قناديل البحر ،الجراد ،الحشرات ،الفأر ،البعوض ،الضفدع ،والضب ،وغيرهم من الحشرات والحيوانات الغريبة، أصبحنا نسمع عن شعوب تتناولها خاصة الآسيوية، ومع الانفتاح وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى، وانتشار مقاطع طهى مثل تلك الأنواع والتى قد تصيب البعض باشمئزاز، تواصل اليوم السابع ،مع دار الافتاء المصرية لإبداء الرأى الشرعى، والباحث فى آراء الفقهاء يجد ان هناك مذاهب تحل أكل بعضها! ،وهو ما لم يعلمه الكثيرون كالمذهب المالكى.
وبالقراءة فى المذاهب الأربعة نجد أن هناك خلافا حول أكل الحشرات بين التحريم المطلق وبين تحريم بعضها ووضع شروط لأكلها، الآراء المعتبرة التى أمدتنا بها دار الإفتاء تناولت تلك الأمور بالتفصيل، لنجد ان كثيرا من المعلومات قد تكون جديدة على كثير منا إلا أنها ثابتة بكتب الفقه ومعلومة لدى علماء الدين، فقالت دار الافتاء بالنسبة لقنديل البحر أنه يجوز تناوله ما لم يترتب على أكله ضرر، أما بالنسبة لتناول الحشرات فيرى جمهور العلماء حرمة أكل جميع الحشرات ، لاستخباثها ونفور الطباع السليمة منها ، وفي التنزيل في صفة النبي صلى الله عليه وسلم : { ويحرم عليهم الخبائث }، وهذا مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة ،واستثنوا من ذلك الجراد فإنه مما أجمعت الأمة على حل أكله ، وقد استثنى الشافعية والحنابلة الضب لثبوت جواز أكله فى السنة الصحيحة فى حديث خالد بن الوليد وأنه أكله بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم، وزاد الحنابلة أيضا اليربوع ويسمى احيانا الجربوع ويشبه الفأر، وكذلك الوبر وهو من الثديات ويشبه ايضا الفأر فقالوا : بإباحة أكلهما ، وزاد الشافعية عليهما أم حبين وتشبه السحلية ، والقنفذ ، وبنت عرس وهي من فصيلة العرس فيباح أكلها،وذهب المالكية إلى حل جميع أصناف الحشرات .
الجراد اجمع على حل اكله
الضب يجوز أكله عند الشافعية و الحنابلة
اليربوع يجوز أكله عند الحنابلة
الوبر يجوز اكله عند الحنابلة والشافعية
ام حبيين يجوز اكلها عند الشافعية
القنفد يجوز اكله عند الشافعية والحنابلة
بنت عرس يجوز اكلها عند الشافعية
وهناك فريق آخر يحرم أكل تلك الحشرات فقد قال الإمام النووى الشافعى فى "المجموع شرح المهذب" : (وأما) الحشرات فكلها مستخبثة وكلها محرمة سوى ما يدرج منها وما يطير فمنها ذوات السموم والإبر كالحية والعقرب والذنبور ومنها الوزغ وأنواعه كحرباء الظهيرة والعطا وهي ملساء تشبه سام أبرص وهي أخس منه واحدتها عطاء وعطانه فكل هذا حرام ويحرم النمل والذر والفار والذباب والخنفساء والقراد والجعلان وبنات وردان وحمارقان والديدان إلا دودا لجبن والخل والباقلا والفواكه ونحوها من المأكول الذي يتولد منه الدود ففي حل أكل هذا الدود ثلاثة أوجه (أحدها) يحل (والثاني) لا (وأصحها) يحل أكله مع ما تولد منه لا منفردا ويحرم
اما من احل اكل الحشرات فقد ذهب المالكية إلى أن من أنواع المباح خشاش الأرض كالعقرب والخنفساء والجندب بضم الجيم وبنات وردان أى الصراصير والنمل والدود والسوس فالذكاة تعمل في هذا النوع بما يموت به قياسا على الجراد والمقصود بتذكية الحشرات عند المالكية كل فعل يموت به كقطع جناح أو رجل أو إلقاء بماء بشرط أن يسبق ذلك بالنية والتسمية ،لأنه ليس له نفس سائلة فيكون مباح الأكل إن قبلته طبيعة الآكل وإلا فلا يجوز حيث ترتب عليه ضرر لأنه قد يعرض للمباح الطاهر ما يمنع أكله كالمريض إذا كان يضر به نوع من الطعام فلا يجوز أكله.
العقرب يجوز أكله عند المالكية
الخنفساء يجوز اكلها عند المالكية
السوس يجوز اكله عند المالكية
الجندب يجوز أكله عند المالكية
النمل يجوز اكله عند المالكية
وفي ذلك يقول الإمام أبو سعيد البراذعي فى "التهذيب في اختصار المدونة" ولا بأس بأكل اليربوع والخَلْد والوَبْر والحيات إذا ذُكي ذلك. قال مالك: وإذا ذُكيت الحيات في موضع ذكاتها فلا بأس بها لمن احتاج إليها ولا بأس بأكل خشاش الأرض وهوامها، وذكاة ذلك كله كذكاة الجراد.
الدود يجوز أكله عند المالكية
بنات وردان "الصراصير" أجاز اكلها المالكية
السوس أحل اكله المالكية
وانتهت دار الإفتاء إلى أنه ومما سبق فخروجا من الخلاف يستحب عدم أكل هذه الحشرات والديدان ومن احتاج لذلك فليقلد مذهب المالكية.
