قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن الجدل المثار حاليًّا حول تسمية خليفة زعيم تنظيم "داعش" أبى بكر البغدادى يعد دليلًا يؤكد صحة خبر مقتل البغدادى، التى حاول قادة التنظيم إخفاءها لعدة شهور، إضافة إلى أنه مؤشر آخر على وجود صراع داخلى على الزعامة ينذر بحدوث انشقاقات وتصدعات فى جسد التنظيم، وذلك على غرار ما جرى فى أعقاب الصراع على زعامة تنظيم "بوكو حرام" فى نيجيريا.
وأوضح المرصد أن قائمة الأسماء المرشحة لتولى زعامة التنظيم الإرهابى كبيرة، تضم أسماءً كثيرة وذات خلفيات متعددة، أبرزها جلال الدين التونسى، زعيم التنظيم الإرهابى فى ليبيا، وأبرز المرشحين لقيادة التنظيم، وهو إرهابى تونسى، اسمه الحقيقى محمد بن سالم العيونى، من مواليد 1982 بمنطقة المساكن التابعة لمحافظة سوسة الساحلية، هاجر إلى فرنسا منذ تسعينيات القرن الماضى، وتمكَّن من الحصول على الجنسية الفرنسية، وخلال عام 2011 عاد العيونى إلى تونس، ومنها انتقل إلى سوريا للمشاركة فى القتال، وأعلن عام 2014 انضمامه للتنظيم، بعد أن قتل آمر "كتيبة الغرباء"، ليتولى قيادتها حتى أصبح من أهم القيادات فى التنظيم المقربة من أبى بكر البغدادى.
وقد قام البغدادى العام الماضى بتعيينه أميرًاللتنظيم فى ليبيا لما يتمتع به من قدرات قتالية وتنظيمية كبيرة ولعلاقاته القوية مع التنظيمات الإرهابية فى شمال أفريقيا، خاصة أن التنظيم يرغب فى التغلغل فى مناطق الشمال الأفريقى لتعويض خسائره المتتالية فى سوريا والعراق.
والمرشح الثانى لخلافة البغدادى هو أبو محمد الشمالى، زعيم التنظيم الإرهابى فى سوريا، واسمه الحقيقى طارق الجربا، سعودى الجنسية ويشرف على عمليات تهريب المقاتلين والأموال والمعدات إلى سوريا عبر الحدود التركية، وقد رصدتالولايات المتحدة الأمريكية مبلغ 5 ملايين دولار لمن يرشد أو يساعد فى القبض عليه.
كما يأتى على لائحة خلافة البغدادى اثنان ينتميان إلى جزيرة "لاريونين"، وهما: فابيان كلين، 37 عامًا، وشقيقه جان مايكل، 34 عامًا، خاصة أن فابيان يعد المسئول الأول عن مجزرة باريس التى راح ضحيتها 129 شخصًا، إضافة إلى أعمالهالكثيرة فى تجنيد المقاتلين بأوروبا والتنسيق معهم للعمليات الإرهابية هناك.
ومن المفترض أن فابيان يعيش حاليًّا فى سوريا، خصوصًا بعد ما ظهر تسجيل صوتى منسوب إليه يعلن فيه مسئوليته عن مجزرة باريس.
وأكد المرصد أن الصراع بين الأسماء المرشحة ينذر بسباق بينهم لتنفيذ العمليات الإرهابية النوعية التى تثبت أحقية كل منهم بزعامة التنظيم وخلافة البغدادى، خاصة أن كلًّا من المرشحين يملك مناطق نفوذ وشبكة علاقات قوية وعناصر مدربة تملك خبرات كبيرة.