رفض الاستسلام لإعاقته وقرر أن يكون نافعاً لنفسه ولأسرته المكونة من زوجة وطفلة، رافضاً أن يكون عالة على أحد أو يتخذ طريقاً للتسول، لكن الله أعطاه فطرة وبراعة فى كيفية اصطياد الحمام الجبلى من على الترع والجبل، وبيعه على المارين على قنا نجع حمادى الزراعى، وتحديداً أمام مدخل قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف شمال محافظة قنا، يجلس على مدخل القرية مردداً هتاف: "اشترى منى بـ10 جنيه" وبكلمات لا يفهمها المارون لكنها بشرة للاقتراب منه، وقيامه بالإشارة على الثمن الذى يتقاضاه من بيعه الحمام الذى تمكن من اصطياده.
حكاية عم جابر صائد الحمام الجبلى يعرفها أغلب المارين على الطريق الزراعى المتجهين من محافظة قنا إلى مركز الوقف وقرية المراشدة ونجع حمادى، فهو أعتاد الجلوس بجوار أحدى الكبارى المعروف بـ"المعوجة" يستيقظ عقب أذان الفجر لنصب عدد من الحديد وهو عبارة عن فخ من الحديد صناعة يدوية، ويقوم بتنصيبه بجوار الترع ويظل متابعاً حتى يقترب الحمام من الفخ ويتم اصطياده، وقتهاً يتوجه مسرعاً للإمساك بالحمامة الذى تم اصطيادها خوفا من أن تتعرض للموت نتيجة الخنق، ثم يقوم بوضعها فى جوال اصطحبه معه لوضع الأشياء التى تم اصطيادها.
ساعات صيد الحمام الجبلى مختلفة فهناك عدة أماكن يعتمد فيها عم "جابر" فى اصطياده للحمام الجبلى فى يوجد أكثر من مكان البداية بالغيطان الزراعية، والترع والتى يتواجد أمهامها الحمام بكثرة، وتكون فرصة اصطياده أسهل خاصة أن التجمعات تأتى من الجبال لتناول الماء، خاصة مع ارتفاع درجة حرارة الجو فى محافظة قنا، وتأتى أسراب الحمام للتجمع على كوبرى"المعوجة" فيقوم بنصب الفخ حتى يتمكن من صيد أكبر عدد من الحمام لبيعة على المارة فى الطريق، وفى بعض الأوقات يتوجه إلى المنطقة الجبلية القريبة من الأراضى التى تقوم بزراعة محصول القمح.
"اليوم السابع" التقى "عم جابر" الذى بدأ حديثه بأن العمل عبادة وأنه لم ينتظر حتى يعطف عليه أهل قريته، مضيفاً أنه أمتهن مهنة اصطيادة الحمام والمتاجرة فيه، وبيعه على المارين على الطريق السريع، حتى يحقق بعض من الربح للإنفاق على زوجته وأبنه الصغير، الحديث معه كان يترجمه أحد الأشخاص الذى اعتاد الجلوس معه ومساعده فى بيع الحمام، خاصة أنه يعانى من إعاقة فى الكلام وتجعل بعض العبارات غير مفهومة.
محمود سيد أحد أهالى القرية: "أكد أن عم جابر من الشخصيات الطيبة يعمل ويجتهد وهو ينفق على أسرته، من بيع الحمام الجبليى، فهو لم ينتظر أن يعطيه أحد أموال من باب الصدقة، لكنه قرر الاعتماد على نفسه وقام بشراء أكثر من فخ لوضعهم على الترعة لاصطياد الحمام الذى جاء ليتناول شرب الماء، ويبلغ عدد الحمام الذى يتمكن من الحصول عليه من 5 إلى 10 حمامات يومياً، وهو يقوم ببيعه الحمامة الواحدة بـ10 جنية، وفى بعض الأوقات يذهب لشراء "الفراخ" الصغيرة من الحمام من بعض الأشخاص الذين يتمتلكون أبراج حمام جبليى وبيعها وهذا الأمر يحدث عندما يكون رزقه ضيق ولم يستطيع أن يصطاد عدد كبير من الحمام، فهو يعتمد على نفسه فى كل شىء، واضعاً إعاقته تحت قدميه، حتى يتمكن من أكمال مسيرته، تاركاً كلمات اليأس والإحباط التى يتعرضون لها أصحاب الإعاقات.
على سيد أحد جيرانه قال عم جابر يعيش حياة طبيبعة، فبمجرد أن تتحدث معه، وتريد أن تأخذ الحمام بأقل من ثمنه يرفض فهو يشير أن سعر بيع الحمام الجبلى لن تجده عن أحد بهذا السعر، وإذا تحدثت معه عن أحواله يجيبك بكلمات الشكر والحمد والثناء، وأنه يكون سعيد حينما يتمكن من بيع الحمام الذى إصطاده، وإذا توجهت له بعد بيع الحمام وطلبت منه الشراء يقوم بتقيل يده "وش وضهر" قائلاً الحمد لله رزقى أخدته من ربنا، فهو قنوع ضاربا مثالا لكل الشباب الذى يجلس على المقاهى، هذا شخص معاك لكنه قهر كل الحواجز وخرج حتى يتمكن من الإنفاق على أسرته.
مصطفى إبراهيم أحد السائقين أكد أن عم جابر معروف من زمان ببيعه الحمام على الرغم أنه صاحب إعاقة لكنه قرر الاعتماد على نفسه، وأنا بشترى منه لأنى سعر رخيص، والمفروض الدولة توجه لهذا الشخص الرعاية الكاملة لأنى يحتاج إلى معامله خاصة لأنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وصاحب إعاقة، وهو لا يأخذ من الدولة حقوقه، وعمل كده علشان يصرف على أهله ولا يتسول من أحد.
الحمام الجبلى الذى يقوم بإصطياده
أسراب من الحمام جاءت للترع لشرب الماء
الحمام الجبلى الذى يطير فى أشكال أسراب
الحمام الجبلى الذى يقوم ببيعه على المارة
أثناء عرضه الحمام الجبلى على الطريق الزراعى
جالساً على الارض لبيع الحمام الذى إصطاده
مئات الحمام الجبلى واقفاً على كوبرى المعوجة
أثناء عرضه الحمام الجبلى لبيعه على المارة
الجوال الذى يضع فيه الحمام الذى تمكن من صيدة
الحمام الذى يبعه على المارة بقنا
أثناء عرضه لفراخ الحمام الجبلى بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة