من واقع ما رصده محمد فوزى خلال عمله مصورا بقناة الجزيرة من 2004 وحتى 2015، نصل إلى قناعة مؤكدة أن الجزيرة لم تكن مجرد وسيلة إعلام مرئية، وإنما لعبت دورا خطيرا فى تشجيع العديد من الشباب العربى للانضمام والقتال مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى المنطقة، وهو ما كشفته معلومات مؤكدة تناولت الدور الذى لعبه عدد من العاملين بالجزيرة ممن يقومون بأدوار ومهام مزدوجة لتشجيع الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش والعديد من الألوية الإرهابية المسلحة التى تقاتل فى المنطقة وخاصة فى سوريا، على رأس هؤلاء أحمد إبراهيم العبدة، الذى تحدث عنه محمد فوزى، وهو يعمل فى قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية تحت اسم مستعار وهو «أحمد إبراهيم»، ومهمته الأساسية فى القناة أنه كبير المنتجين الفنيين، وأحد المشرفين على إنتاج الأفلام الوثائقية والتقارير الخاصة بالقناة، حيث كشفت المصادر أنه تم وضعه فى المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تحت غطاء العمل فى قناة الجزيرة، ليقوم بتسهيل دخول المتطوعين إلى سوريا.
من واقع ما رصده محمد فوزى خلال عمله مصورا بقناة الجزيرة من 2004 وحتى 2015، نصل إلى قناعة مؤكدة أن الجزيرة لم تكن مجرد وسيلة إعلام مرئية، وإنما لعبت دورا خطيرا فى تشجيع العديد من الشباب العربى للانضمام والقتال مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى المنطقة، وهو ما كشفته معلومات مؤكدة تناولت الدور الذى لعبه عدد من العاملين بالجزيرة ممن يقومون بأدوار ومهام مزدوجة لتشجيع الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش والعديد من الألوية الإرهابية المسلحة التى تقاتل فى المنطقة وخاصة فى سوريا، على رأس هؤلاء أحمد إبراهيم العبدة، الذى تحدث عنه محمد فوزى، وهو يعمل فى قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية تحت اسم مستعار وهو «أحمد إبراهيم»، ومهمته الأساسية فى القناة أنه كبير المنتجين الفنيين، وأحد المشرفين على إنتاج الأفلام الوثائقية والتقارير الخاصة بالقناة، حيث كشفت المصادر أنه تم وضعه فى المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تحت غطاء العمل فى قناة الجزيرة، ليقوم بتسهيل دخول المتطوعين إلى سوريا.
قصة صعود أحمد داخل القناة القطرية بدأت فى نهاية 2001، حينما التحق بالجزيرة، ولم يكن يتوقع أحد مساره الصاعد بسرعة الصاروخ فى المبنى الغامض، فعندما استقبله زملاؤه فى الجزيرة كانوا يعتقدون أنه مجرد «بروديسر أخبار» طموح يحمل الجنسية البريطانية ومولود فى دمشق بسوريا، وقبل أقل من شهرين من قدومه للدوحة كان المدعو «أحمد» قد أنهى أوراق تعيينه فى قناة الجزيرة ليصبح ملفه ضمن ملفات عشرات انضموا للقناة القطرية فى 2002 قبل أشهر من غزو العراق وبعد أقل من 5 أشهر من هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.
و«العبدة» له قصة مثيرة يتداولها كل العاملين فى الجزيرة، ففى 2006 انضم لقناة الجزيرة الإنجليزية، ليصبح كبير المنتجين الفنيين ليصبح أحد المشرفين على إنتاج الأفلام الوثائقية والتقارير الخاصة بالقناة، بالإضافة إلى المهمة المعلنة، كانت للعبدة مهام أخرى تتجاوز الصحافة الاستقصائية النشطة، مستخدما حجم علاقات ونفوذ متشعبة داخل الجماعات الإسلامية المتطرفة تتجاوز حرصهم الأمنى المعهود من الصحفيين، خاصة أصحاب الجنسيات الأجنبية، فخلال عام 2005 والنصف الأول من 2006 اختفى أحمد عن الدوحة ولم يكن أحد يعرف ماذا يفعل، ليفاجئ الجميع بإنتاجه فيلماً عن سامى الحاج، الصحفى بالحزيرة، وأحد أصدقائه المقربين الذى اعتقل فى جوانتانامو بتهمة الانتماء للقاعدة منذ 2002، وخرج فيلم «السجين 345».
كشف هذا الفيلم عن علاقات أحمد العبدة ما بين باكستان وأفغانستان ولندن وسوريا، فهو «أخطبوط» جديد يولد فى الجزيرة، ومع خروج الفيلم الوثائقى بدأ الهمس يتحول لحديث فى أروقة الجزيرة والصحفيين فى الشرق الأوسط عن سر أحمد السورى كما كان يلقبه البعض، وتبدأ تتكشف بعض المعلومات، فهو فى الأوراق الرسمية ليس اسمه أحمد إبراهيم، بل هو أحمد العبدة، وهو الشقيق الأصغر لأنس العبدة، بل إنه يحمل ملامحه باستثناء النظارة الطبية للشقيق الأكبر.
وأحمد هو الشقيق الأصغر لأنس العبدة، المعارض السورى الذى يقيم فى لندن ويرأس كيانا هلاميا باسم حركة العدالة والبناء ورئيس لإعلان دمشق فى المهجر، وأنس العبدة هو إخوانى منشق عن التنظيم بحثا عن منح الإخوان فى سوريا أكثر من غطاء للتعامل مع الغرب والقوى الخارجية، ونجح فى سنوات قليلة فى أن يقيم صلات وعلاقات مع سياسيين وبرلمانيين بريطانيين وأمريكيين وغربيين تحت غطاء أنه يحمل خطابا معارضا لبشار الأسد وأنه منشق عن «الإخوان».
وبعد أشهر قليلة ومع اندلاع التوترات فى سوريا انتقل أحمد إبراهيم «العبدة» إلى تركيا بأوامر من قيادات الجزية، ومن المنطقة الحدودية باشر عمله فى توثيق علاقاته الممتدة بالإسلاميين المتشددين وخاصة أبومحمد الجولانى أمير جبهة النصرة واسمه الحقيقى أسامة العبسى الواحدى وهو من مواليد سوريا، دير الزور عام 1981، وقد عمل معه أحمد إبراهيم على تجنيد عدد كبير من المقاتليين للقتال مع المعارضة السورية وتسهيل تنقلهم عبر الأراضى التركية، لينتقل بذلك إلى فصل جديد من فصول العمل الميدانى الذى يتطلب التنقل والسفر بين مبانى المخابرات وغرف التحليل ونقل الأموال والاجتماعات السرية للعمل على توفير جملة من العلاقات التى تعتبر بأنها استثنائية، وكانت خزانا لتدفق المقاتلين الإسلاميين المتشددين والأسلحة من باكستان وأفغانستان والشيشان وسيراييفو وبلغراد وفرنسا والسودان، ومن ثم العودة إلى مقر إقامته حاليا بإسطنبول.
ونعود مرة أخرى لمحمد فوزى الذى يكمل مشاهداته فى سوريا ويقول: «حينما وصلت إلى الداخل السورى وتحديدا الرقة شاهدت كيف كانت الجماعات المتطرفة تنفذ الإعدام بشكل علنى، حيث يتم دعوة الناس بالشارع عن طريق الميكروفونات، ثم يوضع المسجونون بالميدان وتتلى جرائمهم أمام الحضور، وبعدها يتم إطلاق الرصاص عليهم من الخلف، ورأيت فى سوريا كيف كان قيادات «أحرار الشام» يحددون لطاقم الجزيرة أماكن التغطية، وكانوا يتولون التنسيق للقناة فى كل شىء، ويوفرون لهم الميليشيا لحراستهم، بل كان يتم دراسة خط سير الرحلة بكل تفاصيلها مع معرفة انتماء كل قرية من خطوط السير وتحديد مكان آمن للإقامة، وإعداد خطة للخروج وخطط بديلة، وكان يتواجد معنا أحد أفراد الأمن الأجانب بصفه دائمة، وأذكر أول مرة أدخل إلى حلب، حيث التقيت العديد من المقاتلين العرب بالداخل السورى، وكان بمنطقه قريبة من اللاذقية، وهناك تم التنسيق والتقينا بأحد قيادات جبهة النصرة، وأجرينا معه لقاء، واعترف لأول مرة بانتماء النصرة للقاعدة، وخلال اللقاء حضر فريق من المقاتلين فأخرج لهم رزمة من الدولارات، وعرفت بعد ذلك أنها ثمن إحدى العمليات التى قاموا بتنفيذها، حيث يتم إرسال الأهداف لهم من قطر ولا يتم الدفع إلا بعد التنفيذ والتصوير، كما رأيت المساعدات التى كانت تصل إلى سوريا من أموال الشعوب العربية، لكنها كانت تسلم لقادة الميليشيات لتجنيد مقاتلين جدد أو لأفراد ميليشياتهم فقط، وخلال وجودى فى أحد المطارات التى سيطر عليها تنظيم داعش، رأيت العديد من المقاتلين الليبيين والتوانسة والمصريين».
صعد الإخوان إلى حكم مصر، ولم يستبشر فوزى خيرا، خاصة أن كل مشاهداته السابقة كانت توحى له بأن هناك شيئا يحاك لمصر، ويقول إنه كان يتحين الفرص للنزول إلى مصر للتظاهر ضد الإخوان وتحذير الناس من دموية هذه الجماعة، خاصة بعد ما حدث أمام الاتحادية والاعتداء على المتظاهرين السلميين من جانب ميليشيات الإخوان، ومطاردتهم بالمستشفيات، ويضيف: «وجاءت ٣٠ يونيو وخرجت الملايين ضد الإخوان وجن جنون الجزيرة وقطر، فأرسلت القناة العديد من الصحفيين والمهندسين بتنسيق كامل مع جماعه الإخوان، حيث قام الإخوان بسرقة سيارات البث الخاصة بالتليفزيون المصرى، وتم تسليمها لمهندسين تابعين للجزيرة لتشغيلها، وظلت الجزيرة على انحيازها ضد ثورة المصريين إلى أن قررت الحكومة المصرية إلغاء تصريح البث والعمل لشبكه الجزيرة فى مصر، لكن القناة لم تهتم وأصرت على تحدى القانون وإرسال كاميرات وأموال للإخوان، ولم تبلغ أيا من العاملين فى القناة بصدور قرار إلغاء ترخيص العمل، وأصرت القناة على أن تستمر فى تغطية الأحداث بمصر من وجهة نظر واحدة موالية للإخوان، دون الاهتمام برأى ملايين المصريين المؤيدين للثورة، إلى أن حدثت واقعه الماريوت، وتم التحقيق معى لمدة يوم إلى أن تم إخلاء سبيلى».
ويكمل فوزى: «خرجت من مصر بطريقة طبيعية جدا حيث تم الإفراج عنى ثم ذهبت إلى الدوحة، وهناك التقيت مع مدير القناة الإنجليزى «آلِ أنستى»، وشرحت له ما حدث معى ومع زملائى، وأن إدارة التحرير بالجزيرة الإنجليزية لم توفر لنا أى حماية، وارتكبت أخطاء قاتله وأدخلتنا فى صراع نحن لسنا طرفا به، نحن مجرد صحفيين ننقل الخبر فقط، وطلبت منه إقناع إداره شبكة الجزيرة بإرسال وفد للاعتذار عن الخطأ الإدارى بعدم التقدم للحصول على تصريح من الهيئة العامه للاستعلامات، وفى البداية أبدى لى مدير القناة تفهمه، لكن إدارة الجزيرة كان لها رأى آخر، وهى أنها فرصه للضغط على مصر من خلال تدويل القضية، وهذا ما ذكره لى صلاح نجم، وقال لى بالحرف إنه لديه خطة للضغط على مصر للإفراج عن زملائى، لكن لا أعتقد أنه كان يهمه أو يهم الإدارة إنهاء القضية، ولكن دفع القضاء لإعطائنا أقصى عقوبة يكون لها صدى واسعا عالميا، وهذا ما حدث حيث أن «باهر محمد»، الصديق المقرب جدا لجمال الشيال، اعترف بعشرين صفحة كلها أكاذيب ضدى وزملائى، وبالتالى تم إضافة اسمى للقضية، وتكونت القضية من الأساس بناء على اعترافات باهر ضدى، وللعلم فإن باهر هو ابن حازم غراب رئيس قناة «مصر ٢٥» الإخوانيه، وكنت أنا ومحمد فهمى على خلاف دائم معه بالعمل، لكن باهر كان مدعوما من الدوحة».
بدأ باهر محمد العمل لصالح قناة الجزيرة الإنجليزية فى مايو 2013، وقبلها كان يعمل لدى العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية فى مصر، منها صحيفة أساهى شيمبون اليابانية، وشبكة CNN الأمريكية، وقناة PRESS TV الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية.
وفى تحقيقات النيابة مع باهر، قال أن والده عضو بجماعة الإخوان المسلمين، وإنه كان يدفعه لحضور دروس دينية تنظمها الجماعة، ووفقا لما قاله الصحفى محمد فهمى، فى مقال نشرته صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، فى مارس 2015، فإن باهر اعترف فى شهادة من 20 صفحة وقع عليها تتفق بالكامل مع الاتهامات الموجهة ضدهم فى قضية «خلية ماريوت»، التى تشمل «مساعدة جماعة الإخوان المسلمين، وتزييف أخبار تصور مصر فى حالة حرب أهلية»، وفى فبراير 2015 أطلق سراحه بعد قضائه 411 يوما فى السجن، وبعدها غادر باهر للدوحة، حيث كان فى استقباله مدير شبكة الجزيرة بالوكالة الدكتور مصطفى سواق.
يوم واحد قضاه محمد فوزى فى الحبس بعد القبض عليه فى «خلية ماريوت»، حيث تم أخذ أقواله، وبعدها تم الإفراج عنه، فسافر إلى الدوحة، وهناك طلب من إدارة الجزيرة تحويله للعمل بواشنطن، لتفادى مخاطر السفر والتنقل بمنطقه الشرق الأوسط، وبالفعل وصل واشنطن فى فبراير 2014، وما هى إلا أيام حتى تم إبلاغه من إدارة القناة أنه سيفقد عمله فى 7 مايو 2014 ما أصابه بخيبة أمل كبيرة، لأنه كان يعتقد أنه سيجلب زوجته من مصر إلى أمريكا ليجتمع شملهما مرة أخرى.
الغريب أن محمد فوزى فور وصوله إلى واشنطن، اكتشف أن القناة لم تكمل أوراقه الرسمية وتأشيرة العمل بطريقة شرعية، وتنصلت القناة من التزامها، وحاولت التحايل وإجباره على التعاقد مع شركة أمريكية تقدم خدمات لقنوات الجزيرة، وبعد محاولات عديدة للتواصل وشرح موقفه فشلت جميعها، شارحا موقفه بقوله: «دون تأشيرة عمل لا يمكن البقاء فى الولايات المتحدة بصورة قانونية، ولا أستطيع العودة للدوحة لأنى لم أعد أشعر بالأمان فى قطر، ولا أستطيع العودة إلى مصر، لأن هناك حكما غيابيا صادرا ضدى فى انتظارى، لذلك لم أجد من طريق أمامى سوى رفع قضية واتخاذ إجراءات قانونية ضد القناة ومطالبتها بالتعويض، لأنها تخلت عنى وورطتنى فى قضايا ببلدى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة