حادثة بشعة هزت مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، تمثلت فى قيام عاطل بشق بطن عامل مسجد وطعنه على باب المسجد عقب صلاة المغرب، وفر هاربا بإلقاء نفسه فى مياه بحر مويس بعدما حاصره أهالى المنطقة والمصلين الذين لاحقوه حتى تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه.
تفاصيل الجريمة البشعة بدأت عندما قام "على.م.ب" عاطل 25 عاما، بطعن أحد موظفى وزارة الأوقاف بمسجد التعاون بمدينة الزقازيق، عدة طعنات فى بطنه وشقها بالسكين، عقب صلاة المغرب مباشرة وفر هاربا.
انتقل "اليوم السابع" إلى مقر الجريمة لرصدها مع أسرة المجنى عليه وأهالى حى المساكن التعاونية بالزقازيق وشهود العيان، لرصد اللحظات الأخيرة لجريمة قتل العامل ياسر إبراهيم أمين 45 سنة عامل مسجد التعاون.
ويقول عطية سيد خليل موظف بالرى شاهد على واقعة القتل إن العامل ياسر وقف على باب المسجد لفتح الستار البلاستيكى فدخل المتهم الذى كان يختبأ فى المدخل الخلفى متربصا له، وكان ماسكا بسكين"مشرشر".
وأضاف عطية، لـ"اليوم السابع"، أن المتهم قام بطعن العامل إلا أن الطعنة الأولى لم تصبه وارتجف المجنى عليه من المفاجأة بمحاولة قتله، فاقترب منه على الفور المتهم وقام بشق بطنه.
وأوضح عطية أن المتهم بعد الجريمة مباشرة رفع السكينة الذى كانت مربوطة بقطعة قماش على يده وبدأ يهدد المصلين أمام المسجد ويقول ألفاظا خارجة ويردد عبارات "والله ما هسيبه" قاصدا العامل.
وأكمل عطية قائلا: "سحبت شومة من المحل الملاصق للمسجد وضربت المتهم على يده، فحاول طعنى فضربته برأسى فأصبنى بحرف السكين فى رقبتى".
أما أحمد عبد السلام عامل المسجد المناوب مع المجنى عليه، فقال إن المتهم كان يتربص بالمجنى عليه متعمدا قتله، موضحا أن يوم الحادث حضر المتهم للمسجد عقب صلاة الظهر وسأل عن "ياسر" فأخبرته أنه غير متواجد فى الوقت الحالى، وحضر مرة ثانية عقب صلاة العصر، فأخبرته أنه سيكون متواجدا فى صلاة المغرب.
وعن اللحظات الأخيرة داخل المسجد للعامل فيقول الشيخ ربيع عبد العظيم إمام وخطيب المسجد: "آخر حديثى معه قبل الجريمة بدقائق أخبرنى عن رغبته فى الاستعداد لفرش ابنته التى تستعد للزفاف فى عيد الأضحى، ولم يكن يشكو من أى مشاكل.
وأوضح الشيخ ربيع أنه كانت تربطه به علاقة قوية منذ 20 عاما، قائلا: "نحن نعمل سويا فى المسجد، وهو رجل طيب وعلى خلق ويحكى لى كل أسراره"، وعقب انتهاء الصلاة، وأثناء خروج المصلين من المسجد، خرج ياسر لغلق جهاز التكييف فطعنه المتهم، مضيفا بقوله سألته، ونحن فى سيارة الإسعاف "تعرف الواد فى بينك وبينه حاجة"، رد عليا وهو كان مازال فى وعيه وهو يهز رأسه "أعرفه بس مفيش حاجة بينى وبينه".
ويضيف أحمد عبود ومحمد السيد من شهود العيان أنهما هرولا وجميع الأهالى خلف المتهم الذى كان يهددهم بالسكين، وظل يجرى حتى كوبرى القنطرة، فقفز فى المياه، وبعدها قاموا بمحاصرته أسفل كوبرى العبور، إلى أن حضرت الشرطة وقفزوا إلى المياه وأمسكوا به.
بينما قال هشام إبراهيم أمين الشقيق الأصغر للعامل المتوفى، لـ"اليوم السابع"، "أخى متزوج ولديه 4 بنات فى أعمار مختلفة، ويمتلك ورشة نجارة فى منزله بقرية بهنباى مركز الزقازيق وحالتنا المادية ميسورة، كان ياسر يقدم مساعدات شهرية لوالدة القاتل، لافتا إلى أن المتهم مشهور عنه أعمال البلطجة وتعاطى مخدرات له سبق سجنه".
وفى سياق متصل قال الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، لـ"اليوم السابع"، أن المجنى عليه تم تعيينه منذ 24 أبريل عام 2000، ومشهود له بالكفاءة وحسن الخلق، ولم يسجل ضده طوال فترة خدمته فى المسجد أى شكاوى سواء من المصلين أو من الأهالى، مضيفا بقوله فور تلقى إشارة بالحادث، تابعت الأمر بنفسى للاطمئنان على حالته فى المستشفى، إلا أنه توفى بعد 4 ساعات من حجزه، وكلفت على الفور مندوبا من المديرية بالتوجه للمستشفى لسرعة إنهاء كل الإجراءات الإدارية التى تخص استلام الجثمان وتصاريح الدفن، مضيفا أنه جار إنهاء مستحقات العامل تكريما له.
وأفاد المقدم عصام عتيق رئيس مباحث قسم ثانى الزقازيق،أن التحريات كشفت أن المتهم "على.م.ب" كان محتجزا فى مصحة نفسية ويعانى من أمراض نفسية نتيجة الإدمان، خرج منها منذ 4 أشهر وأن دفاعه لقتل المجنى عليه هى خلافات الجيرة، لافتا إلى أن النيابة قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.
شهود العيان يرون تفاصيل مقتل عامل المسجد
أحد شهود العيان يشرح كيف قتل العامل
إمام المسجد والأهالى يشفون تفاصيل قتل العامل
أهالى المنطقة
مسجد التعاون
المتهم قاتل عامل المسجد
