أقرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA نظامًا للتخلص من أرشيفات السجلات القديمة، ومن المقرر أن تبدء الوكالة فى تدمير السجلات القديمة المتعلقة بتسريبات المعلومات السرية فى أغسطس المقبل، وترى الوكالة أن عليها إقناع منتقدى تنفيذ الخطة أولاً قبل البدء فى التنفيذ.
وأفادت صحيفة دايلى بيست الأمريكية، أن إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية أعربت عن موافقتها المبدئية على اقتراح وكالة المخابرات المركزية للتخلص من عدة أنواع من السجلات بعد 30 عامًا من الاحتفاظ بها.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، تشمل تلك السجلات، الملفات المرتبطة ببعض التسريبات والسجلات الطبية وملفات السلوك المتعلقة بالظباط الأمريكيين، وسجلات بها معلومات عن التصاريح الأمنية لبعض الأشخاص، وملفات التجسس وتقارير تعويض العمال فى الخارج وملفات الإحالة.
صورة أرشيفية من انقلاب 1953 فى ايران
كما يشمل الاقتراح أن يتم الاحتفاظ بالملفات، ولكن يمكن التخلص منها بعد 30 عامًا من غلق القضية.
وأفادت الصحيفة، أن إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية نصحت وكالة الاستخبارات أن تتخلص من الملفات التى ليس لها ثقلاً تاريخيًا فقط.
جزء من الوثائق المسربة
وقدمت الـCIA الخطة المذكورة فى أكتوبر من العام 2012، ووافقت عليها إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية فى 5 يونيو الماضى بمدة سماح 45 يومًا قبل أن تدخل حيز التنفيذ، فيما يعترض الناشطون على محو وثائق من أرشيفات أكثر الوكالات الحكومية سرية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الـ CIAلم تعلن عن محتويات الملفات التى سيتم التخلص منها، ولكنها قالت إن الملفات التى ستشملها الخطة فى التخلص منها لا تحتوى على معلومات ذات قيمة بحثية.
الدور الامريكى والبريطانى فى الاطاحة بالأنظمة
ولفتت الصحيفة إلى تصاريح المسئولين فى وكالة الاستخبارات بأنهم "متحمسون جداً لتدمير السجلات المطروحة"، بينما يحذر مدير مبادرة "حرية تداول المعلومات"، نيت جونز، أن المعلومات التى تنوى الوكالة تدميرها قد تحتوى على معلومات مهمة جدًا للباحثين، وأن "تدميرها سيكون خطأ كبيرًا"، وأشارت الصحيفة إلى الملفات التى تم تسريبها الشهر الماضى عن دور الـCIA فى تدبير الانقلاب فى إيران عام 1953.
وأضافت مجلة "فورين ريليشنز" الأمريكية، فى عددها الأخير، أن المعلومات المسربة عن وثائق وكالة الاستخبارات الأمريكية التى كشفت عن الدور الذى لعبته الوكالة فى الإطاحة بالنظام الإيرانى تحت قيادة رئيس الوزراء الإيرانى آنذاك، محمد مصدق، والمعروفة بالحروف المختصرة "عملية TPAJAX"، قد تم حذفها وهو ما يعد خسارة كبيرة جداً نظراً لأهميتها التاريخية، وأكدت أن تلك الوثائق لم تعد موجودة ولا يمكن تعويضها.
عملية الـTPAJAX
وأشارت المجلة إلى طلب وكالة الاستخبارات الأمريكية تدمير رسائل البريد الالكترونى لـ22 مسئولاً بالإدارة الامريكية، وهو ما رفضته إدارة الأمن القومى للأرشيفات.
وثائق عملية المخابرات الأمريكية المسربة
فيما أبدى ماثيو إيد، ضابط المخابرات السابق والمؤرخ، حيرته من السبب وراء احتفاظ الوكالة بوثائق تفوق عدد وثائق مكتبة الكونجرس أضعافاً.
محمد مصدق بعد الانقلاب عليه
وبما أن المواطنين الأمريكيين لا يستطيعون الإطلاع على سجلات وكالة الاستخبارت المركزية الـ"سى أى إيه"، فتعتمد على حكم إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية فيما يتم الاحتفاظ به، وما يتم التخلص منه.