كثيرون هم اللاعبون الذين سقطوا مع أول اختبار حقيقى.. كثيرون هم دمّرتهم "محنة" أو شائعة سخيفة.. قليلون من استطاعوا أن يعودوا من بعيد.. من طريق شاءت الأقدار أن يكون مليئاً بالأشواك.
قد لا نكون مُبالغين إذا قلنا إن شريف إكرامي حارس مرمى الأهلي والمنتخب الأول واحداً من أولئك اللاعبين الذين تخطوا صعوبات كثيرة من أجل الصعود إلى القمة.. حكايته مع الكرة تصلح لأن تكون درساً لمن أراد الصعود رغم محاولات النيل منه.
شريف إكرامى
بينما كان هناك من يضع العراقيل فى طريقه.. كان هو يجتهد ويُكافح من أجل إثبات نفسه.. بينما كان هناك من يحاول "جرّه" إلى الوراء.. كان هو يرفع يده للسماء، داعياً المولّى عزو وجل: "اللهم أنصرنى على من يحاول هدمى".
لا يعرف شريف إكرامى الذى يحتفل اليوم، الاثنين، بعيد ميلاده الـ34 المستحيل.. لا يعرف الاستسلام.. لا يعرف سوى الإصرار والعزيمة، وعندما تتحدث معه تشعر كأنك تتناقش مع سياسى كبير أو دبلوماسى قدير.. يتعامل مع الجميع بحكمته الشديدة وبجذوره الراسخة فى أرض التواضع والاحترام.. لم يُصب بـ"آفة" الغرور.
شريف إكرامي
واجه شريف إكرامى أزمات كثيرة خلال مشواره الكروى لو تعرض لها غيره لاعتزل قبل الثلاثين من عمره.. قالوا إنه يلعب بالوراثة كونه نجل وحش أفريقيا، لكنه أجبر من زعم ذلك أنه يستحق الدفاع عن عرين القلعة الحمراء والفراعنة بفضل مجهوداته وقدراته.. زعموا أنه يهرب من المباريات المهمة.. ولكن فى كل مرة يأتى الرد عملياً وتؤكد التقارير الطبية أنه دائماً على حق ولا يغيب إلا عندما يكون مُصاباً فعلاً أو لأسباب فينة.
وعندما استبعده مارتن يول من بعض مباريات الأهلي الموسم الماضى، وبعدما شن ضده حرباً غير منطقية، جاء رد شريف إكرامى رائعاً ورفض الدخول فى مهاترات وتصعيد الحرب مع المدرب الهولندى ورفع شعار "الأهلي فوق الجميع"، وحافظ على استقرار الفريق ليكسب احترام الجميع.
شريف إكرامي
قد يُخطئ شريف إكرامي فى بعض الأحيان.. فهو لاعب كرة وقبله فهو بشر لكنه لا يُكابر ولا يتعالى.. فـ"كثيراً" ما اعترف بأخطائه وسارع بإصلاحها وتعلّم من أخطائه إلى أن وصل للمكانة التى يستحقها ويُصبح حارس مصر الأول، بمجهوده وإصراره وليس بـ"الوراثة"، كما ادعى البعض عندما يحبو خطواته الأولى فى عالم الساحرة المستديرة.
شريف إكرامي
حقق شريف إكرامى ما يقرب من 15 بطولة قارية ومحلية مع الأهلي ومازال يواصل رحلة الإبداع والدفاع عن عرين ناديه ومنتخب بلاده بخطوات واثقة وبإخلاص شديد، دون أن يلتفت لمن يروّجون شائعات وأنباء كاذبة، أحسن شريف إكرامي عندما رفض الانتباه لها بل ووقف عليها إلى أن صعد للقمة على "جثّتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة