رياضة "مصارعة الثيران"، تعد من أقدم الرياضات الأسبانية، والتى يتم التسابق فيها بإطلاق مجموعة ثيران قوية صحيحة البنية، وخلال ذلك يجرى الرجال والنساء المشاركون فى السباق أمام الثيران، بملابسهم ذات اللون الأحمر، الذى يثير الثور، ويهرولون فى الممر المخصص لذلك حتى يصلوا إلى حلبة المصارعة.
وتعتبر "مصارعة الثيران"، من أخطر الرياضات على من يمارسونها، إذ أن المصارع لا تتوفر لجسده الحماية الكافية من قرون الثور التى تكون حادة، كما أن الثور يكون قويًا ضخمًا، ولعل أكثر المدن الأسبانية شهرة فى تنظيم تلك الرياضة، هى مدينة بامبلونا، وهى المدينة التى يؤكد مجلسها، ومؤسساتها، ومواطنيها، عن رغبتهم فى إعادة التأكيد على الالتزام القوى والمطلق للقضاء على هذه الآفة من المدينة ومنع هذه الاحتفالات.
واليوم الثلاثاء، انطلقت، فعاليات مهرجان مصارعة الثيران بأحدى المدن الأسبانية، الذى هو أحد الطقوس والرياضات الخاصة والعريقة فى أسبانيا، والذى عادة ما يستمر عدة أيام متتالية، إلا أن اليوم انتهى دون وقوع إصابات.
وشهدت كذلك، مدينة بامبلونا، بشمال أسبانيا - وهى عاصمة النافار فى أسبانيا، تيمنا بقديس المحافظة المدعو سان فيرمان - مهرجان "سان فيرمن" للركض مع الثيران، الذى نظم على مدار أسبوع كامل، بدء يوم الجمعة، الموافق 7 يوليو الجارى، وحتى يوم الجمعة الماضى، الموافق 14 يوليو، ويتنافس مئات الأشخاص فى السباق مع 6 ثيران، يزن بعضها أكثر من 600 كيلو جرام، على مسار متعرج من خلال الشوارع الضيقة إلى حلقة الثور فى المدينة، والذى يبلغ طوله 848.6 متر، أى أكثر من نصف ميل، حيث يقتل الحيوانات فى مصارعة الثيران أو كوريدا، خلال هذا المهرجان.
وبعد أن تنتهى المطاردة الصباحية، تنقل الثيران إلى الحلبة، بعد الظهر، حيث تواجه مصارعى الثيران، والمسابقة التى تقام فى بامبالونا، هى الأكبر بين عدة مسابقات محلية تقام عبر أسبانيا كل عام.
وفى اليوم الأخير، لمهرجان "سان فيرمن"، أصيب 10 متسابقون، نتيجة نطحات الثيران، ولم تكن تلك الإصابات هى الوحيدة، بل أصيب 4 أشخاص بجروح، فى اليوم الأول من المهرجان، 3 منهم مصابين بقرن الثور فى البطن والصدر والساق، بإصابات خفيفة، وأشارت صحيفة "الموندو" الأسبانية – حينذاك - إلى أنه تم نقل المصابين الأربع إلى مستشفى نافارا، بعد إصابتهم، وكانت الحصيلة النهائية للسباق، عشرات الإصابات، ولكن دون وقوع وفيات.
ولم تكن نطحات الثيران للمتسابقين، هى المشهد الوحيد البارز خلال فعاليات المهرجان، حيث أوضحت الصحيفة، أن المجلس المحلى لحماية مدينة بامبلونا، قال إن قوات الأمن، تلقت العديد من الشكاوى حول التعرض للاعتداء الجنسى المرتبطة باللمس فى الساعات الأخيرة من اليوم الأول، من مهرجان "سان فيرمين"، وشكوى آخرى من سوء المعاملة.
ومن المشاهد البارزة أيضًا فى السباق هذا العام، سقوط ثور، فى البحر، أثناء فعاليات مهرجان الركض مع الثيران، الذى نظم فى بلدة دانية الساحلية، فى مقاطعة لقنت، جنوب شرق أسبانيا، وهى البلدة المطلة شواطئها على البحر الأبيض المتوسط.
وسقط الثور، أثناء مطاردته لعدد من المشاركين فى المهرجان، اللذين حاولوا الهروب من الإصابة بـ"نطحة" من قرون الثور، فانزلقوا على حافة حلبة المصارعة المطلة على البحر، وسقطوا فى المياه، وكان الأمر ذاته مع "الثور"، الذى هو الأخر توازنه وسقط، مما دفع عدد من القائمين على تنظيم المهرجان، إلى استخدام قارب لسحب الثور إلى الشاطئ.
ورغم عنف وقسوة تلك الرياضة التى تواجه انتقادات كبيرة، إلا أن آلاف السياح، يتوافدون من جميع أنحاء العالم، على أسبانيا، ليركضوا أمام الثيران إلى جانب السكان المحليين، مما يجعل مهرجان "سان فيرمان"، الأكثر شهرة بين أمثاله فى أسبانيا خلال أشهر الصيف، ويقدر زواره سنويا، بثلاثة ملايين شخص، خلال 9 أيام من المهرجان.
ولهذا المهرجان تاريخ طويل ومتجدر فى الثقافة الأسبانية، منذ قرون، أما شهرته العالمية، فاكتسبها منذ القرن العشرين، بفضل الكاتب الأمريكى، أرنست همنجواى، الذى ساهم فى جعله مهرجانا شعبيا من خلال الكتابة عنه فى إحدى رواياته، وهى رواية (الشمس تشرق أيضا).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة