لم يكن تعلم أسرة فرج فودة، أنه بعد مرور 25 عامًا على اغتياله على يد إرهابيين، يلقى أحد المتورطين فى عملية اغتياله، حتفه خلال قتاله مع التنظيمات الإرهابية فى سوريا، ويلقى نفس المصير، فالعملية الإرهابية التى نفذت فى 8 يونيو 1992، وأعلنت الجماعة الإسلامية وقتها أنها المتورطة فى تنفيذها، أصابت فى ذلك التوقيت الرأى العام كله بالصدمة.
لم تكن عملية الاغتيال غير مرتبة، فقبل تنفيذ العملية بأيام وبالتحديد فى 3 يونيو 1992، نشرت جريدة النور الإسلامية بيانًا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة ويدعو لجنة شئون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه المستقبل، وهو ما اتخذه المتهمون ذريعة لتنفيذ عملية القتل.
بداية العملية الإرهابية كانت من خلال ترتيب مناظرة ضمن فعاليات معرض الكتاب فى عام 1992، والتى جاءت تحت عنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، ومثل فيها الدولة المدنية: "فرج فودة ومحمد أحمد خلف الله، ومثل الدولة الدينية كل من: الدكتور محمد الغزالى العضو السابق فى الإخوان، والمستشار مأمون الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية وقتها، وخلال المناظرة تم التحريض على فرج فوده بدرجة كبيرة، واتهامه فى دينه وأفكاره وعقيدته، وهو ما مثّل خطورة كبيرة أخرى على طريق الشحن العام ضدّ فرج فودة وأفكاره، وضد حياته أيضًا، إلى أن وقع حادث الاغتيال بعد ستّة شهور تقريبًا.
تفاصيل العملية وهو ما يتداول من معلومات نشرت فى الصحف المصرية والعالمية فى ذلك الحين، تمثلت فى انتظار شابان من الجماعة الإسلامية، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير، والتى يمكث فيها مكتب فرج فودة، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه وأحد أصدقاءه، وفى أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أحد المتهمين بالدراجة البخارية وأطلق الرصاص من رشاش إلى فأصاب فرج فوده إصابات بالغة فى الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلق الإرهابيين هاربين، غير أن سائق سيارة فرج فوده انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبى.
أحد المتهمين فى قضية اغتيال فرج فوده، خلال لتحقيقات اعترف أنه قتله بسبب فتوى عمر عبد الرحمن مفتى الجماعة الإسلامية بقتل المرتد فى عام 1986، كما اعترف أنه تلقى تكليفا من صفوت عبد الغنى، القيادى بالجماعة، والمحبوس حاليًا بتهمة الانضمام لتحالف دعم الإخوان.
عند مقتل أبو العلا عبد ربه، القيادى بالجماعة الإسلامية، أحد المتهمين فى قضية مقتل فرج فودة، داخل الأراضى السورية بعد انضمامه للقتال مع الجماعات الإرهابية فى سوريا"، خرجت سمر فودة وعلقت: "يمهل ولا يهمل"، معبرة عن سعادتها آنذاك بمقتل أبو العلا عبد ربه، عضو الجماعة الإسلامية وأحد المتورطين فى اغتيال والدها عام 1992.
وقالت "سمر" فى تصريحات عقب تأكيد معلومة "مقتل أبو العلا عبد ربه: "أيا كانت الجهة التى صفت هذا القاتل فهى مشكورة جدًا لأنها رجعت جزءًا من حقنا، وخلصت البشرية كلها من شره وإزهاق المزيد من أرواح الناس اللى طبعًا نتيجة الفكر التكفيرى الذى ينتهجوه".
وأضافت سمر فودة: "أبو العلا لم يقتل والدى بنفسه لكنه من ضمن 20 متهمًا، وكان مسئولاً عن جلب السلاح والمراقبة، ولما أفرج عنه "المعزول" فى عهده ألمنا وأحزننا جدًا وقضينا وقتا صعبا، وعانينا معاناة كبيرة جدًا خلال هذه الفترة، خصوصًا أنهم ظهروا فى الفضائيات كأنهم أبطال وشعرت ذلك بأنهم رقصوا على جثته".
وأوضحت سمر: "تخليص البشرية من هذا القاتل ليست قضيتى، فلو أبو العلا مات هناك الآلاف غيره ينتهجون نفس الفكر والأيديولوجية، وهذا أمر لن يسعدنى، قتل الجسد ليس هو القتل إنما القتل الحقيقى هو قتل الفكر، وهما قتلوه لأنه كان بينور ويفهم الناس ويوضح لهم الحقيقة والمفاهيم المغلوطة، هما قتلوه حتى يسكتوا صوته ويخرسوا قلمه".
ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان له شهادة حول تلك الواقعة حيث يقول فى أحد تصريحاته، أن الإمام محمد الغزالى، برر قتل هؤلاء لفرج فودة، حيث ذهب إلى المحكمة ليشهد لصالح القتلة، ويزعم بأن فرج فودة مرتد، وأن هؤلاء قتلوا مرتد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة