هل تتخيل أن محطة سكة حديد مدرجة بجدول تشغيل القطارات كمحطة قيام ووصول، وتتوقف بها أغلب القطارات ليستقلها وينزل منها الركاب بلا أى موظفين.. هذا هو واقع محطة سكة حديد "الزاوية الحمراء" الكائنة بخط السكة الحديد المسمى "خط الشرق" أو خط القاهرة ـ شبين القناطر ـ الزقازيق ـ المنصورة.. فهى أول محطة تتوقف بها قطارات هذا الخط بعد محطة القاهرة بالنسبة للمتوجه إلى شبين القناطر والزقازيق والمنصورة.. والمحطة قبل الأخيرة بالنسبة للقادم للقاهرة.
وبدون تنسيق مسبق مع مسئولى السكة الحديد لرصد حالة محطة الزاوية الحمراء بدون تجميل.. أجرى "اليوم السابع" زيارة للمحطة مستقلا القطار رقم 333 المتجه إلى الزقازيق وهو أحد القطارات المطورة "العادية"، وذلك من محطة "كوبرى الليمون" برمسيس بدون أن نكشف عن هويتنا الصحفية.. وفى أول محطة يمر بها القطار وهى "الزاوية الحمراء" ترجلنا لمطالعة حال المحطة المدرجة بجدول تشغيل القطارات كمحطة قيام ووصول.
ومحطة الزاوية الحمراء تقع فى جانب من ورش السكة الحديد بمنطقة الفرز بالشرابية وهى أكبر ورش على مستوى الجمهورية لصيانة القطارات.. تضم 4 أرصفة لوقوف القطارات ومكاتب إدارية.. تجاورها أكوام القمامة فى بداية ونهاية المحطة.. لها باب واحد يستخدم كمدخل ومخرج لجمهور المسافرين الراغبين فى استقلال القطارات مؤدى إلى منطقة الزاوية الحمراء.. لا يوجد أى موظف فى مكاتبها.
خلال تجولنا للمحطة استوقفنا "قهوجى" يدعى عم السيد مصطفى يدير المحطة كقهوة، قال لنا: "انا مؤجر غرفة من المحطة عشان أعملها قهوة.. والمحطة قبل ما آجى كانت كلها زبالة ومكنش فيه حد يقدر يجى يقف فيها.. كان ممكن يتسرق ويتثبت علنى.. والستات والبنات اللى جاية تركب القطار كانت بتتعرض لمضايقات وبتتعاكس.. ومن يوم ما جيت نضفت المحطة ومنعت كل ذلك.. أنا موجود فى مكان بنضفه وبحميه عشان أنا بسترزق منه".
"القهوجى" المسيطر على مكاتب المحطة بالكامل أحضر لنا خلال حديثنا معه مستندات إدارته قهوة بالمحطة، لكنها كشفت أن الشركة المصرية لمشروعات السكك الحديدية والنقل المملوكة لهيئة السكة الحديد قامت بتأجير له غرفة واحدة بالمحطة لاستخدامها ككافتيريا مقابل 400 جنيه إيجار سنوى عن كل متر، وذلك لمدة 3 سنوات ابتداء من فبراير 2017، إلا أنه وضع يده على كافة غرف المحطة التى كانت مستخدمة مكاتب إدارية للموظفين قبل هجرهم لها، حيث استخدم غرفة مع الرصيف ككافتيريا، فيما استخدم إحدى الغرف للمعيشة له ولأسرته، واستخدم رصيف المحطة المواجه للمكاتب الإدارية فى تربية "البط".
وأكد القهوجى أنه لا يوجد أى موظفين بالمحطة منذ سنوات طويلة، وأن غرفها كانت بدون أبواب وشبابيك بعدما تم سرقتها، كما أن الحمامات التى بالمحطة تم سرقة الحنفيات التى بها، لافتا إلى أن الغرف والحمامات كانت تستخدم لكافة الأعمال المنافية للآداب والقانون لكنه قام بتنظيفها وتركيب أبواب عليها على نفقته الخاصة، مستطردا: "خلال تنضيفى المحطة وجدت كميات كبيرة من السرنجات اللى كان بيستخدمها اللى بيتعاطوا مخدرات".
خلال وجودنا بالمحطة تسربت هويتنا الصحفية لقوات الشرطة الموجودة فى الورش المجاورة المسئولة عن تأمين المحطة بجانب تأمينها الورش، وطلبت منا عدم التصوير بدون وجود تصريح كتابى مسبق من هيئة السكة الحديد حتى يسمحوا لنا بتصوير أوضاع المحطة.. فاضطررنا إلى التوقف والاكتفاء بما رصدناه وصورناه لأوضاع المحطة.
أحد المسئولين بالسكة الحديد فى الورش المجاورة للمحطة قال لـ"اليوم السابع" أن كافة الأعمال المنافية للآداب والقانون ما زالت تحدث على أرصفة المحطة بالأخص فى فترة الليل، متابعا: "المحطة بتكون مأوى للخارجين عن القانون بالليل وأى حد يحاول يتعرض لهم لن يخرج سالما".
فيما حاولت "اليوم السابع" الحصول على رد اللواء مدحت شوشة رئيس هيئة السكة الحديد عن عدم وجود موظفين بالمحطة رغم كونها محطة قيام ووصول لكن اكتفى بالقول: "هسأل وأشوف أنا مش هحفظ كل المحطات.. وممكن تسأل رئيس قطاع الخدمات المشتركة بالهيئة أو رئيس قطاع المسافات الطويلة والقصيرة هيفيدوك أكتر."
وعندما لجأت "اليوم السابع" للمهندس مجدى الصباغ رئيس قطاع الخدمات المشتركة قال إن المحطة التى تتوقف بها القطارات مفترض بها موظفون لكن تشغيل المحطات مسئولية رئيس قطاع المسافات الطويلة والقصيرة وليس مسئوليته.
ورد المهندس سالم رئيس قطاع المسافات الطويلة والقصيرة بالقول إن محطة الزاوية الحمراء لوقوف القطارات فقط ولا تحتاج إلى موظفين لذلك فهى بدون موظفين منذ كهربة الإشارات فى هذه المنطقة، وأنه يوجد محطات كثيرة بالهيئة بدون موظفين لأنها لوقوف القطارات فقط.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد حميد
خلاصة الموضوع
كل هذا التقرير نخرج منه بنقطة واحدة مهمة فقط وهي ( لا تحتاج إلى موظفين لذلك فهى بدون موظفين منذ كهربة الإشارات ) فهذا ما سوف يحدث في المستقبل القريب فالتكنولوجيا تلغي عمل الانسان وكلما تطور البشر واستخدموا الواسب في ادارة اعمالهم كلما نقص التدخل البشري فيا يوم يا سابع لا تلومو البشر فقط لومو التكنولوجيا