عَلَّقَ المحلل السياسى الإسبانى إجناسيو ألفاريز، أستاذ فى الدراسات العربية فى جامعة اليكانتى، على أزمة دول الخليج ومقاطعة قطر، قائلاً إن الدوحة كانت ترغب فى إثبات أنها الأكبر والأكثر قدرة على السيطرة على الدول العربية.
وأضاف "ألفاريز" فى تقرير له نشرته صحيفة "الكونفينثيال" الإسبانية: "منذ 2011 وانطلاق الربيع العربى فى بعض الدول؛ اختارت قطر سياسة أكثر تداخلية واستخدام علاقاتها الجيدة مع جماعة الإخوان، وأصبحت بين عشية وضحاها المستفيد الرئيسى من سقوط الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حتى تكون أقوى من مصر".
وأوضح "ألفاريز": "علاقة قطر مع الإخوان ليست جديدة، إنما بدت واضحة عندما استخدمت أداتها قناة الجزيرة فى الهجوم على النظام المصرى، ونشر تقارير فى صالح الإخوان، ما جعل العيون كلها تركز فى تلك العلاقة ومدى استفادة الإمارة من تولى الإخوان السلطة فى مصر".
وقال المحلل السياسى: "أيضا فى الصراع السورى؛ كانت قطر مميزة فى كونها حليفًا مخلصًا لجماعة الإخوان، ما سمح بالسيطرة على منصات المعارضة الرئيسية فى الخارج، إذ أنها تمول بسخاء تشكيلات مختلفة من التنظيمات المشكوك بها، منها أحرار الشام وجبهة النصرة، وأيضا تنظيم القاعدة، ولذلك فإن قطر أيضا لها دورًا كبيرًا فى الفوضى التى حدثت فى مصر بعد الربيع العربى، ولديها دورًا بارزًا فى الأزمة السورية، إذ أن احتمال سقوط بشار الأسد من شأنه أن يسمح لتنفيذ خطة إنشاء خط أنابيب تصدر من خلاله الغاز بأسعار تنافسية إلى أوروبا".
وتابع: "على أى حال، فإن علاقات قطر المشبوهة بالإخوان، والتنظيمات الإرهابية الأخرى اكتشفت الآن، وما كانت تفعله سرا، أصبح الآن علنا، خاصة فى ظل دفاع إيران عنها، واحتضانها لها بهذا الشكل، ما يثبت التهم الموجهة إليها من قِبَل الدول العربية، وهى الآن تدفع ثمن جرائمها من الحصار المفروض عليها، كما أنه لا يمكن التنبؤ بما ستفعله المملكة العربية السعودية، وعلى الإمارة بعد الإجراءات العقابية المفروضة عليها أن تعيد النظر فى سياساتها، ولكن ما يحدث هو أن قطر اختارت تركيا وإيران كرد على العداء من جيرانها".
واستطرد الباحث فى تقريره التحليلى: "جذور المشكلة ترجع إلى إدارة الأمير حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر السابق ووالد تميم، الذى وضع أسس لسياسة خارجية مستقلة هدفها الأول والأخير الهرب من وصاية تقليدية للجارة القوية السعودية، ما جعل قطر تحاول أن تخلق لنفسها كيانًا مختلفًا عن باقى الدول العربية، وتجاهلت أنها إمارة صغيرة بالنسبة لتلك الدول".
وأنهى تقريره: "ارتفاع النفط فى العقد الماضى سمح لقطر وغيرها من الدول أعضاء مجلس التعاون الخليجى أن يروا أنفسهم فى دور متزايد فى السياسة العربية، ولكن وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عزز من موقف الدول العربية للتوحد ضد قطر، ووضع حدًا لما تفعله من الوقوف بجانب التنظيمات الإرهابية، لمجرد الفوز على المملكة العربية، وإثبات أن لها كيان مستقل وأنها أقوى منها".