أعلن الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، أنه تم رصد القرش الحوتى المعروف محليًا باسم بهلول فى مياه البحر الأحمر أمس، فى موعده الطبيعى، وهذا يدل على أن نوعية المياه بالبحر الأحمر ملائمة لهذه النوعية من الكائنات، حيث ظهر العام الماضى فى نفس التوقيت ولكن المواطنين تعاملوا هذا العام مع الحوت القرشى بصورة عادية والتقطوا الصور معها.
وأضاف فهمى، فى تصريحات صحفية على هامش ندوة وزارة البيئة لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط، أن المواطنين بدأوا فى استيعاب الظواهر الطبيعية، مؤكدًا على أنه يجب دراستها.
وطالب وزير البيئة، بعدم القلق من الظواهر الطبيعية التى تحدث، مع أخذ الحذر اللازم فى الاعتبار، موضحًا أن قناديل البحار جزء من الطبيعة تنتشر بمختلف بحار العالم، لافتًا إلى أنه لم يحدث إغلاق للشواطئ كما نشرت إحدى الوهمية، مضيفًا أنه يتم التعاون حاليا ومستقبليا مع دول البحر المتوسط لمعرفة أسباب انتشار ظاهرة قناديل البحر نظرا لأننا جميعا نتقاسم البحر المتوسط لذلك يتم التعامل مع هذه الظاهرة داخليا وإقليميا.
وأضاف فهمى، أن الوزارة تفاعلت بصورة سريعة مع ظاهرة قناديل البحر وبشكل عملى وعلمى لكافة اﻹجراءات التى تم اتخاذها على أرض الواقع الأرض مستندة إلى تحليل علمى وليست عشوائية.
من جانبه قال الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة للتنوع البيولوجى، إنه يوجد 12 نوعًا من القناديل فى شرق البحر المتوسط و28 نوعًا من القناديل بالبحر المتوسط بشكل عام، مشيرا إلى أن السلاحف البحرية تتغذى على القناديل.
وأوضح فودة، خلال ندوة وزارة البيئة لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط، أنه تم تشكيل لجان ميدانية من الشباب لرصد أزمة قناديل البحار، مؤكدًا على أن وزارة البيئة تعاملت مع الأزمة منذ أول شكوى التى تلقتها الوزارة فى أول أيام العيد حيث تم عقد اجتماعا عاجلا لوضع خطة.
وطالب مستشار وزير البيئة للتنوع البيولوجى، بالتحرك السريع من جانب الوزارات والمراكز البحثية والجامعات بتبنى ودراسة ظاهرة قناديل البحر، مضيفًا أن يتبنى معهد علوم البحار مشروع يسمح بدراسة هذه الظاهرة والخروج برؤية مستقبلية، مشيرًا إلى أنه من المحتمل ظهور أنواع أخرى غير موجودة حاليًا من القناديل فأنواع القناديل تختلف من فترة لأخرى.
وشدد فودة، كذلك خلال جلسة الحوار المنعقدة لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط، على الدور الهام لوزارة الصحة فى التعامل والتوعية مع المواطنين التى تصاب من القناديل.
وأشار مستشار وزير البيئة للتنوع البيولوجى، فى هذا الصدد إلى ضرورة عدم اللجوء مباشرة إلى استخدام أنواع من الكريمات واللجوء إلى الإسعافات الأولية للسعة قنديل البحر ومنها عدم لمس المنطقة الملسوعة ووضع مياه دافئة فوق مكان اللسعة ووضع المياه المالحة ووضع خل أو ليمون على منطقة اللسع، وذلك لمعادلة مادة اللسع قلوية التأثير ولا يستخدم الماء العذب لغسل الجلد أو وضع الثلج عليه والمتابعة مع نقطة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة المتواجدة بالشواطئ.
ونفى فودة، مجددًا أن تكون ظاهرة انتشار قناديل البحر بسبب قناة السويس القديمة أو الجديدة وأن هناك دراسات تقييم أثر بيئى تم إجرائها ومحذرا من استغلال ذلك وتم التصدى لهذه الشائعات.
من جانبه قال الدكتور محمد العيسوى، رئيس محميات المنطقة الشمالية، إنه تم إطلاق أكثر من 40 سلحفاة فى البحر المتوسط لمواجهة ظاهرة قناديل البحر، خاصة وأن السلاحف تتغذى على قناديل البحر.
وأضاف العيسوى، خلال ندوة وزارة البيئة لمناقشة ظاهرة انتشار القناديل بساحل البحر المتوسط، أنه تم إطلاق سلاحف صغيرة فى عدد من الشواطئ منها الإسكندرية ومرسى مطروح، مشيرًا إلى أن وزارة البيئة تعمل على تشجيع العمل الأهلى، حيث يوجد مجموعات ولجان تم تشكيلها من قبل قاطنى المدن الساحلية لتوعية المصطافين بطرق التعامل والوقاية من القناديل، ذلك بالإضافة للنموذج الإرشادى التى تنشرها الوزارة على مختلف الشواطئ عن طرق التخلص الآمن من القناديل.
فيما أكد الدكتور طارق تمراز، عضو فريق دراسة القناديل من جامعة قناة السويس، على أن قناديل البحر الموجودة فى مصر غير قابل للطهى والأكل، لافتًا إلى أن الأنواع التى يتم أكلها فى المكسيك ليست متوفرة لدينا، وما يؤكل لابد أن يخضع إلى إشراف وزارة الصحة.
وأضاف تمراز، أن أول ظهور لقناديل البحر كان فى عام 1920، مؤكدًا على أن الكائنات التى تتغذى عليها قناديل البحر بدأت تقل عالميا بسبب الصيد الجائر، وبدأ يظهر بوضوح، رغم أن الخبراء كانوا يؤكدون أنه يظهر كل 40 عاما، لكن تم رصد أنواع جديدة بدأت تهاجر للبحر المتوسط.
وتساءل عضو فريق دراسة القناديل من جامعة قناة السويس، هل مصر كانت فى معزل دوليا عن العالم؟ مؤكدًا على أنه بالتأكيد نحن لا نعمل فى معزل عن دول العالم، وإنما نحن ممثلين فى الهيئات والمعاهد ومنضمين لشبكة رصد الأنواع البحرية الموجودة فى البحر المتوسط والأحمر، ويتم الرصد كل أسبوعين، والتواصل مع كل دول الجوار، حيث ظهرت بعض الأنواع فى إنجلترا وأسكتلندا بكثرة، وأستراليا، وهو سام، والكل يستمتع رغم أنه سام.
من جانبه، أوضح الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى لعلوم البحار، أن ظاهرة انتشار قناديل البحر هى ظاهرة طبيعية ومنتشرة على مستوى العالم وحث كل الهيئات العلمية على التنسيق مع المواطنين لضمان التعامل الأمثل مع هذه الظاهرة.
ونفى رئيس المعهد القومى لعلوم البحار، الأخبار المنتشرة على السوشيال الميديا والتى تزعم أن هناك علاقة بين ظاهرة قناديل البحر ومشاريع تنمية قناة السويس، مناشدًا المواطنين بالرجوع إلى الجهات المتخصصة للحصول على أى معلومات خاصة بهذه الظاهرة، لافتًا إلى أن التلوث وبعض الظواهر الديموغرافية قد تكون أحد الأسباب التى أدت إلى انتشار القنابل هذا العام.
من جانبها قالت المهندسة هالة راجى الباحثة بمركز بحوث قناة السويس، إن توسعة قناة السويس لا علاقة لها بانتشار قناديل البحر، مشيرة إلى أنه تم عمل محطات مراقبة وقياسات عند البدء فى المشروع تنمية القناة، وتقديم دراسة استراتيجية لوزارة البيئة حينها.
أضافت راجى، أن تقديم الدراسات والتقارير لوزارة البيئة استمر أثناء وبعد تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس وشاركت فى تلك الدراسات شركة دار الهندسة.
وكشفت الباحثة بمركز بحوث قناة السويس، أنه يوجد خطة للإدارة البيئية لاستمرار الرصد، حيث تم وضع برنامج لتحديد نوعية المياه والرواسب وبرنامج اخر لدراسة وحصر الأحياء المائية الموجودة فى نطاق القناة ومن خلالها تم التوصل لنتائج ومؤشرات تأكدنا من خلالها أن بيئة القناة لا تسمح بتنمية القناديل وازدهارها وتم التأكد من ذلك من خلال الدراسة الهيدروديناميكية للقناه.
وأكدت راجى، على أن الهيئة يوجد بها قاعدة بيانات تضم جميع الكائنات البحرية بالقناة، حيث تحاول الهيئة الحفاظ على البيئة البحرية للقناة من خلال مركز إدارة الازمات والمعدات الجاهزة لإدارة الأزمات الطارئة بشكل سريع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة