أكد مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط، قونج شياو شنج، على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس الفلسطينى، محمود عباس، إلى الصين، يوم الاثنين القادم، مشيرا إلى التطلعات الكبيرة لدى الجانبين الصينى والفلسطينى، تجاه تلك الزيارة التى تعد الرابعة للرئيس الفلسطينى للصين.
وأشار قونج، إلى الاهتمام البالغ الذى يوليه الجانب الصينى للترتيب للزيارة، التى من المقرر أن يقوم بها محمود عباس، إلى بلاده فى الفترة من 17 إلى 20 يوليو الجارى، تلبية لدعوة من نظيره الصينى شى جين بينج، حيث سيجرى خلالها مباحثات ولقاءات مع الرئيس شى، ورئيس مجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء) لى كه تشيانج، ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، تشانج ده جيانج، لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية والقضايا الأخرى محل الاهتمام المشترك.
وكشف النقاب عن أنه من المتوقع أن يوقع الجانبان الصينى، والفلسطينى، خلال الزيارة اتفاقات معنية بالمساعدات ومشروعات التعاون، لافتا إلى أن الصين لم تتوقف قط عن مساعدة الفلسطينيين منذ إنشاء حركة التحرير الوطنى الفلسطينى فى ستينيات القرن الماضى.
وقال - فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "شينخوا" الصينية الرسمية، اليوم الجمعة - إنه إلى جانب المساعدات الإنسانية، تواصل الصين تقديم المعونات والمساعدات بكافة أشكالها إلى الجانب الفلسطينى عبر منظمات أممية مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، معربا عن أمله فى أن "تعود هذه المساعدات بالخير وبفوائد واقعية ملموسة على الشعب الفلسطينى".
وصرح المبعوث الصينى إلى الشرق الأوسط، بأنه وخلال زيارته الأخيرة لفلسطين، ذكر له الرئيس عباس، وقيادات فلسطينية أخرى، أن الوضع الراهن فى الشرق الأوسط معقد ودقيق وحساس للغاية، لذا فهم يريدون الاطلاع على وجهات نظر القادة الصينيين حيال الوضع والحصول على تأييد ودعم الجانب الصينى.
وأشار قونج، إلى أن الجانب الصينى قام بترتيبات خاصة للتحضير لزيارة الرئيس عباس وهذا يدلل على مدى اهتمام الصين بالقضايا الشرق أوسطية بوجه عام والقضية الفلسطينية بوجه خاص، واصفًا الرئيس عباس، بأنه "صديق قديم" للصين، حيث قام بزيارة للصين فى مايو 2005، أى بعد عدة أشهر فقط من انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية فى بداية نفس العام.
وفى معرض حديثه عن مستقبل القضية الفلسطينية فى ظل المستجدات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ذكر مبعوث الصين الخاص، أن الوضع فى المنطقة حرج جدا، وأنه من السابق لأوانه التكهن بتأثير تلك المستجدات على القضية الفلسطينية الجوهرية.
وتابع إن "الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى أو الصراع العربى – الإسرائيلى، يمثل لب القضايا فى الشرق الأوسط، ومع التطورات التى عاشتها المنطقة فى السنوات الأخيرة برزت القضايا العراقية والسورية والليبية واليمنية إلى جانب ظهور تنظيم داعش وانتشار وباء الإرهاب، وهذا يثير قلقا شديدا لدى ويلقى متابعة مكثفة من دول العالم، بما فيها الصين"، ولكن "على كل حال نأمل فى أن تهدأ الأوضاع بالمنطقة وتحل ما تشهده من معضلات ومنها القضية الفلسطينية عبر التسويات السياسية"، هكذا قال قونج شياو شنج، مؤكدا أن الصين تود بذل المزيد من الجهود لتحقيق ذلك.
وشدد على أنه "القضية الفلسطينية ستظل فى بؤرة الاهتمام الدولى، فالشعب الفلسطينى يتوق حقا إلى السلام"، مؤكدا أنه من الأهمية بمكان أن يعمل قادة دول العالم وساستها على الدفع نحو حل القضايا الشرق أوسطية ومنها قضية فلسطين عبر الحوار والمفاوضات للحيلولة دون حدوث مزيد من التصعيد.
كان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، قنج شوانج، أعلن يوم الثلاثاء الماضى، عن موعد زيارة عباس إلى بكين، مؤكدا على دعم الصين للقضية العادلة للشعب الفلسطينى وحقه فى استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ومعربا عن رغبة بلاده فى الاضطلاع بدور بناء فى دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط قدما.
وأشار قنج، إلى رغبة الصين فى تعميق الصداقة التقليدية بينها وبين فلسطين ودفع التعاون بين الجانبين قدما على نحو شامل، مؤكدا عزم الجانبين على توسيع التعاون بينهما فى شتى المجالات.
كان الرئيس الصينى شى، وجه من مقر جامعة الدول العربية، فى القاهرة، فى يناير 2016، نداء إلى المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام سياسيا وتدعيم عملية إعادة الإعمار اقتصاديا، بما يمكن الشعب الفلسطينى من رؤية نور الأمل فى وقت قريب، مؤكدا دعم الصين بحزم لعملية السلام فى الشرق الأوسط.