تعرض الطالب أحمد كامل أبو الخير لمأساة طبية نتج عنها دخوله فى غيبوبه كاملة، لعدم التشخيص الصحيح لحالته المرضية، ما أودى بحياته، فكان يلقبه أصدقاؤه بـ"صانع الابتسامة"، وهو الابن الأكبر لأشقائه، ويدرس بالسنة النهائية بكلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية، ومصاب بمرض توسع بشرايين المخ، وخلال فترة علاجه لسنوات، أكد الأطباء أنه فى المرحلة النهائية للعلاج ولكن القدر والإهمال أدخله فى غياب عن الوعى تمامًا.
تقول داليا كمال، أحد أفراد أسرة الطالب، أن والده توفى وهو فى الثانوية وهو أكبر أشقاءه وسندهم، بينما قالت والدته، "هو عوضى فى الدنيا دى عن كل حاجة شفتها هو ابنى وأخويا وجوزى وإخواته بيعتبروه أبوهم، واللقب اللى أطلقه عليه أصحابه "صانع الابتسامة".
وأضافت داليا "أحمد" كان يعانى من مرض فى المخ يسبب توسع فى شرايين المخ، وكان من الممكن أن يسبب انفجارها فى أى لحظة وحدوث نزيف، وحدث هذا بالفعل قبل ذلك، وأجرى قسطرة علاجية فى شهر 10 عام 2015 ودخل بعدها قساطر استكشافية كمتابعة لحالته، للتأكد أن النزيف لن يحدث مرة أخرى، وأخر قسطرة استكشافية تم إجراؤها 28 يناير 2017، قالوا إنه فى بداية تمدد فى الشريان سيتم متابعته بالأشعة ولو زاد سيدخل عملية قسطرة علاجية أخرى، وبالفعل تم عمل أشعة رنين فى أبريل عام 2017 وعلى إثرها تم تحديد قسطرة علاجية أخرى على أن يتم عملها فى شهر أغسطس 2017.
واستكملت "تم التواصل مع الطبيب وتم تقديم العملية، وذلك لتوجهه لمؤتمر خارج البلاد فى شهر أغسطس، وتم الاتفاق على أن يتم التوجه يوم الأحد 16 يوليو 2017 لمستشفى سموحة الجامعى لإجراء تحاليل وأشعات حديثة للحالة ودخول الحالة للقسطرة العلاجية يوم الاثنين 17 يوليو 2017 فى حال عدم وجود ما يمنعها فى الاشعة والتحاليل الحديثة، ونفذ المريض ما تم الاتفاق عليه وتوجه للمستشفى، ولكن لم يتم إجراء أى تحاليل او أشعات حديثة للحالة ودخل المريض القسطرة العلاجية بناء على أشعة الرنين التى أجريت فى شهر أبريل 2017.
وأكدت أن الطالب دخل إلى القسطرة بكامل صحته وكامل وعيه وبعد حوالى ساعتين من الزمن خرج الطبيب إلى الأهل، قائلا إنه لن يستطيع القيام بالقسطرة العلاجية لتفاجئه بحدوث تمدد عشوائى جديد بالشريان لابد له من تدخل جراحى، وبالتالى اكتفى الطبيب بالقيام بقسطرة استكشافية، الأمر الذى كان من الممكن اكتشافه اذا تم عمل الأشعة الحديثة فى اليوم السابق للعملية.
وأشارت، إلى أن المريض خرج من القسطرة فى حالة اضطراب وعى وضعف بالجانب الأيسر من الجسم وتشنجات، وظل فى غرفته حوالى نصف ساعة يتساءل الأهل عن ما يحدث له إلى أن أتى طبيب مخ وأعصاب من اطباء المستشفى، وأمر بتوجهه فورا لعمل أشعة مقطعية، وبالفعل تم ذلك وخرج إليهم الطبيب قائلا، إنه لابد من دخول المريض لقسطرة استكشافية جديدة لمحاولة فهم ما يحدث.
واستطردت "فى اليوم التالى تم عمل أشعة رنين جديدة بتاريخ 18 يوليو 2017 وجاء الطبيب المعالج قائلا "كله تمام والولد حاليا نايم لأنه فى حالة غيبوبة مصطنعة بسبب الأدوية، لكنى شاكك أن هناك خراج فى المخ وسنجرى أشعات أخرى للتأكد، وتم عمل أشعة رنين جديدة بتاريخ 20 يوليو 2017، وقال الطبيب "غالبا هذا خراج وننتظر نتيجة تحليل بذل السائل الشوكى كى نتأكد".
وتابعت، وقال الطبيب "إنه لا يوجد غير تورم بسيط فى المخ، وكان تم سحب الأدوية المخدرة والمهدئة ولم يستيقظ المريض، فبدأت التساؤلات عند الأهل، وقام استشارى العناية بالتحدث مع الأم قائلا، "كى تستوعبى ما سأقوله، عليكى الجلوس مع الطبيب وتفهمى ما حدث فى العملية بالضبط وهذا حقك، وبأى طريقة لازم يتكلم لأن هذا ليس طبيعيا، فحالة أحمد أن المخ عنده لا يخرج إشارات كافية لتشغل أجهزة الجسم، وهذا أثر جعل الضغط والنبض والتنفس، وهو حاليا يعتبر الأجهزة والأدوية هى التى تساعده أن يحافظ على هذا كله، وأن الحالة صعبة جدا".
وقالت إنه تم تحرير محضر بالواقعة ضد الطبيب حمل رقم 7954 النيابة العامة بالإسكندرية، كما أنه سيتم اتخاذ إجراءات ضده بنقابة الأطباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة