قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الدول العربية البارزة تضع قائمة بالمطالب التى ينبغى أن تلبيها قطر من أجل عودة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، وتشمل خطوات من أجل "تلجيم" شبكة "الجزيرة" القطرية بشكل كبير، حسبما أفاد مسئولون عرب وأمريكيون مشاركون فى المناقشات.
وأوضحت الصحيفة أن مصر، والسعودية، والإمارات، تسعى لوضع ضمانات بأن الحكومة القطرية ستوقف تمويلها للجماعات المتطرفة فى الشرق الأوسط وقطع العلاقات مع القيادة السياسة للإخوان، وفقًا لما أفاده المسئولون. ولفتت الصحيفة إلى أن العاصمة القطرية الدوحة تستضيف بعض من قادة تنظيم الإخوان الدولى، لا سيما من مصر.
وأشار مسئولون أمريكيون بارزون إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال للدول الخليجية إنه مستعد للتفاوض لحل النزاع بين الدول. إلا أن إدارة ترامب شددت على حاجتها لقائمة واضحة بالشكاوى لتقديمها لقيادة قطر، وأنه ليس بالضرورة أن تؤيدها واشنطن.
وقال المسئولون العرب والأمريكيون الذين تحدثت معهم الصحيفة إن القائمة الرسمية بالمطالب يتم العمل عليها ويمكن أن تكتمل فى الأيام المقبلة. وقال سفير قطر فى واشنطن مشعل بن حمد ال ثات إن حكومة بلاده لا تزال لا تعرف السبب المحدد وراء قطع العلاقات. وأشار إلى أن الدوحة منفتحة أمام محاولات إدارة ترامب للوساطة للوصول إلى حل دبلوماسى.
وتقول "وول ستريت جورنال" إن قطر التى تستضيف قيادة حركة حماس التابعة للإخوان والتى تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ضمن الجماعات الإرهابية، تم استخدامها أحيانًا من قِبَل إدارتى الرئيسين الأمريكيين السابقين باراك أوباما ودبليو بوش كقناة دبلوماسية مع حماس، حسبما أفاد مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون. وقال مسئول عربى إن تلجيم شبكة الجزيرة سيكون بالتأكيد ضمن المطالب فى القائمة.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "فوكس نيوز" إن الخبراء الأمريكيين يرون أن قطر ممول للإرهاب، ففى إبريل الماضى أبرمت اتفاقًا مع إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة لدفع فدية مليار دولار لإطلاق سراح أحد أفراد العائلة المالكة الذى وقع فى الأسر جنوب العراق.
بينما أوضح مسئول تمويل الإرهاب فى إدارة أوباما العام الماضى؛ أن قطر أظهرت غياب الإرادة السياسية لتطبيق قوانينها لمحاربة تمويل الإرهاب بشكل فعال. ولفتت الشبكة إلى أن قطر قد قدمت أموالاً لمراكز الأبحاث المؤثرة فى واشنطن التى ترفض إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب.
وفى سياقٍ آخر، تطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى إعلان تركيا دعمها لقطر، ومسارعة البرلمان التركى لتمرير قانون يسمح للجيش التركى بإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع قطر.
وقالت "نيويورك تايمز" إن أنقرة فى البداية وضعت نفسها فى جهود الوساطة لحل الأزمة. لكن غالب دالاى، مدير أبحاث منتدى الشرق، وهو مركز أبحاث تركى، قال إن بهذه القوانين الجديدة أظهرت تركيا أنها تحول دعمها من وسط محايد إلى مساندة قطر بقوة.
وتابع مدير أبحاث منتدى الشرق إن تركيا لا تريد أن تُجَر للأزمة وتأخذ صف طرف ضد الآخر، لكنها من ناحية أخرى تشعر بقلق بالغ لو أن قطر خضعت للضغوط ستعيد حتمًا تقييم علاقتها بتركيا. وتقول نيويورك تايمز إن تركيا معزولة نسبيًا فى المنطقة ومرعوبة من خسارة قطر أقوى حلفائها إقليميًا.