فيصل سليمان أبومزيد يكتب: كولومبس وأحزاب ردائها الدين

الأحد، 02 يوليو 2017 06:00 م
فيصل سليمان أبومزيد يكتب: كولومبس وأحزاب ردائها الدين جماعة الإخوان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكبر مدخل لعقول الناس هو إضفاء صبغة الدين على الغايات والأهداف، حتى يتسنّى لأصحابها الوصول إلى غاياتهم .

ومن وجهة نظرى .. فأى حزب أو جماعة تتخذ الدين طريقاً سهلاً لتحقيق أهدافها والوصول للمواطن بكل سهولة هى تتبع أسلوب مراوغة وتزييف للوصول إلى ذلك الفرد الذى يشكّل نواة المجتمع .

فالمجتمع المصرى متدين بطبعه، ويمارس أفراده تعاليم دينه فى منهج حياته بكل أريحية، ولا يحتاج أن يندرج أفراده تحت حزب أو جماعة ترفع الدين شعاراً لهم، وخاصة أن مهمة الوعظ والإرشاد والتوعية الدينية يقوم بها علماء أجلّاء ووعّاظ ينتشرون على أرض مصر الغالية، ولا يغيب عنا دور الأزهر الشريف فى نشر السماحة والأخلاق.

ولكى يُدرك القارئ الكريم كيف يتحرك المريبون تحت غطاء الدين، فأسرد لكم حادثة يستطيع من خلالها المرء فهم كيف تصير الأمور:

" هدّد كولومبس الهنود الحمر بأنه سيسرق منهم القمر إذا لم يمنحوه الطعام و التموين الذى يكفى طاقمه للبقاء على قيد الحياة، فلم يصدق الهنود الحمر حينها أن هذا القرصان قادر على تنفيذ تهديده !

 كان الفلكيون الذين رافقوا كولومبس قد أعلموه أن خسوفا كاملا سيحصل بعد أيام. ولما غاب القمر بالفعل، جاء الهنود المساكين يتوسلون كولومبس لإعادته اليهم بعد أن تعهدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفياً، وفى الليلة التالية عاد القمر مكتملاً ... لقد أعاده كولومبس لهم بكل تواضع ". !!

فمن تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة..

وفى هذا الموضوع يقول العالم والفيلسوف العربي" ابن رشد": " التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المُجتمعات التى ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكّم فى جاهل، عليك أن تُغلف كل باطل بغلاف دينى ".

وللأسف مازال أتباع كولومبس يعيشون بيننا، ولا زال هناك هنود حمر تنطلى عليهم الحيل ..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة