تمر اليوم ذكرى ميلاد شاه إيران محمد رضا بهلوى فى 27 يوليو 1980 فى القاهرة، التى جاء إليها لاجئا ومات ودفن فى مسجد الرفاعى، والعلاقة بين شاه إيران ومصر قديمة منذ الأسرة العلوية.
أولى زوجات الشاه محمد رضا بهلوى هى الأميرة فوزية ابنة ملك مصر فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق الأول، وقد تزوج بها بالقاهرة فى 16 مارس 1939 إذ تم الزفاف فى القاهرة، ثم بعد سفرها إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى فى طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد الغزو الروسى البريطانى لإيران والذى أجبر أباه على التنازل عن العرش ومغادرة إيران منفيا إلى جنوب أفريقيا.
وأنجبا بهلوى وفوزية طفلة واحدة وهى الأميرة شاهيناز بهلوى، (ولدت فى 27 أكتوبر 1940).
وتم الطلاق بينهما فى عام 1945 فى القاهرة وبعدها تم الطلاق فى إيران فى عام 1948، إذ وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق على الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران.
فى 16 يناير 1979، أرغم الشاه على مغادرة إيران إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة فى العاصمة طهران، وحاول الشاه الذهاب الى أوروبا لكنها رفضت استقبال طائرته كما رفضته باقى السفارات واحدة تلو الأخرى، إلى أن نزل الشاه بطائرته فى أسوان فى 16 يناير 1979 واستضافه الرئيس أنور السادات الذى كان على علاقة جيده مع الشاه منذ نهاية الستينات.
وفى مصر، حرص السادات على أن يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول، مع السجادة الحمراء عند باب الطائرة واستعراض حرس الشرف.
نزل الشاه وزوجته فى فندق أوبروى المبنى على جزيرة وسط النيل بالقاهرة. وبعد ذلك لجأ الى مراكش فى المغرب بدعوة من الملك الحسن الثانى ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب، وغادرها على طائرة الملك الحسن الثانى الخاصة إلى جزر البهاما ثم إلى المكسيك التى أقام فيها عدة أيام، ونظراً لحالته الصحية الحرجة طلب من الولايات المتحدة السماح له بالعلاج لديها ووافقت واشنطن بعد أن تبين أن حالته الصحية حرجه للغاية، قضى الشاه بعض الوقت فى قاعدة حربية أمريكية فى تكساس، ولكن الشاه اضطر مجبراً على مغادرة الولايات المتحدة بعد احتلال الطلاب الثوار السفارة الأمريكية فى طهران فى 4 نوفمبر 1979م مطالبين بتسليمه مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، ما جعل الولايات المتحدة تلاحق الشاه وتطلب منه سرعة مغادرة أراضيها خوفا على رعاياها، وعندما أراد أن يعود إلى المكسيك من حيث أتى، وجد أن كل الأبواب مغلقة أمامه، وبعدها توجه إلى بنما التى لم يستطع الإقامة فيها مدة طويلة إلى أن أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به إلى مصر وتم تخصيص قصر القبة مقراً لإقامته.
توفى محمد بهلوى فى القاهرة 27 يوليو 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية، وأقام له الرئيس السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين وعزفوا السلام الإمبراطورى الإيرانى، وحمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع يجرها ثمانية من الخيول العربية وشارك فيها ولى عهده رضا بهلوى الثانى والرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون وملك اليونان السابق قسطنطين الثانى وسفراء عدة دول ودفن فى مسجد الرفاعى بنفس الغرفة التى كان مدفوناً بها والده رضا بهلوى عام 1944 قبل نقله إلى طهران بعد طلاق الشاه من فوزية بنت فؤاد الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة