"المياه هتموت عيالكم".. هكذا نادت مكبرات الصوت، بقرية بطرة، التابعة لمركز طلخا، بمحافظة الدقهلية، طيلة 10 أيام مضت، بعد أن أصيب العشرات من أطفال القرية، بتلبك معوى وفيروسات، والتهابات معوية، فى خلال الأسبوع الماضى، وأكد الأهالى أن أولادهم لم يأكلوا أى أطعمة أو أغذية ملوثة، وكان العامل المشترك الوحيد بين هؤلاء الأطفال أنهم شربوا من مياه الصنبور فقط.
مواطنة تملأ الجركن
وقام الأهالى بعمل تحليل لمياه الشرب، وفور تحليلها تبين أنها مختلطة بمياه المجارى، ورفض معمل التحليل بشركة مياه الشرب والصرف الصحى إعطائهم تقرير بذلك، بحسب كلام ـ أحمد عبد الله ـ أحد سكان القرية، والذى أكد أن الكيميائى المختص أخبره أن المياه مختلطة بمياه الصرف الصحى.
معاناة المواطنين فى ملأ المياه
وبدأ الأهالى بقرية بطرة، بمركز طلخا، بملء المياه بجراكن من القرى المجاورة، بينما قام البعض الآخر بشراء المياه المعدنية، خوفا على صحتهم وصحة أطفالهم، من تلوث المياه واختلاطها بمياه الصرف الصحى.
الأطفال معرضين للخطر
ويقول أحمد شعيب، نقسم مشكلة المياه فى بطرة لقسمين الأول هو انقطاع المياه لفترات مختلفة ومتفاوتة بين المناطق فهناك مناطق تنقطع فيها المياه ليومين فأكثر وهناك مناطق تصل فترة انقطاع المياه فيها لأسبوع، ولاحظنا من أسبوع تقريبا دخول مياه الصرف على مياه الشرب وتواصلنا مع الوحدة المحلية ومسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، بالدقهلية، ومسئولين فى المحافظة وكذلك أعضاء مجلس النواب، ولم نجد أى رد.
الأطفال يملأون الجراكن
ويضيف "شعيب" اضطرت الأهالى لأخذ عينات من المياه لتحليلها فى معامل خارجية، وأكد الكيميائيون أن العينات، تحتوى على مياه صرف صحى، تسببت فى إعياء ما يقرب من 40 شخصا، وفى اليوم الثامن للمشكلة جاء إلينا رئيس مياه الشرب بطلخا، وشربين، قالوا أن سبب المشكلة رواسب فى المياه، وسنزيد من ضغط المياه فى الخطوط، لحل المشكلة، وقالوا تم حل المشكلة وبالفعل اتحلت المشكلة لساعات ومع بداية الليل عادت المياه أسوأ من الأول وزادت عليها رائحة كريهة.
غضب أهالى القرية
ويقول محمد العجوز، صيدلى بالقرية، لاحظنا مؤخرا وجود عدد كبير من الأطفال يتردد ع الصيدلية كل شكواهم اسهال مغص ترجيع للأطفال ويلاحظ ايضا أن طلبات الصيدليات الاخيرة من الشركات يعتمد بشكل ملاحظ على علاج معالجة الجفاف والفيروسات، وما إلى ذلك، واتضح أن اكثر الحالات متواجدة بمنطقة معينة ببطرة، تعانى من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، والكثير من الأطفال بالقرية، أصيبوا بإسهال وترجيع، ونزلة معوية تسببت فيها المياه، أطفال كثيرون أصيبوا بإسهال مزمن استمر لأكثر من أسبوع، بسبب الشوائب الموجودة بالمياه مع وجود روائح كريهة ويشهد بذلك، تحسن حالات الأطفال الذين يتم منعهم عن شرب مياه الصنبور.
أهالى القرية بالجراكن
ويقول صبرى أبو محمد، موظف: "اتصلنا بكل المسئولين، المياه طعمها سيئ، ورائحتها كريهة، 10 أيام المياه رائحتها صعبة جدا، وتأتى لمدة ساعتين فقط فى اليوم، زوجة جارى مصابة بتلبك معوى، وكان من الممكن أن تموت، ولولا أن ذهبت الساعة 2 بالليل، لمحافظة الدقهلية، وصرخت فى مبنى الديوان، لن يأتى أحد لمعاينة القرية، وأتى المسؤلون ولم يفعلوا لنا أى شئ، وقالوا المياه كويسة المياه جيدة وانصرفوا وتركونا، بين ارتفاع أسعار المياه المعدنية، وبين صعوبة ملء المياه من القرى المجاورة، وبين أولادنا وأطفالنا مصابين بأمراض خطيرة بسبب تلوث المياه".
وقال الدكتور نجيب عبد اللطيف، طبيب أطفال بالقرية، لاحظت أن عدد الزيارات زادت إلى العيادة، مصابين بتلبك معوى، ومنها حالات تصل لحد التسمم، واستجابتهم للعلاج بطيئة جدا، أطفال كثيرون الإسهال تحول عندهم لإسهال مزمن، وكثير منهم أخذوا محاليل وريد أو محاليل جفاف، وتزامن الأمر مع شكوى الأهالى من طعم المياه ورائحتها، ليس ذلك فقط، إنما أصيب الأطفال بالتهابات فيروسية، ما بين التهاب الهربس، والحمى القلاعية، وبأعداد كبيرة جدا، وفكرت فى منع الأطفال من مياه الشرب بالصنبور، كإجراء احترازى، ونجح على الفور هذا الاقتراح وتحسن الأطفال، وذهبت وتلاشت الأعراض، ومما لاشك فيه أن مياه الصنبور السبب فى إصابة أعداد تزيد عن 60 طفل بهذه الأمراض، لأن تحسن الأطفال ارتبط ببعدهم عن مياه الصنبور، التى كادت أن تودى بهم.
أزمة المياه
وقال محمد عبد الله مهندس شبكات بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، والمراقب المسئول عن المياه بالقرية، أن المياه جيدة، ولا يوجد فيها مشاكل، والأهالى المتضررين بسبب سوء حالة شبكاتهم الخاصة، وسوف نتخذ ضدهم إجراءات صارمة لتغير الشبكات الخاصة، والشركة غير مسئولة عن الخزانات فوق أسطح المنازل، والعمل جارٍ بالقرية.
غضب ربات المنازل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة