السينما تظل هي الأرشيف للأحداث الكبرى، ونحتفل هذا الشهر بذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952 وقدم صناع السينما الكثير من الأعمال عن ذلك الحدث الذي غير مصر وخريطة العالم آنذاك وكان للسينما المصرية دور عظيم في مباركة الثورة من خلال رصدها وتوثيقها وذلك حينما خلدتها بمجموعة من الأفلام المتميزة التي قُدمت على الشاشة حيث رصدت كيف تم التخطيط لها ونتائجها الإيجابية وأخرى قدمت السلبيات وهناك أفلام خلدت الثورة العظيمة فى أذهان وقلوب المصريين على مر الأجيال.
افلام تناولت ثورة 23 يوليو وتحدثت عن إيجابياتها وسلبياتها
لكن للأسف لم تقدم السينما المصرية الثورة بشكل جيد يليق بها فمجموعة الأفلام السينمائية التي تحدثت عن الثورة ليست كثيرة ولم تنقل الحدث بكل تفاصيله ولم تكن على مستوى الحدث، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى تأخر السينما المصري في هذا الوقت فقد كانت سينما واقعية فقيمة الثورة الحقيقية لم تظهر على شاشة السينما بشكل جيد إلا في فترة الستينات، فقد قدمت السينما أعمالا سينمائية جيدة لم تتحدث عن الثورة بشكل مباشر ولكنها تناولت أمورا وقضايا متعلقة بها مثل التأميم والوطنية والقومية ولا يوجد عملا فنيا يليق بقيمة الثورة الحقيقية.
فيلم شروق وغروب
وعبرت السينما عن الثورة وأهدافها ونتائجها بصورة إيجابية منها "رد قلبي" لمريم فخر الدين وشكري سرحان وأحمد مظهر و "الباب المفتوح" لفاتن حمامة و "بورسعيد" لفريد شوقي وهدي سلطان و "الأيدي الناعمة" لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار و" الحقيقة العارية " لماجدة ومن ناحية أخرى، أنتجت السينما أفلاما أخرى لمهاجمة العصر الملكي وسلبياته وإخفاقاته مثل أفلام: غروب وشروق، القاهرة 30، بداية ونهاية، في بيتنا رجل، وعبرت تلك الأفلام عن حقبة تاريخية هامة في تاريخ مصر وهي الملكية .
فيلم الله معنا
كان لفيلم " الله معنا " لعماد حمدي وفاتن حمامة السبق في تناول الحدث وكان من إرهاصات الثورة وهو عن قصة الأيب الكبير إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد بدرخان وشارك في بطولته أيضا محمود المليجي، ماجدة شكري سرحان، وحسين رياض والفيلم كان يتناول ذهاب الضباط للمشاركة في حرب فلسطين ثم إصابتهم مما أدى إلى غضب بين رجال الجيش، ويتكون تنظيم الضباط الأحرار لكي ينتقموا للوطن وتنتهي الأحداث بالإطاحة بملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم.
افلام تناولت ثورة 23 يوليو
أما الأفلام التي انتقدت الثورة وركزت في أحداثها على مراكز القوى والاعتقالات والتعذيب في السجون كان منها "الكرنك"، "احنا بتوع الأتوبيس"، والتي أظهرت القمع والظلم الذي كان تعرض له المواطن.
ومن الأفلام المهمة والتي تعتبر أيقونة من أيقونات ثورة يوليو فيلم "رد قلبي" والذي يعد من أهم الأفلام التي تناولت معاناة الشعب المصري قبل ثورة يوليو من خلال قصة حب الأميرة "إنجي" ابنة الباشا لابن الفلاح البسيط "علي"، والذي يصبح ضابطا في الجيش وتمر الأيام حتى تندلع الثورة وبعد ذلك يتمكنان من الزواج، وقد تم تصنيف الفيلم في المركز الثالث عشر ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد عام 1996 في احتفالية مئوية السينما المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة