يبدو أن جماعة الإخوان تتجه لتقليل الحرج على قطر بعد أزمتها الأخيرة، باتجاه بعض قياداتها إلى تركيا، خاصة فى ظل الغضب العربى ضد الدوحة، بسبب استضافتها لقيادات الجماعات الإرهابية، ووضع شروط بضرورة طرد قيادات الجماعة من الأراضى القطرية.
تصريحات قيادات وحلفاء الإخوان، ظهر عليها حالة الخوف من أن تقدم قطر بالفعل على تكرار سيناريو سبتمبر 2014، عندما أقدمت على مطالبة 7 من قيادات الإخوان، مغادرة أراضيها وكانوا هم وجدى غنيم الداعية الإخوانى، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وجمال عبد الستار، أحد شيوخ الإخوان، وأشرف بدر الدين، القيادى الإخوانى، وحمزة زوبع، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، وعمرو دراج، القيادى الإخوانى، وعصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق.
كل هذه الأسماء كانت وجهتها بعد الطرد من قطر، هى تركيا، حيث تمركزا فيها وبدأ كل منهم فى شراء ممتلكات والمشاركة فى القنوات التى أسستها الجماعة بمدينة اسطنبول، إلا أن هناك أسماء أخرى، لم تطلب منهم قطر المغادرة خلال الفترة الماضية، إلا أن الأمر أصبح قريب خلال الفترة الحالية، فى ظل إصرار دول الخليج على طرد قطر لقيادات الجماعة، وهو ما دفع بعضهم بالفعل لبدء مغادرة الدوحة قبل أن يتم المطالبة بهذا الأمر.
وفقا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن عدد من اعضاء الجماعة خاصة التابعين للمركز الإعلامى للتنظيم، يتجهون نحو مغادرة قطر إلى تركيا، لرفع بعض الحرج أمام الدوحة، بناء على طلب من مكتب الإعلامى لإخوان لندن، فيما ستبقى قيادات أخرى فى قطر، لاستكمال عملها، حتى أن يجد جديد بشأن الأزمة القطرية.
هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، ألمح إلى إمكانية اتجاه قطر نحو مطالبة بعض قيادات الإخوان بمغادرة أراضيها، وقال فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"الضغوط هائلة هذه المرة على قطر، سابقا استجابت تحت ضغوط أقل منها وطردت قيادات وأغلقت الجزيرة مباشر مصر، فهل ستصمد فى هذه الجولة ؟
واعترف أبو خليل أن السعودية والإمارات يكرهان جماعة الإخوان قائلا: لماذا تكره السعودية والإمارات الإخوان؟، لأن فكر الإخوان بعيدا عن سوء بعض تطبيقاته وعلى الرغم من أنه منهج هادئ إلا أنه ديناميكى وهذا يمثل إشكالية، محذرا من أن تتجه قطر نحو الاستجابة لضغوط الخليج.
وطالب أبو خليل، أعضاء الإخوان التبرؤ من القيادات الحالية للجماعة قائلا: مفيش حد منهم بيعمل حاجة خالص هذا ملخص الواقع، يبقى المنطقى إعلان البراءة من كل رموز المرحلة الحالية وطلاق التغفيل المستمر.
من جانبه قال محمود الشرقاوى، القيادى الإخوانى المتواجد فى أمريكا، أن المقاطعة العربية لدولة قطر، تجعل اللعبة الآن فى يد تركيا، وأن تدخل تركيا بكل قوتها لإنقاذ قطر. وتابع فى تصريح له: أرى أن الفرصة الآن ذهبية أمام تركيا لفتح جسر جوى مع قطر، بعد قرارات المقاطعة لدول عربية مع الدوحة.
بدوره طالب عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، الجماعة أن تفكر بشكل مختلف مع الأزمة الحالية وتبدأ من منطلقات جديدة، قائلا:هناك طرف يجب عليه اليوم أكثر من أى وقت مضى أن يفكر مليا فى لعب دور لفك حالة التدهور الحاصل فى المنطقة، خصوصاً أنه حزء منها، هذا الطرف هو الإخوان، فالإخوان كطرف أساسى فى خلفيات النزاع الحالى مطلوب أن تبادر لاتخاذ خطوات عملية لسحب الذرائع واستيعاب ما يحصل، ليس أقل من اعادة هيكلة تنظيمها أو الانطلاق من منطلقات جديدة مختلفة تماما عن ما كان طوال العقود الماضية.
وحول مغادرة بعض قيادات الإخوان، قطر والاتجاه نحو تركيا، قال خالد عبد الرحمن الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أنه بدأ بالفعل يتم هذا الأمر، مشيرا إلى أن البعض بدأ يتجه نحو تركيا ويغادر الدوحة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع"، أن المقيمين هناك فى قطر منهم قليل عدا الإعلاميين منهم بالجزيرة، أما قيادات الإخوان فإنهم يتنقلون يوميا بالطائرات بين إقامتهم بتركيا وذهابهم لقناة الجزيرة.