انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى معلومات مغلوطة حول انخفاض منسوب المياه فى بحيرة ناصر ووصوله إلى "السعة الميتة"، وأن مصر تعانى حاليا من جفاف غير مسبوق بسبب بدأ التخزين فى بحيرة سد النهضة، وهو ما ينذر بكارثة، توقف توربينات السد العالى، وبوار الأراضى الزراعية. واستند مروجو الشائعات إلى التصريحات التى أعلنها مسئول فى وزارة الموارد المائية والرى منذ فترة، أن مصر تعرضت لأسوأ فيضان منذ 100 عام، إلا أن هذا التصريح تم فهمه بشكل خاطئ، حيث يوضح الخبراء أن أسوأ فيضان حدث بعد بناء السد العالى كان فى الفترة من 1979 حتى عام 1987 لأن هذه السنوات المتتالية انخفض منسوب البحيرة من 177.20 متر إلى أدنى منسوب منذ إنشاء السد وبلغ 150.78، لكن العناية الإلهية أنقذت مصر فى عام 1988 من توقف توربينات السد العالى وبوار مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية، وانتهى موسم الجفاف وبدأت مياه البحيرة فى الارتفاع حوالى 18 متر بسبب قوة الفيضان.
وتعتبر بحيرة ناصر هى أكبر بحيرة صناعية فى العالم، تقع فى مصر جنوب مدينة أسوان، وشمال السودان، واسم بحيرة ناصر يطلق على الجزء الأكبر الذى يقع داخل حدود مصر ويمثل 83% من المساحة الكلية للبحيرة أما الجزء المتبقى الواقع داخل حدود السودان فيطلق عليه اسم بحيرة النوبة، التى تكونت نتيجة المياه المتجمعة خلف السد العالى بعد إنشائه الذى استمر من عام 1958 إلى عام 1970، وأطلق عليها بحيرة ناصر نسبة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد العالى إلى 164 مليار متر مكعب من المياه، حيث تستطيع استيعاب الفيضان بالكامل لمدة سنتين، وتنقسم سعة البحيرة إلى 3 أقسام، الأول ويقع أسفل البحيرة وهو مخصص للتخزين الميت وتصل سعته التخزينية إلى 31 مليار متر مكعب من الطمى، وهو يستوعب الطمى القادم مع الفيضان لمدة 500 عام بدون التأثير على السعة التخزينية لمياه الفيضان، ثم يلى ذلك التخزين الحى لكميات كبيرة من الفيضان.
من جانبه أكد المهندس عبد اللطيف خالد خالد رئيس قطاع توزيع المياه بوزارة الرى، أن مناسيب بحيرة ناصر طبيعية، وكون أنها تنخفض فى مثل هذا الوقت من العام فهذا أمر طبيعى وبيحدث لأنه يتم صرف أقصى كميات من المياه فى موسم الصيف "أقصى الاحتياجات"، ومع ذلك فهى لم تنخفض والمنسوب ثابت منذ 3 أيام، موضحاً أن السنتيمتر الواحد فى بحيرة ناصر 52 مليون متر مكعب.
وأضاف خالد فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن فيضان العام الحالى حول المتوسط وأفضل من العام الماضى، وان كان لابد من الاستمرار فى سياسات الترشيد، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد أن يجزم بشكل الفيضان المقبل الذى سيبدأ أول أغسطس، لأن الظواهر الطبيعية تجعل التنبؤ بالفيضان أمراً صعباً.
ووفقاً لتقارير وزارة الرى، فإنه يتم صرف كميات المياه من بحيرة السد العالى حسب الاحتياجات المائية لجميع الأغراض، والتى تبلغ ذروتها فى موسم أقصى الاحتياجات "الصيف"، حيث تصل كمية المنصرف من المياه خلال هذه الفترة 240 مليون متر مكعب يومياً، بينما تصل كميات المنصرف من المياه خلال موسم أقل الاحتياجات المائية "الشتاء" حوالى 80 مليون متر مكعب يوميا، وتستقبل مصر مياه الفيضان من الهضبتين الإثيوبية والاستوائية، ولديها شبكة رصد جيدة تمتد على مجرى النهر خاصة بعد زيادة معدلات التعاون مع دول حوض النيل، بالإضافة إلى الاستعانة بصور الأقمار الصناعية أو ما يرصد من خلال هيئة الأرصاد العالمية، وشبكات الرصد التنبؤ بالفيضان، ووضع السيناريوهات المختلفة للتعامل معه.