الذهب والغاز الطبيعى سيمثلان خلال السنوات القليلة المقبلة جناحا الصعود بالنسبة للاقتصاد المصرى، فالغاز الطبيعى ستبدأ الدولة المصرية تحقيق الاكتفاء الذاتى منه بحلول 2018 ، فيما تنتظر مصر بعد نجاح مزايدة الذهب الأخيرة التى تم ترسية مناطقها الخمسة على 4 شركات بدء عهد جديد من الاستثمارات التعدينية الضخمة.
حصاد استثمارات الغاز
بدأت مصر بالفعل حصاد استثمارات الغاز الطبيعى بعد دخول المرحلة الأولى من حقول شمال الإسكندرية "حقلا ليبرا وتورس" للإنتاج، والبدء فى ربط انتاجهم على الشبكة القومية للغاز، بطاقة تصل إلى 700 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، فيما تنتظر مصر حدثا عظيما نهاية العام بدخول حقل ظهر إلى الانتاج بطاقة تصل إلى نحو مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى.
المرحلة الاولى من حقول شمال الاسكندرية بالإضافة إلى التنمية المستمرة فى حقل نورس بدلتا النيل البحرية رفعت إجمالى انتاج مصر من الغاز الطبيعى إلى نحو 5.1 مليار قدم مكعب يوميا.
وتضم حقول شمال الاسكندرية إلى جانب حقلا ليبرا وتورس، ثلاثة حقول اخرى هى جيزة – فيوم – ريفين، وتقدر الاحتياطات المكتشفة من الغازات والمتكثفات بالمشروع نحو 5 تريليونات قدم مكعب وحوالى 55 مليون برميل متكثفات، باجمالى استثمارات تقدر بنحو 11.3 مليار دولار.
حقل ظهر
أما الخبر السعيد لمصر هو لحظة ربط حقل ظهر بامتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط على الإنتاج قبل نهاية العام الجارى، حيث تعمل وزارة البترول على التعجيل بربط الحقل قبل نهاية العام الحالى على الإنتاج، حيث تستهدف شركة إينى الإيطالية إنتاج 1.2 قدم مكعب من الغاز الطبيعى قبل بداية 2018، بالتزامن مع بدء الإنتاج من حقل أتول بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط ، التابعة لشركة بى بى الإنجليزية، بطاقة تصل إلى نحو 300 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى.
وتقدر احتياطيات حقل ظهر الحقل الأكبر بالبحر المتوسط بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، فيما تصل استثماراته إلى نحو 12 مليار دولار خلال المرحلة الأولى بنهاية العام الجارى ترتفع لـ16 مليارا طوال فترة المشروع.
فوائد ظهر الاقتصادية
مع ربط حقلا ظهر وأتول على الإنتاج فإن إجمالى إنتاج مصر من الغاز سيرتفع إلى نحو 6.5 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، وهو ما يكفى لتلبية حاجة الاستهلاك المحلى من الغاز، وهو ما يعنى انتهاء استيراد من الخارج من الغاز الطبيعى والذى يتكلف شهريا نحو 220 مليون دولار، وهو ما يعنى توفير 2.6 مليار دولار سنويا.
ويبلغ الإنتاج المحلى لمصر من الغاز الطبيعى حاليا نحو 5.1 مليار قدم مكعب يومياً من الغاز الطبيعى، فيما يتراوح حجم الاستهلاك المحلى ما بين 5.8 – 6 مليارات قدم مكعب يومياً من الغاز.
أهمية اكتشافات حقول المتوسط
أهمية حقول الغاز المكتشفة فى المتوسطة لا تتوقف على الناحية الاقتصادية فقط ولكن فحقل ظهر له ميزة سياسية لمصر بين دول حوض شرق المتوسط ، فمصر تعتمد على الغاز لكى تظل لاعبا رئيسيا فى البحر الأبيض المتوسط ، فهى البلد الوحيد بين دول المتوسط التى تملك بنية تحتية تمكنها من أن تصبح المركز الإقليمى الرئيسى لتداول وتجارة الطاقة بالمتوسط، من خلال محطات الإسالة الواقعة على سواحل المتوسط بدمياط والبحيرة، بالإضافة إلى اتفاقيات مع قبرص واليونان للتعاون في مجال الغاز، وأيضا خطوط وتسهيلات سوميد القادرة على تخزين الوقود ونقله إلى جنوب أوروبا.
122 تريليون قدم احتياطيات مصر من الغاز فى المتوسط
وبحسب الدراسات والتقارير الدولية، فإن منطقة البحر المتوسط تحتوى على ما يقرب من 220 تريليون قدم غاز، يصل نصيب مصر منها نحو 122 تريليون قدم مكعب، وهو ما يعنى أن احتياطات الطاقة الهائلة قبالة سواحل مصر من الغاز ستجعلها تقف على قدميها من جديد، كما سيجعلها تستعيد وزنها السياسى الذى تلاشى حينما أصبحت مصدر مستوردا صافيا للوقود من الخارج، بعد أن كانت مصدرا له قبل 2011.
المعدن الأصفر يبشر باستثمارات ضخمة للبحث فى 10 مناطق
"أليس الذهب فى بلاد أخى كالتراب" هكذا كتب ملك الميتان فى أحد البرديات القديمة إلى صهره أمنحتب الثالث يقول له أخى: أرجو أن تهدينى ذهبا كثيرا لا يحصى وأنى على ثقة من أن أخى سوف يحقق ذلك ويعطينى ذهبا أكثر من الذى حصل عليه والدى "أليس الذهب فى بلاد أخى كالتراب"، فمصر أصبحت قبلة الراغبين فى التنقيب عن المعدن الأصفر بعد نجاح مزايدتها الاخيرة، وعزم وزارة البترول والثروة المعدنية طرح خمسة مناطق جديدة للتنقيب عن الذهب قبل بعد انقطاع وصل إلى نحو 9 سنوات.
المزايدة الاخيرة
أعلنت هيئة الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول عن ترسية المناطق الخمسة بمزايدة الذهب رقم 1 لسنة 2017 على 4 من الشركات الكبرى فى مجال التعدين منها شركة ريسوليوت مصر ليمتد بمنطقتى بوكارى وأم سمرة ، ومنطقة أم الروس على شركة فيرتاس مايننج ليمتد الإنجليزية، ومنطقة أم عود وحنجلية على شركة غاز الشرق المصرية، ومنطقة دهب على شركة غسان سبان للاستثمارات الأسبانية.
مصر تبدأ حصاد نتائج المزايدة قبل نهاية 2020
من المعروف فى اتفاقيات التنقيب عن الذهب أن فترات البحث لا تقل عن 8 سنوات، إلا أن الشركات الفائزة بحق التنقيب فى مزايدة الذهب رقم 1 لسنة 2017 قالت أنها بصدد الإعلان عن كشفها التجارى فى غضون 3 سنوات مثل عرض شركة فيرتياس الإنجليزية، و 5 سنوات مثل عروض شركات غسان سبان وريسوليوت وغاز الشرق، وهو ما يعنى أن بداية انتاج الذهب من هذه المزايدة لن يتأخر عن نهاية عام 2020 ولن يزيد عن 2022.
نصف مليار دولار استثمارات فترة البحث للشركات الخمسة
وتنتظر مصر أن تنفق الشركة الواحدة خلال فترة البحث مبلغا لن يقل عن 100 مليون دولار لحين الإعلان عن الكشف التجارى للذهب، بحسب ما يقول مسئول بهيئة الثروة المعدنية رفض ذكر إسمه، مضيفا بعد الإعلان عن الكشف التجارى والبدء فى الإنتاج الفعلى للذهب فإنه من المنتظر أن تضخ الشركة الواحدة ما يتراوح بين 600 مليون دولار إلى مليار دولار استثمارات على المنجم والمصنع والبنية الأساسية للمشروع.
بداية تشغيل المناجم الخمسة
وأضاف المسئول: ننتظر أن تكون بداية الإنتاج بالنسبة للشركات الخمسة من 2 إلى 4 طن سنويا من الذهب فى بداية التشغيل، كمرحلة أولى من الإنتاج ، مضيفا أن هذه المزايدة تأتى بعد انقطاع عن طرح مزايدات منذ عام 2009 ، مشيرا إلى أن وجود شركات عالمية كبرى تعمل فى مجال التعدين والبحث عن الذهب يعنى البداية الحقيقية لتدشين هذه الصناعة فى مصر .
وتوقع المسئول بهيئة الثروة المعدنية أن تشغل هذه الشركات بين 400 – 500 عاملا خلال فترة البحث تزيد إلى 1500 عاملا بعد الإعلان عن الكشف التجارى، وهم العمالة المباشرة، أما العمالة غير المباشرة فيكاد يصل عدد المستفيدين من وراء الشركة الواحدة إلى نحو 30 إلى 50 ألف عامل فمنهم من يعمل فى الشركات المساعدة لشركات التعدين، مثل الشركات الموردة للأغذية ، والشركات العاملة فى مجال خدمة المعدات الثقيلة ، وشركات تجهيز الكهرباء .
مصر تملك 450 طن ذهب احتياطيات مؤكدة
وبحسب بيانات رسمية من وزارة البترول فإن احتياطيات مصر المؤكدة من الذهب تصل إلى 15.5 مليون أوقية تعادل نحو 450 طن ذهب، وهى احتياطيات منجم السكرى فقط، ومن المتوقع أن تزيد تلك الاحتياطيات مع نجاح الشركات الفائزة فى المزايد من تحقيق اكتشافات تجارية.
فبحسب المسئول لا نستطيع تقدير حجم الاحتياطى المصرى من الذهب سوى فى منجم السكرى لأن الدراسات الاقتصادية التى ستنفذها الشركات تختلف عن الدراسات الأولية التى نفذتها الهيئة، قائلا فى منتصف الثمانينيات أعلنت شركة مينكس الأمريكية أن احتياطيات منجم السكرى لن تتجاوز 40 طن، لكن بفضل التكنولوجيا الحديثة لشركة سنتامين الاسترالية التى تدير منجم السكرى، فإن المنجم انتج نحو 90 طن ذهب فى فترة 7 سنوات منذ بدء الإنتاج فى 2010.
وتوقع المصدر أن تشارك الشركات الفائزة فى المزايدة الحالية بالإضافة إلى السكرى، بنحو 2 -3 مليار جنيه.
وقال المصدر من المتوقع مع بدء تشغيل المناجم الجديدة فإن العائد على الموازنة العامة للدولة سيرتفع إلى نحو 3 مليارات جنيه، بدلا من مليار جنيها سنويا تحصل عليه الدولة من أرباحا من السكرى.
120 موقع ذهب فى مصر
يبلغ عدد المواقع المعروفة للذهب فى مصر أكثر من 120 موقعا منذ أيام الفراعنة، تقع كلها بالصحراء الشرقية، حيث توجد رواسب الذهب ضمن صخور القاعدة فى عدة أشكال أهمها عروق المرو الحاملة للذهب فى مناطق (السد السكرى ) والقواطع النارية الحاملة للذهب فى منطقة فاطيرى ونطاقات الحديد الشرائط الحاملة للذهب فى منطقة وادى كريم والرواسب الوديانية الموجودة فى مناطق أم عليجة.
وتتوزع مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية إلى 4 قطاعات، هى القطاع الشمالى الموجود شمال طريق سفاجا – قنا ويضم مناجم (فاطيرى –روح الحديد- أم بلد) والقطاع الأوسط ويمتد من جنوب طريق سفاجا – قنا حتى جنوب طريق إدفو مرسى علم ويضم حوالى 62 موقع للذهب أشهرها مناطق السد –أم الروس –البراميه- السكرى –دنجاش –أبومروات).
وهناك القطاع الجنوبى الشرقى الموجود جنوب برانيس على البحر الأحمر ويضم حوالى 7 مواقع أشهرها (حوتيت – روميت - كروبباى ) والقطاع الجنوبى ويقع فى نطاق وادى العلاقى ويضم حوالى 19 موقع موقع للذهب أشهرها (أم جريات- جيمور –أم الطيور – سيجه – شاشوبة.
ومن أهم المناجم فى مصر هى منجم فطيرى – أبو مروات وسمنه والعرضية والحمامة ومنجم أم الروس – منجم أم سمرا – البراميه وعتود وأم عود ومنجم دنجاش وأم عليجة ومنج الحديد والشرائطئ الحامل للذهب بوادى كريم منجم ساموت.
وتعتزم وزارة البترول طرح مزايدة ذهب جديدة قبل نهاية العام الحالى للبحث عن الذهب بخمسة قطاعات بالصحراء الشرقية.
أما الدكتور جمال القليوبى استاذ هندسة البترول والطاقة وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للبترول ، فيرى ما يحدث فى قطاع البترول من خلال اكتشافات الغاز الطبيعى وطرح مناقصات ناجحة فى قطاع الثروة المعدنية للتنقيب عن الذهب يعد شهادة جيدة للاستثمار فى القطاع التعدين المصرى ، مشيرا إلى أن تصنيف الدول الكبرى يعتمد على تحقيقها الاكتفاء الذاتى من الطاقة ، وأن تغير مصادر دخلها بما يتماشى مع التحديات الجديدة التى تواجهها بالإضافة إلى أن تصبح مؤثرة.
وأضاف سنحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز ، كما ان سياسة الوزارة تستهدف انتاج مليون أوقية ذهب سنويا.
عدد الردود 0
بواسطة:
امير عادل
الخير على قدوم الواردين
منذ اللحظه الأولى لقدوم الرئيس عبد الفتاح السيسى و تنهال الأكتشافات المعدنيه