لم تجد جماعة الإخوان، مفرا لها من الأزمة التى تعانى منها قطر الآن سوى أن تلعب على ورقة إيران، لمحاولة إنقاذ النظام القطرى، خاصة أن هناك علاقات قوية تربط بين التنظيم وإيران، ودائما ما كانت تلاحقه اتهامات بوجود اتصالات قوية بينه وبين مسئوليين إيرانيين، وهو ما يبدو أن الجماعة بدأت تستغل ذلك لإنقاذ تميم بن حمد.
قيادات إخوانية وحلفاء لهاء بدأوا فى مغازلة النظام الإيرانى، وإطلاق تصريحات من قبيل أن إيران تدعم تميم فى محنته، وأنها ستكون البديل المناسب حال اشتد الحصار السياسى والاقتصادى عليه.
وفى هذا السياق قالت آيات عرابى، أحد حلفاء الإخوان فى الخارج، إن الضغط التى تمارسه الدول العربية ضد قطر، سيدفع إلى تدخل إيران فى المنطقة، وبشكل مدروس ومباشر.
وأضافت فى تصريح لها: "توقعى أن الضغط يؤدى إلى تدخل إيران فى منقطة الخليج وسترحب إيران بذلك، ولكن التدخل سيكون محدوداً فى أماكن وجود الشيعة فى الجزيرة العربية ، وهذا سيستغرق وقتا ولن يحدث بين يوم وليلة بالطبع.
من جانبه قال أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوانى، إن إيران من الدول التى ترفض القرارات التى اتخذتها دول عربية ضد قطر، مشيرًا إلى أن إيران قد تكون بديل جيد لقطر، وأضاف: الخارجية الإيرانية رفضت فرض الحظر والعقوبات على قطر، وقالت إنه غير مقبول والحصار مرفوض وغير مجد، وبالتالى فهي بديل جيد.
بدوره قال عبد الرحمن عز، أحد حلفاء الإخوان المقيمين فى قطر، إن قائمة الاتهامات الموجهة لقطر من أجل المقاطعة الدبلوماسية معهم، قائلا: إيران والإخوان والحوثيين كل ذلك فى قائمة الاتهامات الموجهة لقطر.
وأضاف فى مقال له، أن هناك ملفات لابد أن تكون فى طاولة التفاوض، مع قطر هو ملف العلاقات مع إيران، بجانب ملف الإخوان، وهما ما سيشغلان حيز كبير من الاهتمام خلال الفترة المقبلة.
من جانبه قلل عصام تليمة ، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، من إمكانية حدوث مقاطعة لقطر، قائلا: موضوع مقاطعة قطر اقتصاديا وسياسيا وكله، سيظل هناك أمر يصعب تطبيقه فى المقاطعة، وهو كالتالى: قطر والبحرين والإمارات والسعودية، بينهم حالات زواج كثيرة، والقرار أن كل مواطن من هذه الدول قدامه 14 يوما ويرجع لبلده مقاطعة لقطر، طيب لو قطرى متزوج من هذه الدول، وزوجته عندها أولاد وأطفال رضع مثلا، أو العكس أن الزوج من هذه الدول والزوجة قطرية، هترجع الزوجة وتترك أولادها فى قطر أو العكس؟ فهذا سيعد أمرا صعبا.
وحول مساعى الإخوان لوضع بديل لقطر بعد الأزمة التى يعانى منها النظام القطرى، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعة بالفعل تسعى لتقريب النظام القطرى مع الإيرانى والتركى وجعلهما الحليفين للدوحة، بما يصب فى مصلحة الجماعة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع" أن إيران وتركيا على علاقات جيدة مع الإخوان، وكذلك مع قطر، والجماعة قد تستعين ببعض الأشخاص مثل يوسف ندا، لعلاقاته الجيدة مع طهران ولمحاولة دفعهم نحو إنقاذ تميم.
من جانبها قالت داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن إيران لديها قدرات عسكرية كبيرة، وهى بالفعل عندها علاقات جيدة مع الإخوان رغم التنافر الإيدولوجي بينهم، بسبب إن الإخوان سنة متعصبين وإيران شيعة متعصبين، لكن مثلاً إيران لا تمانع تمويل حماس، وقامت من قبل بدعوة شباب الإخوان من مصر لزيارة إيران بعد ثورة يناير، وفي لبنان هناك تعاون كبير مع حزب الله الذى يمثل إيران وايدولوجيتها، وما زلنا نذكر حجم الترحيب الكبير بنظام مرسى من قبل إيران.
أضافت زيادة: معنى هذا الكلام أنه رغم التنافر الأيديولوجى بينهما إلا أن الإخوان وإيران يد واحدة وأصحاب أجندة واحدة، وكلاهما الآن أصبحت مصالحه مهددة بسبب مقاطعة الدول العربية الكبرى لقطر، من ناحية ستحاول الإخوان بقيادة أردوغان فى تركيا أن تنقذ قطر، دبلوماسياً، لكنها لن تتحرك أبعد من ذلك، أردوغان لن يغامر بتركيا من أجل قطر، فرغم إنه إخوانى إلا أنه قومى أيضاً ومعتز بالتاريخ العثمانى جداً ولن يعرض بلاده للخطر لأجل عيون دول عربية مهما كانت علاقته بها قوية.
وتابعت: من ناحية أخرى إيران تعرف جيداً أن أي تدخل من جانبها بشأن قطر يعنى اندلاع حرب خليج جديدة، ستكون أمريكا فيه طرف منحاز لدول الخليج ضد إيران، وهى مغامرة لا أظن مطلقاً أن تقوم بها إيران لأجل عيون قطر، لكن المتوقع أن تتدخل إيران عبر فلول الإرهاب التى تسيطر عليها فى المنطقة من أجل مناصرة قطر ومنها طبعاً حزب الله، والكيانات المنتمية للإخوان وتمولها إيران وقطر معاً مثل جيش النصرة فى سوريا وحركة حماس فى غزة، ولا أتوقع أن تتدخل إيران بشكل معلن.