لم تمض ساعات على نفى الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، تدخل بلاده فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، ذلك خلال لقائه بنظيره الأمريكى دونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة دول العشرين فى ألمانيا، حتى كشف مسئولون فى الإدارة الأمريكية أن قراصنة الحكومة الروسية كانوا وراء التطفل الإلكترونى الأخير فى أنظمة الأعمال الخاصة بمحطة نووية أمريكية مؤخرا، فيما يبدو أنه محاولة لتقييم شبكاتها.
بحسب ما قاله المسؤولون الأمريكيون، للصحافة الأمريكية فإنه لا يوجد دليل على أن القراصنة اخترقوا النظم الأساسية المتحكمة فى العمليات بالمحطة، ومن ثم فإن الرأى العام ليس فى خطر، لكنهم قالوا أن القراصنة اقتحموا النظام الذى يتعامل مع المهام التجارية والإدارية.
غير أن هذه التطورات ليست وحدها التى أزعجت مسئولى الإدارة الأمريكية بعد لقاء ترامب وبوتين، فلقد أدلى الرئيس الروسى بتصريحات قد تكون محرجة لنظيره الأمريكى، حيث قال إنه يعتقد أن ترامب اتفق معه بشأن إجاباته على بعض الأسئلة المتعلقة بملف القرصنة والتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية وتفهم إيضاحاته.
وأضاف بوتين، خلال مؤتمر صحفى على هامش قمة مجموعة الدول العشرين بمدينة "هامبورج" الألمانية، "طرح ترامب العديد من الأسئلة حول هذه القضية، وأجبت على كل هذه الأسئلة قدر ما استطعت، أظن أنه أخذها بعين الاعتبار ووافق عليها، فى الحقيقة، من الأفضل أن يتم توجيه الأسئلة له حول كيفية رؤيته لتلك الإجابات".
وسرعان ما ردت الإدارة الأمريكية على هذه التصريحات حيث رفض مستشارون بارزون للرئيس الأمريكى فى أكثر من مناسبة، تصريحات بوتين ومسئولين روسيين آخرين. ورفض كل من المستشار الاقتصادى لترامب جارى كوهين، ومستشاره للأمن القومى هيربرت ماكماستر، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، تصريحات الروس بشأن اقتناع ترامب بنفيهم التدخل فى الانتخابات لدى الضغط عليهم فى هذا الأمر من جانب الصحفيين، وطالبوا بتوجيه هذا السؤال إلى ترامب نفسه، بحسب ما نقل الموقع الإلكترونى لشبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وقال ستيفن منوتشين فى هذا الصدد: "سيكون الرئيس ترامب سعيدا بالتصريح بنفسه بشأن ذلك"، مضيفا: "لكن الرئيس ترامب تعامل مع نفسه ببراعة، أنه من الواضح جدا أنه جعل موقفه محسوسا، وبعد حوار جوهرى حول ذلك، اتفقا (هو والرئيس الروسى فلاديمير بوتين) على الانتقال إلى مناقشات أخرى".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها، اليوم الأحد، أن مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى آى"، ووزارة الأمن الداخلى، كانا قد أرسلا فى نهاية يونيو الماضى إنذارا مشتركا لقطاع الطاقة، قالا فيه أن هناك عوامل تهديد متقدمة ومستمرة، وهى إشارة إلى القراصنة الأجانب المتطورين الذين كانوا يخترقون بروتوكولات تتعلق بالدخول للشبكات وكلمات المرور، من أجل أن يكون لهم موطئ قدم فى شبكات الشركة، ولم تذكر الوكالات اسم روسيا.
وتابعت الصحيفة تقريرها بالقول، أن الحملة تمثل أول مرة يقوم فيه قراصنة روس بسلوك طريق إلى شبكات شركات المحطات النووية الأمريكية، كما يقول مسئولون أمريكيون ومسئولو فى قطاع الصناعة، وبحسب الصحيفة يمكن أن يكون هذا الاختراق دلالة على أن روسيا تسعى لوضع الأساس لمزيد من الاختراقات الضارة، وكانت وكالة الأمن القومى الأمريكية قد كشفت عن نشاط محدود لوكالة التجسس الروسية "إف إس بى" يستهدف شركات الطاقة.
هذا التطور الجديد وتأكيدات وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة يجعل من الصعب حدوث أى تقارب وثيق بين الرئيسين على الرغم من اللقاء الودى الذى جمعهما فى ألمانيا والذى بدا فيه بمحاولات تجاوز تلك القضية الشائكة الخاصة بالانتخابات الأمريكية.
وكان الرئيس الروسى أشار فى تصريحاته للصحفيين، إلى أنه اتفق مع ترامب على تشكيل مجموعة مشتركة للعمل على الأمن الإلكترونى، وهو ما قد يكون محل شك وسط غضب واسع داخل الكونجرس حيال أنشطة القرصنة الروسية.