بعد تعرضها لهجمات إرهابية.. فرنسا تتغلب على "رعبها" وتنتعش سياحتها رغم تكرار التهديدات.. تقديرات باستقبال 89 مليون سائح هذا العام.. ومحللون: الاعتداءات باتت مشهد يومى لا يؤثر سلبًا على القطاع

السبت، 29 يوليو 2017 02:09 ص
بعد تعرضها لهجمات إرهابية.. فرنسا تتغلب على "رعبها" وتنتعش سياحتها رغم تكرار التهديدات.. تقديرات باستقبال 89 مليون سائح هذا العام.. ومحللون: الاعتداءات باتت مشهد يومى لا يؤثر سلبًا على القطاع فرنسا
كتب أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من التهديدات الإرهابية المستمرة التى تشهدها دول أوروبا، وخاصة فرنسا، فإن عاصمة النور استطاعت التغلب على تلك المخاوف والتكيف مع التهديدات التى باتت وفقاً لما وصفه المحللون والمسئولون جزءًا من المشهد اليومى للحياة هناك، وكان نتيجة ذلك التفوق على المخاوف هو جذب أعداد كبيرة من السياح، وانتعاش القطاع الذى أصبح هزيلاً ومرتعشًا بعد الهجمات الإرهابية المتكررة، ولا سيما التى وقعت فى عام 2015 فى شارلى إبدو، وهايبر كاشير.

 

قناة "فرانس 24"، أكدت أن قطاع السياحة فى فرنسا سجل انتعاشًا ملحوظًا فى 2017، إذ يمكن أن تستقبل البلاد هذا العام من 88 إلى 89 مليون سائح، وهو رقم يفوق العدد المسجل فى 2015، إذ استقبلت باريس فقط فى الأشهر الأربعة الأولى من العام الجارى 4.8 مليون سائح، ما يعنى زيادة 4.1% مقارنة بـ2016.

 

وأكدت القناة أن هذا الرقم المسجل فى أول 4 أشهر؛ يُعَد أحد أفضل الأرقام المسجلة فى السنوات العشر الأخيرة، لا سيما أن عدد السياح الأجانب سجل ارتفاعا قياسيا بلغ 19%.

 

وأشارت هذه الأرقام المشجعة إلى الانتعاش الملحوظ بقطاع السياحة فى العاصمة الفرنسية منذ بداية 2017، ورجّح وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان المكلف أيضا بحقيبة السياحة أن تستقبل بلاده هذا العام بين 88 إلى 89 مليون سائح، وهو رقم يفوق العدد المسجل فى 2015.

 

وأجمع محللون ومراقبون أن تفسير الانتعاش فى قطاع السياحة يمكن وصفه بـ"ظاهرة التعود"، فالاعتداءات الأخيرة فى عواصم أوروبية أخرى على غرار برلين، وستوكهولم، ولندن؛ جعلت من تكرار هذه الأحداث أمرًا معتادًا وجزءًا من المشهد اليومى، وبالتالى لا يحول دون تنظيم رحلة فى مدينة أوروبية وتحديدا باريس.

 

يمتلئ مكتب السياحة بوسط العاصمة الفرنسية بالأشخاص، وأوضح نيكولا لوفيفر، مدير المكتب: "يمكن أن نتحدث عن عودة مهمة جدًا، وعودة تدريجية للوضع العادى لإقبال السياح على باريس، حتى أنها فاقت نسبة الإقبال فى فترة ما قبل الاعتداءات".

 

وأشار إلى أن المكتب يعمل على إعادة تلميع صورة مدينة النور فى الخارج من خلال خطة تحفيز واسعة لجذب السياح، وأضاف: "حاولنا الطمأنة من خلال شهادات سياح قدموا إلى باريس، وأفضل ضمانة هى منح الكلمة لمن أتوا، فهم أفضل الشهود وأفضل المدافعين عن باريس".

 

وسائل الإعلام الفرنسية، اتخذت ملهى "مولان روج" الشهير كنموذج لاسترداد السياحة عافيتها، إذ تؤدى راقصات عرضهن المثير المعهود أمام قاعة تغص بالمتفرجين، فى مشهد يؤكد أن السياح الذين غابوا عن صيف 2016 بسبب اعتداءات باريس عادوا إلى الإقبال على العاصمة الفرنسية.

 

وبعد صيف 2016 الكارثى؛ بدأ الملهى يستعيد جمهوره تدريجيًا، مسجلاً زيادة بنسبة 15% فى عدد رواده منذ يناير 2017، بحسب المسئول عن الملهى جان فيكتور كليريكو.

 

وقال كليريكو: "عدنا إلى مستوى أكبر من نشاط 2014 و2015 التى لم نسجلها منذ 8 اعتداءات إرهابية فى 2015 خلفت 239 قتيلاً".

 

الجدير بالذكر أن السياحة الفرنسية والتى تُعَد بمثابة المحرك الأهم للاقتصاد عانت كثيرًا، وذلك منذ هجمات باريس فى نوفمبر الماضى، والتى أدت إلى مقتل 130 شخصًا وتبناها تنظيم "داعش" الإرهابى.

 

وتلقت فرنسا ضربات أخرى فى يوليو 2016، عندما دهس شخص بشاحنة حشودًا فى مدينة نيس بمنطقة الريفيرا، ما أدى لمقتل 85 شخصًا، وبعد ذلك بأسبوعين قتل رجلان قسًا فى بلدة صغيرة بنورماندى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة