فـــوزى فهمى محمـد غنيــم يكتب: الدين ليس مجـــرد شعائـر

الأربعاء، 07 يونيو 2017 12:00 ص
فـــوزى فهمى محمـد غنيــم يكتب: الدين ليس مجـــرد شعائـر صلاة الجماعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الدين ليس مجرد شعائر.. إنما هو داخل كل شىء.. فهو داخل فى الأكل – كلوا واشربوا ولا تسرفوا - .. داخل فى الماء .. فالإسراف ضار حتى فى شرب الماء.. ثم هو أيضا يدخل فى لبسك لأنه ينصح فى الاعتدال.. فهو ضد الترف.. والطاووسية.. ثم هو أيضا داخل فى العمل.. دقة المواعيد.. الوفاء بالتعهدات.. إتقان الصنعة.. عدم المغالاة فى الربح.. تحمل المسئولية.. الصدق.. الأمانة.

 ولا يكتفى الموقف الإسلامى بقضية العمل وإنما هو حريص على ملء الفراغ.. ويأمر الإنسان بالاستزادة من العمل والقراءة والاطلاع.. والتفكير فى خلق السموات والأرض.. ويحرص على الترويح والرياضة.. ويوصى بالخيل والرماية.. ثم هو يبنى الزواج على أساس المودة والرحمة.. ويجعل علاقات الرحمة موصولة حتى بعد الطلاق.. ويجعل حق الفقير على الغنى حقاً قانونياً ثابتاً وليس صدقة.. وكذلك حق العلاج للمريض.. وحق المعونة للمحتاج والتعليم للجاهل.. والإرشاد للضال.

 الدين ليس مجرد ركعات تركع ولا رشات على الوجه كل يوم باسم الوضوء.. وبالتالى لا يمكن أن يتقلص الإسلام ليصبح نقاشاً حول لحية تطول.. أو نقاشاً حول الأزياء أن تكون حجاباً أو نقاباً.. فحينما تصبح المعارك الدينية مجرد شكليات.. فهذه كارثة ونكسة.. وأسوأ منها أن يتاجر بالدين.. ويصبح ذريعة لتكفير الناس.. وشهر البنادق والسلاح فى وجوههم.. وتخريب المجتمع.. وهدم العمارة.. ومعاداة العلــم.. ورفض كل ما يأتى من الغرب لمجرد أن الغرب لديهم كباريهات أو أغان خليعة.

 حينما تتعطل وظيفة العقل الانتقائية بهذه الدرجة، وتختلط القيم، ويتوه فى الحوارى والأذقة.. وينسى الجوهر.. ويصل فى الشكليات والتفاصيل.. ينسى المتدين أن الدين رحمة وعدل وصفاء وتسامح.. ويمارسه على أنه قتل وقسوة وتسلط.. حينما تفوت البديهيات على الناس بهذه الدرجة.. فإن الكارثة لا تصبح كارثة سوء فهم الدين.. ولكننا أمام كارثة أكبر، هى كارثة مرض النفوس.. فنزاول الغل والقتل والحقد والحسد.. وننفس عن الضغائن.. وهى تخدع نفسها بأنها ترضى الرب.. وتمارس ديناً وفضيلة.. هؤلاء هم الأخسرون الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً.. وهناك الآن موجة عارمة من التخلف والفهم للوعى والحس الدينى تشمل أعداداً كثيرة من الشباب .. وهى فى حقيقتها تعكس سخطاً ونقمة وتمرداً وثورة، ولا تعكس ديناً على الإطلاق .. وأصحابها هم أعداء نظام وليس أنصار إسلام.. ويخطىء من يظن أن الدين الإسلامى ثورة.. أو انقلاب عسكرى.. وليس هناك كذبة أكبر من هذه الكذبة.

 فالدين الإسلامى فى حقيقته إحياء ضمائر.. وإحياء نفوس.. وموعظة بالحسنى.. والله لم يطلب من نبيه إلا مجرد التبليغ: وإذا كان هناك مجال للثورة فى الدين، فهو أن تثور على شيطانك أولا.. وتحكم نفسك الأمارة بالسوء.. وتمنع رغباتك وأطماعك وحسدك وحقدك قبل أن تحاول أن تحكم غيرك.. الدين هو علم الله.. ولا تناقض بين العلم بالله والعلم بمخلوقات الله.. بل إنك تزداد معرفة بالله وعلماً كلما ازددت بمخلوقاته درايــــة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة