علقت صحيفة "لاراثون" الإسبانية على هجوم الطعن الذى حدث الجمعة الماضى فى مدينة هامبورج الألمانية، وقالت إن هذه الحادثة تفجر قضية اللاجئين من جديد فى البلاد، إذ طالب عمدة هامبورج بمزيد من التشدد فى إزالة العوائق التى تعترض إجراءات ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التساؤلات عادت حول استقبال اللاجئين إلى الواجهة فى البلاد التى استقبلت أكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015، بفضل سياسية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "الباب المفتوح" الخاصة باللاجئين، وكشف رئيس بلدية هامبورج الاشتراكى الديمقراطى أولاف شولتز، أن منفذ "الاعتداء المشين" طالب لجوء رفض طلبه، وتعذر ترحيله لعدم توافر وثائق قانونية لديه.
وطالب شولتز بمزيد من التشدد فى التدابير وقال "إن هذا يثبت كم أن الحاجة ملحة لإزالة هذا النوع من العوائق العملية والقضائية التى تعترض إجراءات الترحيل".
وتساءلت الصحيفة عن تأثير ذلك الحادث على ميركل فى الانتخابات المقبلة والمقررة فى سبتمبر القادم، والتى تتطلع من خلالها لتولى ولاية رابعة فى ظل استطلاعات الرأى التى تثبت استمرارها فى الصدارة.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن فى الوقت الذى تعانى فيه ألمانيا من حوادث على أيدى اللاجئين ومطالبات بترحيل جميع اللاجئين المفروض طلباتهم، إلا أن هناك تحدى من هم يبحثون عن الحماية من الحرب الأهلية السورية للحصول على حقوقهم فى ألمانيا، إذ أن مازال هناك حوالى 250 ألف طعن قضائى من طالبى اللجوء فى ألمانيا، وفقا لتقديرات جمعية قضاة المحكمة الإدارية، وهناك ما يقرب من 13.500 طعن فى العاصمة وحدها، والذى يمثل جزءا من زيادة تقدر بـ 10 أضعاف خلال العام الماضى.
وقال ستيفان جروسكورث المتحدث باسم المحكمة الإدارية فى برلين إن "الطعون التى قدمها المهاجرون تشكل ثلثى أعمال المحكمة. فيما قال قاض لصحيفة "دير تاجيسبيجيل" الألمانية "هذا الأمر سيشل عملنا لسنوات قادمة".
وقالت السلطات الألمانية إن الحادث الأخير كانت على يد المهاجم البالغ 26 عاما الفلسطينى الأصل ، والذى ولد فى الإمارات المتحدة وكانت تعتبره "مشتبها به" نتيجة "مؤشرات تدل على تطرف دينى، خصوصا فى مركز اللجوء الذى كان يقطنه فى شمال المدينة، وأفادت السلطات المحلية أنه كان يرتدى فى الفترة الأخيرة زيا دينيا إسلاميا ويردد آيات من القرآن فى منزله وأبدى تغييرا فى تصرفاته.
وفى هذا السياق، دعا وزير الداخلية، توماس دى ميزيير، القريب من المستشارة أنجيلا ميركل إلى عدم التسرع فى الاستنتاجات، وقال "ينبغى توقع أن يستخدم الفكر التكفيرى لتبرير أفعال لها دوافع أخرى"، وثمة أمر يبدو شبه مؤكد للشرطة المحلية: المهاجم تصرف بمفرده و"ليس هناك مؤشرات على تواصله مع شبكة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة