كشفت أحداث المسجد الأقصى الأخيرة عن التطبيع المفضوح بين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والحكومة الإسرائيلية التى يتزعمها بنيامين نتنياهو، ففى الوقت الذى ملء فيه الرئيس التركى الدنيا ضجيجًا بعد نصب الجيش الإسرائيلى بوابات إلكترونية عند مدخل المسجد الأقصى، جاعلا من نفسه حامى حمى المقدسات الإسلامية فى القدس، تمسك "أردوغان" بوجود السفير الإسرائيلى بأنقرة.
وقرر "أردوغان" تشديد الإجراءات الأمنية حول مقر السفارة الإسرائيلية فى أنقرة، وذلك فى أعقاب حادث السفارة الإسرائيلية فى الأردن والذى راح ضحيته أردنيين أثنين، وكذلك فى أعقاب المواجهات التى اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى بمدينة القدس وأمام المسجد الأقصى.
وقالت مصادر بالمعارضة التركية، إنه فى الوقت الذى يملأ الرئيس التركى الدنيا ضجيجا بأنه يدافع عن المسجد الأقصى فإنه كلف وزارة الداخلية التركية بتكثيف الحراسات أمام مبنى السفارة حفاظا على حياة السفير الإسرائيلى بأنقرة "ايتان نائية" وطاقم السفارة وكذلك أمام منزل السفير.
وأكدت المصادر التركية، لـ" اليوم السابع"، على أنه بدلا من طرد السفير الإسرائيلى يقوم "أردوغان" بحمايته، خوفا على علاقاته مع الحكومة الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن "أردوغان" يخشى أن تقوم إسرائيل بإلغاء اتفاق الغاز مع تركيا الذى سيبرم الشهر القادم ، وذلك فى حال طرد السفير.
وأوضحت المصادر التركية، أن "أردوغان" أكبر من يتاجر بالقضية الفلسطينية ، حيث أنه يدعى دعمه للفلسطينيين فى الصباح دون أن يقدم لهم أى شىء ،وفى المساء يعقد صفقات الغاز مع الإسرائيليين.
وكشفت وسائل إعلام تركية النقاب عن أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يتمسك بقوة بصفقة الغاز مع "تل أبيب"، رغم الحصار الإسرائيلى المفروض على المسجد الأقصى ومنع المصلين من دخول المسجد لإقامة الصلاة.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية، أن أردوغان لا ينوى إلغاء صفقة الغاز التى ستبرم بين أنقرة وتل أبيب قبل نهاية العام الجارى، واستشهدت الصحيفة التركية بأن نائبة القنصل العام الإسرائيلى فى أنقرة، شاير بان تسيون، أكدت على أن إسرائيل وتركيا ستوقعان اتفاقية للغاز الطبيعى قبل نهاية العام الجارى.
وأوضحت "تسيون" فى تصريحات صحفية، أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن توقيع الاتفاقية المشار إليها، خلال اللقاءات التى أجريت بين صهر أردوغان ووزير طاقته برات ألبيراك، والحكومة الإسرائيلية، وكان وزير الطاقة الإسرائيلى يوفيل شطينتس، أعلن فى مارس الماضى أن مفاوضات خط الغاز مع تركيا ستُختتم هذا الصيف.
ويأتى هذا الموقف من الرئيس التركى بعدما دعا مسلمي العالم على زيارة القدس وحمايتها، دون أن يدعو الأتراك للقيام بذلك أيضا، وقال أردوغان: "أوجه نداء إلى كل مواطنى وإلى مسلمي العالم أجمع: فليقم كل من يستطيع بزيارة القدس والمسجد الأقصى فى أى فرصة متاحة".
يذكر أن حارس أمن إسرائيلى أطلق النار علي اثنين من الأردنيين الأسبوع الماضى وقتلهم بعد أن هاجمهما أحدهما بمفك، مما أدى إلى اضطرابات دبلوماسية بين البلدين.
ويذكر أن عددا من المظاهرات جرت فى تركيا ضد قرار إسرائيل بوضع البوابات الإلكترونية عند مداخل الحرم القدسى الذي جاء بعد مقتل عنصرى شرطة إسرائيليين بالرصاص خارج الحرم يوم 14 يوليو فى هجوم قام به ثلاثة فلسطينيين من عرب 48.