يسعى أعداء مصر دائما إلى إسقاطها كما أنهم يضعون المخططات لإفشالها، على كل المستويات، ليس داخليا فقط بل وخارجيا أيضا، ولعل كتاب "فاروق حسنى وأسرار معركة اليونسكو" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، للكاتبة الصحفية فتحية الدخاخني، يكشف جانبا من هذه المخططات التى قامت بها الحركة الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية وقطر فى مؤامرة إسقاط مصر ممثلة فى ترشيح الفنان فاروق حسنى لمنصب مدير اليونسكو عام 2009.
والمعروف أن الحركة الصهيونية طرف أصيل فى المعادلة فرغم أن إسرائيل لا تمتلك صوتًا فى المجلس التنفيذى لليونسكو، لكن تأثيرها كان كبيرًا من خلال حليفها الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك كانت مصر حريصة على معرفة رأيها من المرشح المصرى، حيث التقى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى شرم الشيخ وتحدث معه، ويقول فاروق حسنى أن "نتنياهو أكد للرئيس مبارك أن إسرائيل لن ترفض ترشيح فاروق حسنى ولن تقف ضده.. أما اليهود والحركة الصهيونية فذلك شيء آخر.. وكان ذلك ردًا ذكيًا من نتنياهو".
ورغم أن التصريحات الرسمية للدول المعارضة لترشيح فاروق حسنى كانت تشير إلى أن أزمتها مع اسم المرشح المصري، وليس مع مصر، إلا أن الكواليس كانت تشير إلى عكس ذلك، وتقول شادية قناوى، فى نفس الكتاب: "كان لدى الجميع قناعة بأن حضور مصر يعنى أزمة كبيرة، وبذلت هذه الدول كل ما بوسعها لعدم تمكين مصر، بينما كانوا يصرحون فى العلن بأنها مشكلة مع المرشح نفسه، ويطالبون بتغيير المرشح، ولكن الحقيقة أن المشكلة كانت مع المنطقة العربية بالكامل وبخاصة مصر التى تقودها"، وذلك بمخطط ما يسمى الربيع العربي، الذى قادته أمريكا.
ويؤكد الكاتب الكبير محمد سلماوى، فى نفس الكتاب، على أن الدول العربية التى حق لها التصويت داخل المجلس التنفيذى كانت داعمة للمرشح المصرى حتى اللحظة الأخيرة، وتتفق معه شادية قناوي، وتضيف أن قطر، التى لم يكن لها حق التصويت لأنها ليست عضوًا بالمجلس التنفيذى للمنظمة، كان لها دور سلبي فى هذه المسألة، وتوضح: "كتبت عدة تقارير لوزارة الخارجية، أتحدث فيها عن الدور السلبى لقطر، وطلب منى عدم ذكر هذه المعلومات"، وحول سبب تأكدها من عدم دعم قطر، توضح شادية قناوي: "كان السفير القطرى فى اليونسكو يقابلنى بترحاب وود شديد بينما يتجول وسط مندوبى الدول الأعضاء فى المجلس التنفيذي، ويدعوهم للتصويت ضد مصر وعدم منح أصواتهم للفنان فاروق حسني، والتهديد بقطع الدعم المادى عنهم فى حال منحه أصواتهم".
أما عن الداخل فقال الفنان الكبير فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، إن أخطر مخطط لإسقاط الدولة المصرية، هو الخلايا الحرة المتواجدة فى قطاعات الحكومة، وأن إفشال هذا المخطط يعتمد بصورة أكبر على الشعب، لا الدولة.
ورأى فاروق حسنى، أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، هى القوة المضادة الكبيرة، والتى يجب "عمل ألف حساب لها"، فأغلب هذه القوة غير ظاهر فى الواجهة، ولكنها محركة بشكل كبير، والتنبه إليها مهم جدًا، وكذلك الفصل بين ينقد السياسات أو القرارات لصالح مصر، وبين من يقدم نقدًا يعتمد على الهدم لا البناء.
كما رأى فاروق حسنى، أن تجربة أكشاك الفتاوى فى محطات المترو، هى أشبه بالرقص على أنغام الإخوان، ولذا يجب على الدولة الابتعاد عنها، والانشغال بالمشروعات العظيمة التى تتحدث عن نفسها، لأن الفعل هو سيد الموقف.
أمر آخر أشار إليه فاروق حسنى، وهو سلوك البرلمان الذى لا يرضى أحدًا فى الشارع المصرى، حتى أصبح الحديث عنه أمر لا طائل منه، أما القوات المسلحة والشرطة، فرأى وزير الثقافة الأسبق، أنهما يقومان بدورهما جيدًا فى التصدى لأخطر مخطط لإسقاط الدولة، وهو الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة