لا يخفى على أحد من الوسط الثقافي، والكتاب العرب، أن جائزة كتارا للرواية العربية، تم إطلاقها في قطر، لتنافس الجائزة الأشهر للرواية في العالم العربي، وهى الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، والتى ترعاها هيئة أبوظبى للثقافة والسياحة، في العاصمة الإماراتية، منذ عشر سنوات.
ولا يخفى على أحد أيضًا أن جائزة كتارا للرواية العربية اعتمدت على عنصرين أساسيين، لتتمكن من جذب أكبر نسبة من المرشحين والفائزين، أولهما القيمة المادية، وثانيهما تعدد فروع الجائزة، وهو الأمر الذي مكنها بالفعل من جذب نسبة كبيرة من كتاب الرواية، سواءً الكتاب الشباب أو العرب، على مستوى أنحاء العالم العربي، ناهيك عن تعدد لغات ترجمة الروايات الفائزة، فالجائزة تفتح بابها عبر 10 جوائز، 5 فائزين في مجال الرواية المنشورة و5 فائزين في مجال الرواية غير المنشورة، وخمس جوائز للدراسات غير المنشورة، وخمس جوائز لروايات الفتيان غير المنشورة.
الأمر الذي دفع الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا إلى التفاخر والتباهي بأن بجائزة كتارا للرواية العربية على اعتبار أنها الجائزة الأكبر على الإطلاق في العالم العربي في مجال الرواية العربية، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 825 ألف دولار.
وإذا كانت كتارا التي تبلغ من العمر عامين، فإنها استطاعت بسبب قيمتها المادية هذه أن تحظى بنسبة مشاركة كبيرة بلغت في الدورة الأولى 711 عملاً، لتحظى في الدورة الثانية بـ1004 مشاركة، وفي الدورة الثالثة 1144 كتابًا، وهو رقم يكشف إلى أى مدى يتسارع الكتاب ودور النشر في العالم العربي على هذه الجائزة نظرًا لتعدد فروعها وتضخم قيمتها المادية.
ومن المنتظر أن تعلن جائزة كتارا في الثاني عشر من أكتوبر عن أسماء الفائزين، إلا أن كتاب الرواية في العالم العربي ممن أعلنت دولهم عن قطع العلاقات مع قطر سيجدون أنفسهم في مأزق كبير.
هذا المأزق الكبير هل تسعى قطر للاستفادة منه بشكل أكبر؟، فنحن الآن أمام عدد من الاحتمالات، أولها أنه لم يعد بإمكان الكتاب التراجع عن المشاركة في الجائزة، بعد هذه الحملة الكبيرة من المقاطعة الدبلوماسية، ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل من الممكن أن تستغل قطر كتاب الدول التي أعلنت مقاطعتها لها، لتعلن فوز هؤلاء الكتاب بجائزة كتارا، لتقوم بدعوتهم، كنوع من الاستفزاز السياسي، أم أن الجائزة ستراجع موقفها وتقوم بالتدخل في قرارات لجنة التحكيم، وتمنع فوز أي كاتب من كتاب الدول المقاطعة، وفي الحالتين فإن الجائزة بهذه الصورة تكون فقدت مصداقيتها أمام جمهورها وأصبحت جائزة سياسية، ويقرر الكتاب العرب مقاطعتها.
الاحتمال الثاني، إذا ما ظلت الأجواء مشحونة بين قطر والدول المقاطعة، فإننا سنكون أمام احتمالين آخرين، وهما، قلة عدد الأعمال المرشحة للجائزة، أو استمرار الإقبال على الجائزة من بعض المثقفين أصحاب الرأي القائل بأن السياسية ابنة المتغيرات، والثقافة حاضنة المشتركات والحضارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة