أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن ما يتعرض له إخواننا المسيحيين من هجمات إرهابية، المقصود به زعزعة استقرار مصر لأن مصر ليس بها سنة وشيعة كما فى اليمن والعراق وسوريا، الذين تم تدميرهم بتزكية الصراع بين السنة والشيعة، بينما فى مصر يفشلون فى الوقيعة بين أبناء الأمة فيحاولون الدخول لهز الاستقرار الذى تنعم به مصر باستهداف المصريين من المسيحيين.
وقال: نحن منتبهون إلى ذلك وأن العلاقة بيننا وبين أشقائنا المسيحيين أقوى من محاولات الوقيعة بيننا، وأننا نقوم بزيارة البابا فى مقره مرتين فى العام، ويأتى هو إلينا فى مشيخة الأزهر، وهذا ما يجعل المتربصين بمصر يبحثون عن أى مشكلات لاختراعها وللوقيعة بيننا.
جاء ذلك على هامش الزيارة التى قام بها اليوم الدكتور السيد يوسف القاضى رئيس جامعة بنها، يرافقه عدد من عمداء الكليات والأساتذة وقيادات الجامعة وممثلى اتحاد طلاب الجامعة بأول زيارة لجامعة مصرية لفضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، فى مقر المشيخة بالقاهرة.
وفى بداية الزيارة رحب شيخ الأزهر بوفد جامعة بنها، قائلاً "إننى سعيد بهذه الزيارة وبأول جامعة تفكر فى زيارة الأزهر تحمل دعمًا للأزهر".
وقال فضيلة الإمام الأكبر: لابد أن نعترف أن هناك بعدًا سياسيًا ودوليًا وإقليميًا لعب دورًا كبيرًا فى قتل الناس تنفيذًا لخطة لم تعد سرًا وهى تقسيم وإنشاء شرق أوسط جديد وإشاعة الفوضى الخلاقة، وأنه من المهم أن نتحدث عن أسباب الظاهرة حتى نستطيع مواجهتها ولا نتحدث عن النتائج.
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر عن أسفه لتعرض الأزهر لحملة إعلامية شرسة ضده، وقال إن الأزهر متهم بجهل القائمين على الإعلام بأنه سبب فى وجود داعش فى ضوء مخطط يقصد به هدم الأزهر ورسالته، وقال إن الأزهر يضم أقدم وأعرق وأكبر جامعة فى العالم يدرس بها 30 ألف طالب وافد من 106 دول، ويبلغ عدد طلابها 420 ألف طالب.
وقال شيخ الأزهر، إننا حذرنا من دموية أصحاب بعض التوجهات فى حالة تمكينها ولم يستمع إلينا أحد، وحول سؤال لرئيس الجامعة طلب خلاله توضيحًا لموقف الأزهر من رفضه تكفير الدواعش، قال فضيلة الإمام الأكبر إن من يرتكب جريمة بالإسلام أو غير الإسلام طالبنا بقتله ومحاربته، وقال إننا لو كفرنا من ينتمون إلى داعش فقد أهديناهم هدية ينتظرونها لأنهم فى المقابل يكفروننا ويحاربوننا.
وقال شيخ الأزهر، إنه سيقبل زيارة جامعة بنها وفقًا للدعوة التى وجهها له رئيس الجامعة للمشاركة فى وضع حجر الأساس لإنشاء أول مستشفى تخصصى يتبع جامعة بنها.
ومن جانبه، قال الدكتور القاضى، إنه يثمن ما أقتطعه فضيلة الإمام من وقت خاصة به أوفد جامعة بنها وقدم لفضيلته الشكر على حفاوة اللقاء، وقال إنه من حسن الطالع أن هذا اللقاء يأتى بترتيب إلهى فى يوم العاشر من رمضان ذكرى نصر مصر والعرب الأكبر فى 1973، والتى استرددت فيه الأمة العربية كرامتها واستعادت فيه مصر أرضها، ووقف المصريون والعرب يومها صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص لتحقق وحدة الأمة وتستعيد أراضيها المحتلة وكرامتها.
وفى نهاية الزيارة قدم رئيس جامعة بنها درع الجامعة لفضيلة الإمام الأكبر تعبيرًا عن شكر الجامعة وامتنانها لهذا اللقاء، كما قدم فضيلة الإمام الأكبر سجلاً يضم تاريخ الأزهر هدية لرئيس الجامعة.