مفاجأة هي الأولى من نوعها داخل التنظيمات الفرعية التابعة لجماعة الإخوان، هاجم الوزير الجزائري السابق عبدالقادر بن قرينة، رموز "حزب العدالة والتنمية"، الحزب الإخواني الحاكم في المغرب، واتهمهم بتقديم مشروع لتقسيم الجزائر في حال حدوث أي أزمة داخلية.
بن قرينة نشر تدوينة طويلة على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، حول التحولات التي تشهدها المنطقة العربية، قال فيها القيادي في "حركة البناء الوطني" المحسوبة على "الإخوان المسلمين":ليس من باب الصدفة أن رموزا من "حزب العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة في المغرب الشقيق (الريسوني — الحمداوي — المقري الإدريسي)، شهورا بعد الربيع العربي يصدرون كتابا متعلقا برؤيتهم لقضايا إقليمية.
وقالت الكاتبة ورئيس تحرير جريدة "الفجر" الجزائرية، حدة حزام، في تصريح لـ"سبوتنيك" إن "إخوان الجزائر مختلفين عن إخوان المغرب ومصر، وغيرهم من أتباع التنظيم الإسلامي، حتى في قوانين المصالحة، أو التحالف بين القوى الوطنية، فهم من الأطراف التي ساهمت في إنجاح "المصالحة" بعد سنوات العشرية السوداء بالجزائر".
وتابعت "هم خرجوا فقط عن التحالف مع السلطة، في أيام الربيع العربي، ظنا منهم أنهم سيتمكنون من الوصول إلى السلطة مثلما وصل إخوان مصر وتونس".
وحول أزمة تقسيم الجزائر، قالت حزام: "الأحزاب المغربية مثل الحزب الحاكم، العدالة والتنمية، وأيضا حزب الاستقلال، دائما تنادي بضم أراضي غربية في الجزائر، مثل ولايات بشار وتندوف وحتى تلمسان في الشمال إلى المغرب".
وتابعت "المغرب عندما يرسم حدوده، يضيف تلك المناطق للأراضي المغربية، والاجتياح الذي قام به الملك الحسن الثاني عام 1963، بعد أقل من عام على استقلال الجزائر، كان بسبب هذه الفكرة".
وحول ما إذا كان تحرك القيادي الإسلامي الجزائري مقدمة لتحرك حكومي، قالت الكاتبة حدة حزام: "لا أعتقد أن يكون هناك رد فعل حكومي جزائري، فالدبلوماسية الجزائرية هادئة تماما، وتسير بمنطق مغاير، وتعرف حقوقها جيداً، وتعرف أيضاً أن المغرب لن يتجاوز التصريحات".
وكان الوزير بن قرينة، قد ذكر في تدوينته، أن الباب الثالث من كتاب "مغربية الصحراء"، لقيادات "حزب العدالة والتنمية" المغربي، يتطرق إلى "أن خارطة الجزائر بها انتفاخات غير طبيعية، (ويذكر أن جزءا من أراضي السيادة الجزائرية بالجهة الغربية يجب أن يتبع المغرب، وجزءاً آخرا يتبع الدول الأفريقية في أقصى جنوب الجزائر، وورقلة وحاسي مسعود يجب أن تتبع ليبيا..)".
وينوه في تعليق على منشوره أن الكتاب يزعم أن "الغرب الجزائري هو أراضي مغربية وتمنراست وأقصى الجنوب أراضي يحب أن تتبع النيجر ومالي ومنطقة البترول الجزائري حاسي مسعود هي أراضي ليبية".
ويخلص بن قرينة، إلى أن مؤلفي الكتاب "وكأنهم يدعون ويحرضون قوى معينة أنه أثناء حدوث أي فوضى في الجزائر، يجب أن يبدأ التقسيم على هذا الأساس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة