عندما ينشر أحد النشطاء "بوست" على "فيس بوك" يحمد الله فيه على أن ما يطلقون على أنفسهم وصف النشطاء السياسيين لم يتولوا أى مناصب قيادية فى الدولة، ويؤكد أنهم يمارسون الفكر الإرهابى ويتقنون المزايدات، ولا يقبلون الاختلاف فى الرأى، فلا يعنى ذلك سوى أن مصر كانت فى طريقها إلى المجهول، ولولا لطف الله بهذا الشعب، وخروج أبناء من الوطن لقيادة السفينة ما وصلت إلى بر الأمان، وكنا الآن نعانى تحت وطأة الصراع بين الثورجية على السلطة، وتقاتلهم على الاستئثار بسدة الحكم .
إذا أردت أن تدرك مدى الكارثة التى كانت ستحل بمصر، لو تمكن هؤلاء الثورجية وأتباعهم من تقلّد أى مناصب بالدولة، انظر إلى الخناقة التى تفجرت بين عدد ممن يعتبرون أنفسهم نشطاء سياسيين على صفحات "فيس بوك " والتى شهدت تبادلهم أفظع الشتائم والكلام البذىء، واتهموا بعضهم البعض بالتخوين والعمالة، وأشياء يندى لها الجبين .
المعركة "الفيسبوكية" الحامية بين الثورجية، تخطت كل حدود الأدب، وعاثت فى مستنقع الردح والشتائم، ولجأ الفريقان إلى جعبته غير الإخلاقية ليرمى الطرف الآخر بما تدنى من الألفاظ والكلام البذىء والسب والقذف، وشهدت ساحة الفيس بوك مبارزة كلامية من النوع الرخيص، تضمنت كافة كلمات قاموس البذاءة والشتائم.
خناقة الثورجية، بدأت بمنشور للناشط وائل عباس، أبدى فيه رأيه فيما يحدث من الاحتلال الإسرائيلى بالمسجد الأقصى، فدخل على منشوره عدد من الثورجية هاجموه وكالوا له الاتهامات بالعمالة والخيانة، فما كان منه إلا أن رد لهم الصاع صاعين، مؤكداً أنهم يتكسبون من ادعاء النضال والثورة، وفاضحا تقاضيهم أموال من "سبوبة الثورة ، مشيرا إلى أن "الشللية" هى الرابط بين الثورجية ، مؤكدا أنه يحمد الله على أن ثورة يناير لم تنجح ، ولو كان هؤلاء تقلدوا مناصب فى الدولة كانوا سيصيرون دواعش ويمارسون الإرهاب الفكرى ، ورغم أنهم يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين إلا أنهم لايقبلون بالرأى الأخر ، ويعشقون المزايدة وإرهاب أى شخص يختلف معهم .
فما كان من "شلة النشطاء " الأخرى سوى الحشد لمهاجمة وائل عباس بكل الكلمات المتدنية ،والسب والقذف،، وكانت أبرز المهاجمين له نورهان حفظى زوجة أحمد دومة المحكوم عليه بالمؤبد فى "أحداث مجلس الوزراء"، وساندتها سناء سيف فتحولت المعركة إلى موقعة شخصية، واستخدمت فيها كل أنواع الشتائم، واستُبيحت فيها الأعراض حيث تذكرت نورهان موقف وائل عندما اتهمها وزوجها أحمد دومة بالحصول على أموال وتكسبهما من الثورة ، بدليل تكاليف حفل زفافهما وشرائهما سيارة جديدة ، رغم أن دومة كان لايمتلك شيئا قبل الثورة ، وأيضا تأكيده على قيامها بعمليات تجميل من الأموال التى تحصلت عليها هى ودومة من "نشاطهم الثورى " ، استغلت نورهان الفرصة ، وهاجمت وائل بشدة متهمة إياه بأنه مريض ، وبيظيط فى الزيطة ، وأنه متغاظ من أحمد دومة لأنه كان بيعايره ويقوله " ودنو" .
ولم تترك سناء سيف الفرصة ، ودخلت فى المعركة "الفضيحة " ، واتهمت وائل بألفاظ قاسية ، وساندت صديقتها نورهان وزوجها دومة ، وقالت على وائل أنه رخيص ، فما كان من "عباس " سوى الرد بشكل أكثر حدة وبذاءة واصفا إياها بأنها " تافهة ورخيصة " مثل أخوتها .
وامتدت المعركة " الفيسبوكية " التى كشفت "المستور " فى علاقة الثورجية ببعضهم البعض ، وأماطت اللثام عن حقيقة مايدور فى الخفاء من " سبابيب" وتكسب باسم الثورة ، ودخل عدد كبير من شلة وائل ، ونظيرتها من أصدقاء ومحاسيب دومة ، وكالوا لبعضهم البعض أقذع الالفاظ وأدنى الأوصاف ، وتبادلوا الاتهامات بالعمالة والخيانة والتكسب بأسم الثورة .
ما نشر من "غسيل غير نظيف" بين من يسمون أنفسهم عنوة "بالنشطاء السياسيين" كان له وقع الصدمة على رواد فيس بوك، الذين تفاجئوا بلغة حوار غير أخلاقية بين من يدعو أنهم رفقاء الأمس، وذهلوا عندما وجدوهم يتبارون فى فضح بعضهم البعض، والتأكيد على تقاضيهم مبالغ مالية وعمولات وتكسبهم من وراء نشاطهم الثورى، واقتنائهم السيارات والشقق من وراء ذلك، حتى أن البعض رواد فيس بوك عبر عن دهشته من تدنى لغة الحوار بين هؤلاء الثورجية، وعدم قبولهم الاختلاف فى الرأى ، أو حتى مجرد الاعتراض عليه ، فيما أبدى البعض الآخر سعادته بما حدث بينهم لأنه أدى إلى نزع الأقنعة وبيان حقيقتهم، وأن مايظهرونه خلاف ما يبطنونه فى الواقع، وأن كل ما يفعلونه مجرد "سبوبة" يتربحون منها.