بعد 6 سنوات من اشتعال الأجواء فى سوريا، وتصاعد الصراع بين الجيش الوطنى السورى والوحدات والعناصر الموالية للنظام من جانب، وفصائل وميليشيات المعارضة المسلحة من جانب آخر، وتتابع جهود الوساطة الدولية للوصول إلى تهدئة أو حل سياسى للأزمة، عبر مؤتمرات جنيف المتتابعة والاتصالات المتبادلة بين طرفى الصراع عبر وسطاء إقليميين ودوليين، بدأت الأزمة المشتعلة فى سوريا تشهد انفراجة وتحركا إيجابيا على طريق الحل، بوساطة مصرية مباشرة، وبمفاوضات وحوارات امتدت على مدى 3 أيام فى قلب القاهرة.
فى إطار الجهود الإقليمية والدولية التى تبذلها الدولة المصرية لوقف نزيف الدم السورى فى الشقيقة المهمة وشريكة الأخوة والوحدة السياسية المباشرة فى ستينيات القرن الماضى، نجحت مصر، بمشاركة روسيا، فى إبرام اتفاق لخفض التصعيد العسكرى بين المعارضة المسلحة والجيش الوطنى السورى، والذى تم توقيعه فى القاهرة من قبل ممثلين عن الحكومتين المصرية والروسية، ورئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا ممثلا عن الفصائل المسلحة المعتدلة.
وزارة الدفاع الروسية: محادثات القاهرة أسفرت عن اتفاق جدى لخفض التصعيد
توقيع اتفاق خفض التصعيد فى الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقى، جاء بعد مشاورات استمرت 3 أيام فى القاهرة، وهو ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية السبت أن مسؤولين من الوزارة وقعوا اتفاقا مع فصائل معارضة سورية معتدلة، خلال مباحثات سلام فى القاهرة، حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد فى الغوطة الشرقية.
فى هذا الإطار، قالت وزارة الدفاع الروسية فى بيان صحفى صادر عنها، إنه نتيجة للمحادثات التى جرت فى القاهرة بين مسؤولى وزارة الدفاع الروسية والمعارضة السورية المعتدلة، تحت رعاية الجانب المصرى، تم توقيع اتفاقات جدية حول آلية عمل منطقة خفض التصعيد فى الغوطة الشرقية.
تيار الغد السورى: وقف إطلاق النار وفتح معبر الوافدين أبرز نقاط الاتفاق
تيار الغد السورى المعارض، أعلن من جانبه أن رئيسه أحمد الجربا أنجز وساطة مهمة من أجل تحقيق وقف إطلاق نار كامل فى منطقة الغوطة الشرقية، بين النظام والمعارضة، بالتنسيق مع الحكومة المصرية ووزارة الدفاع الروسية، وذلك فى إطار المساعى من أجل حقن دماء السوريين وتحسين الأوضاع الإنسانية فى البلاد.
وقال المتحدث باسم تيار الغد السورى، منذر آقبيق، فى بيان صحفى اليوم الأحد، إنه تم التوقيع على الاتفاقية فى القاهرة يوم الخميس الماضى، بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام، بحضور أطراف المعارضة السورية المسلحة المعتدلة فى الغوطة الشرقية، ومسؤولين من كل من الحكومتين المصرية والروسية، ونصت الاتفاقية فى أهم بنودها على الوقف الكامل للقتال وإطلاق النار من كل الأطراف، وعدم دخول أية قوات عسكرية تابعة للنظام السورى أو قوات حليفة له إلى الغوطة الشرقية، وفتح معبر "مخيم الوافدين" لعبور المساعدات الإنسانية والبضائع وتنقل المواطنين بشكل عادى، وأن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز فى نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية من أجل مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
تيار الغد يدعو كل الأطراف للالتزام بالاتفاق واعتباره بداية للحل السياسى
وعلى صعيد رؤية تيار الغد السورى المعارض للاتفاق، دعا التيار كل الأطراف للالتزام الكامل بهذه الاتفاق الذى من شأنه التخفيف من المآسى الإنسانية التى يعانى منها الشعب السورى منذ سنوات، مقدما جزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، والحكومة المصرية، على الرعاية الكريمة والبناءة للمفاوضات والاتفاق، وكذلك الأصدقاء فى الحكومة الروسية ووزارة دفاعها على مشاركتهم المحورية والضامنة للاتفاق.
وتمنى تيار الغد السورى المعارض، أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار فى المنطقة الحساسة من سوريا بريف دمشق، إحدى الخطوات التى يجب أن تتبعها خطوات أخرى لتحقيق وقف القتال فى كامل الأراضى السورية، تمهيدا لترسيخ السلام وإنجاز الحل السياسى المنشود، بحسب بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصِّلة.
وزارة الدفاع الروسية: تسيير أول قافلة إنسانية للغوطة بموجب الاتفاق الجديد
وأشارت وزارة الدفاع الروسية فى بيان صحفى، إلى أن الجانبين قررا بموجب الاتفاق تسيير أول قافلة إنسانية للمنطقة المذكورة، وإخراج أول دفعة من المصابين والجرحى، اعتبارا من أمس السبت، وتابع البيان: "لقد رسم الاتفاق حدود منطقة وقف التصعيد فى الغوطة الشرقية، وحدد مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة فى الغوطة وصلاحياتها، كما رسم خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين".
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن هذه الوثائق تحدد حدود منطقة التهدئة، ومواقع نشر قوات السيطرة على التدمير وسلطاتها، إضافة إلى طرق توصيل المساعدات الإنسانية والمرور الواضح للسكان، وذكرت أنه سيتم التخطيط للقافلة الإنسانية الأولى فى منطقة التهدئة وإخلاء الجرحى فى الأيام المقبلة.
جيش الإسلام: الاتفاقية تمت ودخلت حيز التنفيذ وستكون هناك نقاط فصل مع النظام
وعلى صعيد القوى السورية والمعارضة المسلحة، قال رئيس الهيئة السياسية لجيش الإسلام، محمد علّوش: "نعم الاتفاقية تمت، والآن دخلت حيز التنفيذ، وستؤدى إن شاء الله إلى فك الحصار عن الغوطة، وإدخال كل المواد الإنسانية والمحروقات إلى الغوطة، وستكون هناك نقاط للفصل بيننا وبين النظام، وهذا يعتبر جزءا من الحل السياسى، أو تمهيد للحل السياسى وفق القرارات الدولية".
يُذكر أن قوات الجيش الوطنى السورى تحاصر منطقة الغوطة الشرقية فى ريف دمشق الشرقى، التى تُعدّ معقلاً للفصائل المعارضة قرب دمشق، منذ أكثر من أربع سنوات، كما تشكل هدفا لعملياتها العسكرية، ومن جهة أخرى أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التابعة لنظام بشار الأسد، عن "وقف الأعمال القتالية فى عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق أمس السبت"، ولم توضح القيادة السورية فى بيانها المقتضب ما هى المناطق المشمولة بـ"وقف الأعمال القتالية" ولا مدة سريان القرار، مكتفية بالقول إن "أى خرق سيتم الرد عليه بالشكل المناسب".