صحيفة إيطالية: فرنسا ليس لديها أى أهداف فى ليبيا سوى حماية مصالحها

الثلاثاء، 25 يوليو 2017 11:10 ص
صحيفة إيطالية: فرنسا ليس لديها أى أهداف فى ليبيا سوى حماية مصالحها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والسراج وحفتر
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هاجمت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، فرنسا لمبادراتها لحل الأزمة الليبية عبر القمة التى داعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون لجمع قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسى فايز السراج بباريس، والذى أغضب الساسة الإيطاليين بشكل كبير.

 

وقالت الصحيفة فى تقرير، اليوم الثلاثاء، "ماكرون لا ينوى فتح أبواب بلاده أمام المهاجرين لأسباب اقتصادية، إنهم يعبرون البحر الأبيض المتوسط، إنها ليست مشكلتهم، فمنذ أكثر من عامين على بدء الخروج من أفريقيا إلى أوروبا وموجات الهجرة تمر تحت أعين القوات الفرنسية التى لم تفعل شيئا حيال مهربى البشر.

 

وأكدت الصحيفة أن فرنسا ليس لديها أى أهداف فى منطقة ليبيا سوى حماية مصالحها، وبوجود مناجم اليورانيوم فى النيجر، التى تورد منتجاتها لجميع المنشآت النووية عبر جبال الألب، فأن استقرار المنطقة بطبيعة الحال أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الأصولية، ولهذا السبب تؤيد ألمانيا تماما قرارات باريس وتدعمها بالتمويل والجنود.

 

وترى الصحيفة أن ماكرون يريد أن يكون له دور أكبر بكثير فى ليبيا، وينحى إيطاليا جانبا وهذا ما يولد غضب روما تجاهه.

 

واتهم ساسة معارضون حكومة رئيس الوزراء، باولو جنتيلونى، للسماح لفرنسا بإزاحة إيطاليا من صدارة الجهود المتعلقة بالدبلوماسية الليبية، وعلقت السياسية اليمينية الإيطالية جورجا ميلونى، زعيمة حزب التحالف الوطنى –إخوة إيطاليا على الاجتماع الذى تنظمه فرنسا حول الأزمة الليبية قائلة "اجتماع ماكرون مع السراج والجنرال خليفة حفتر، يمثل فشلا ذريعا للسياسة الخارجية لرئيس الحكومة السابق ماتيو رينزى والحالى باولو جنتيلونى ووزير الخارجية أنجيلينو ألفانو".

 

ونقلت وكالة "آكى" الإيطالية عن ميلونى أن "عدم الكفاءة والسطحية التى عالج بها تيار اليسار القضية الليبية، هى السبب الأساسى لحالة الطوارئ المرتبطة بالهجرة، وجعل بلادنا تفقد دورها الطبيعى كمحاور متميز مع ليبيا"، مضيفة "إنه فشل آخر لهذه الحكومات، والذى ستدفع إيطاليا ثمنه باهظا".

 

وقال وزير الخارجية الإيطالى، أنجيلينو ألفانو، إن بلاده تؤيد وحدة ليبيا، وأنها أول دولة أعادت فتح سفارتها فى طرابلس، مضيفا أن روما عمقت التعاون مع السراج، مع الحفاظ فى نفس الوقت على قنوات الحوار والتعاون مع شرق البلاد.

 

وأكد ألفانو، فى كلمة افتتاح أعمال المؤتمر الثانى عشر للسفراء الإيطاليين فى روما، أن جهود إيطاليا وفرنسا تتضافر لتحقيق الاستقرار فى ليبيا، وذلك عشية لقاء السراج والمشير خليفة حفتر فى باريس، محذرا من أن "هشاشة المؤسسات الليبية، والتى ندفع ثمنها خصوصا نحن الإيطاليون"، فى إشارة لتدفقات المهاجرين والتى لها تأثير مدمر على غيرها من الدول المجاورة".

 

ومن ناحية أخرى، يرى وزير الداخلية الإيطالى، ماركو مينيتى أن "الحدود فى جنوب ليبيا مهمة جدا وليس فقط بالنسبة لقضية الهجرة ولكن أيضا بشأن مكافحة الإرهاب"، قائلا "من الواضح أن أمامنا بوادر الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش فى وقت تسقط فيه مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابى شمالى العراق، وعلينا أن نفكر فى فرضية الشتات لعناصر داعش.

 

وأضاف مينيتى "فى هذه الحالة الحدود الجنوبية لليبيا تصبح الحدود الجنوبية لكامل الشمال الأفريقى ولأوروبا"، وعليه فأن "التحكم فى الحدود الجنوبية يعنى التحكم فى الحدود الجنوبية لشمال أفريقيا ولأوروبا، وهذا يضفى على ذلك قيمة استراتيجية".

 

وتشهد ليبيا نزاعا قويا امتد لسنوات وحول البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة تهيمن عليها الفوضى وغياب الأمن وتردى الأوضاع المعيشية، فى ظل تغير الأوضاع على الأرض وانحسار تواجد الجماعات المتطرفة وخسارتها مواقعها على الأرض، وتأمل الأطراف الليبية والدولية فى أن يتوصل الفرقاء الليبيون إلى تسوية سياسية شاملة قادرة على إعادة بناء دولة مستقرة وقوية.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة