عرض الأمين العام لحلف شمال الأطلسى التوسط لترتيب زيارة لمشرعين ألمان إلى قوات فى قاعدة جوية تركية فى محاولة لمعالجة خلاف بين البلدين يعرقل عمليات قتال تنظيم داعش.
يأتى عرض الوساطة الذى أعلنه الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج اليوم الاثنين بينما سعت أنقرة لتخفيف التداعيات الاقتصادية للخلاف مع برلين بالتخلى عن مطلب بأن تساعد ألمانيا فى التحقيق بشأن مئات الشركات الألمانية التى تقول تركيا إنها قد تكون لها صلات بالإرهاب.
وباتت ألمانيا قلقة على نحو متزايد من حملة يشنها الرئيس التركى رجب طيب إردوغان على المعارضة منذ محاولة الانقلاب العام الماضى وزادت المخاوف باعتقال ستة نشطاء، بينهم ألماني، هذا الشهر.
وتصاعد التوتر برفض تركيا السماح لأعضاء فى البرلمان الألمانى بزيادة جنود متمركزين فى قاعدتين جويتين. ولأسباب تاريخية يتلقى الجنود الألمان الأوامر من البرلمان وتصر برلين على إتاحة زيارة المشرعين للجنود.
ودفع ذلك ألمانيا بالفعل إلى نقل جنود مشاركين فى الحملة على داعش من قاعدة إنجيرليك فى تركيا إلى الأردن. وأثار خطر نقل المزيد من الجنود قلقا شديدا لدى حلف الأطلسى ودفعه الآن إلى التدخل.
وقال بيرس كازاليت المتحدث باسم حلف الأطلسى اليوم الاثنين "عرض الأمين العام ترتيب زيارة لأعضاء البرلمان إلى مطار قونية فى إطار الحلف... مطار قونية يلعب دورا حيويا فى عمليات الحلف لدعم تركيا والتحالف الذى يقاتل داعش".
وألمانيا أكبر سوق للصادرات التركية ويقطنها أيضا ثلاثة ملايين تركى وحل الخلاف يصب فى مصلحة تركيا الاقتصادية. ويهدد التدهور السريع للعلاقات بالإضرار بالروابط الإنسانية والاقتصادية العميقة.
وحذرت ألمانيا مواطنيها من أنهم إذا سافروا إلى تركيا فسيكون ذلك على مسؤوليتهم وقال وزير المالية الألمانى فولفجانج شيوبله إن إردوغان "يعرض شراكة عمرها مئات السنين للخطر".
وفى تراجع عن المواجهة أبلغ وزير الداخلية التركى نظيره الألمانى اليوم الاثنين أن تسليم أنقرة قائمة تضم نحو 700 شركة ألمانية إلى الشرطة الدولية (الإنتربول) للاشتباه فى دعمها للإرهاب كان نتيجة "مشكلة فى التواصل".
وقال نائب رئيس الوزراء التركى بكر بوزداج إن تركيا طلبت من الإنتربول معلومات تتعلق بصادرات 40 شركة تركية تربطها علاقات مزعومة مع رجل الدين المقيم فى الولايات المتحدة فتح الله كولن الذى تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب فى يوليو تموز الماضي.
وتعهد بأن تظل تركيا ملاذا آمنا للمستثمرين الأجانب.